
الانفراج في أزمة المقاطعة وقطع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران، والتي دامت لسنوات من الشحن وتبادل الاتهامات وحتى التآمر، ذلك الانفراج السياسي الذي انتهى بترسيم فتح سفارتي البلدين وكذا عودة التمثيل والوفود الدبلوماسية بين البلدين، يؤكد تلك المقولة السياسية الشائعة ألا وهي: إنه لا صديق ولا عدو دائم في السياسة ولكنها المصالح المشتركة من تحكم علاقات الدول..
الجزائر التي باركت عودة العلاقات بين البلدين كان لها دور كبير في إذابة جليد الخلافات وذلك من خلال مساعي قديمة وجديدة وكل ذلك لإيمانها أن مصلحة الأمة الإسلامية تستلزم اتحادا لا تنافرا كما تجبر قادة الأمة العربية والإسلامية على تجاوز الخلافات ودرء الصدع خدمة لتموقع عالمي لم يعد يعترف إلا بالإرادات المتحدة والمتكاملة.
ما هو مؤكد في هذا التطور السياسي على جبهتي السعودية وإيران أنه سيغير معادلة التموقع لصالح قضايا الأمة الإسلامية ومجمل القول، لقد اقتنعت كل من السعودية وإيران، أنه لا بديل عن “إصلاح ذات البين” في عالم يتربص ويصطاد ضحاياه كل على حدى.