
راهنت على التقريب بين قطبي المعارضة
أعلنت فعاليات المجتمع المدني، أمس، عن تأجيل ندوتها إلى السبت المقبل، مرجعة الخطوة إلى تأخر الإدارة في منحهم الترخيص إلى غاية مساء الجمعة، جاعلين من رهان التوفيق بين البديل الديمقراطي وقوى التغيير كخطوة قادمة لهم.
أوضح منسق كونفدرالية النقابات المستقلة الياس مرابط، أن فعاليات المجتمع المدني التي تضم نقابات ومنظمات وجمعيات وممثلين عن الطلبة والشباب أن خطوة تأجيلهم للاجتماع التشاوري الذي كان يفترض أن ينظم، أمس، على مستوى صافكس، جاء على خلفية عدم منحهم لرخصة التنظيم من طرف الإدارة إلى غاية مساء الجمعة، في حين أنهم كانوا ملزمين بتأكيد الحجز لإدارة صفاكس وتأكيد الدعوات الموجهة للأحزاب والشخصيات الوطنية يوم الخميس، وهو ما دفعهم للتراجع وتأجيل اللقاء تفاديا لوقوعهم في الحرج في حالة عدم تأكيد الترخيص في وقت لاحق، في حين طالب الإدارة بأن تغير أساليبها التي جاء الحراك ليجرفها.
وأبرز ممثلو فعاليات المجتمع المدني أن لقاءهم المقبل يأتي كخطوة توسيع لنطاق الحوار الذي يقومون به فبعد وثيقة 15 جوان الخاصة بالمجتمع المدني، يأتي لقاء السبت المقبل الذي يتوسع ليشمل أحزابا سياسية وشخصيات وطنية، مؤكدين أنهم التقوا كل الأحزاب السياسية دون استثناء عدا أحزاب الموالاة كونها كانت جزء من الأزمة بحسبهم، موضحين أن الخطوة أعقبت تلك اللقاءات والتي جمعتهم بالشخصيات الوطنية سواء بالتنقل لمقراتهم أو مقرات المعنيين أو حتى منازلهم، مراهنين على هدف تحقيق التوافق بين قطبي الأحزاب السياسية القائمين ويتعلق الأمر بالبديل الديمقراطي وقوى التغيير، قائلين أن المعارضة تمكنت لغاية الآن من تجاوز الفوارق والتكتل في قطبين فقط، في حين اكمال التوافق ليسا مستحيلا وأنهم يرون عدة نقاط وحدة من شأنهم التركيز عليها وتقريب وجهات النظر لتحقيق قطب قوي للمرحلة الحالية وما تقتضيه، واصفين رؤية كل طرف بأنها تحتاج للتكامل مع غيرها، في حين وصف مرابط الحلول التي تقدمها السلطة بأنها عرجاء.
من جهته رئيس جمعية البركة أحمد ابراهيمي فأوضح أنهم متمسكون بوثيقة 15 جوان ومن ضمنها رحيل أوجه النظام السابق وفقا لمطلب الحراك، نافيا نيتهم في إيقاع البلاد في حالة فراغ دستوري، قائلا أن الهدف هو كسب شرعية المؤسسات ورضا الحراكيين عنها ومنه ايمانهم بالمرحلة المقبلة بدل الدخول في حلقة مفرغة تبعد المواطنين عن السلطة أكثر.
أما القيادي بالرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان سعيد صالحي فقال أن الانتفاضة الشعبية منحت دروسا للجميع عبر 3 رسائل، بداية من فهم الشعب أن قوته في وحدته وثانيها انتهاج الخيار السلمي معتبرا أنه أكبر مكسب وثالثها القطيعة مع رموز النظام وطموح بناء نظام سياسي جديد.
الرهان على انضمام الطلبة والشباب
قال منسق الكنفدرالية الياس مرابط أن مهلة تأجيل اللقاء لأسبوع تعتبر مهلة إضافية لهم للتقرب من فاعلين آخرين على رأسهم الطلبة والشباب وهما الفئتان اللتان تعرفان تهميشا إلى حد ما خلال الاجتماع السابقة، معترفا أن الإشكال الأول يمكن في كيف يمكن الجزم أنهم ممثلون لتلك الفئات الحساسة ويكسبون الرضا على المستوى الوطني كونهم غير منضوين تحت لواء أي هيئة، داعيا الطلبة مع العودة للفضاء الجامعي لاختيار ممثلين لهم عبر مختلف الجامعات، مؤكدا أن الحاضرين معهم من الفئتين هم حاضرون كمشاركين لهم مواقفهم ولا صفة تمثيلية لهم على كل الطلبة أو الشباب.
كما ركز مرابط على ضرورة تجاوز مرحلة من يمثل من؟ عبر الفصل في ممثلين فعليين، قائلا أن الغرق في هكذا خطوة طال وأنه لا يخدم سوى سلطة الأمر الواقع.
الحراك بوصلتنا وهو يرفض لجنة كريم يونس
قال رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الياس مرابط أنهم لم يتلقوا لحد الآن دعوة للحوار من طرف لجنة كريم يونس، قائلا أنه في حالة بلغتهم كنقابة أو كونفدرالية سيعمدون للحوار فيما بينهم حول الرد، متداركا بعطف الكلام على رد الأستاذ ابراهيمي بأنهم مع الحوار كحل وحيد لكن بأن يكون حوارا جدا، وهو ما يستدعي النظر في طريقة انطلاق عمل اللجنة وظروفها وحتى بالنسبة لما عرفت بشروط التهدئة على رأسها معتقلي الحراك.
هناك عدة بدائل للتصعيد بدل العصيان المدني
وبخصوص التلويح بالعصيان المدني الذي برز كهتافات على مستوى مسيرات الجمعة منذ 3 أسابيع، فأبرز الحاضرون أنهم يرون أن هناك عدة بدائل يجب استنفاذها قبل بلوغ مرحلة العصيان، قائلين أنها ستتعزز مع الدخول الاجتماعي الشهر المقبل، على رأسها الإضرابات القطاعية المدروسة، وتعزيز المسيرات الداعمة للحراك الشعبي.