إفتتاحية

في ذكرى وفاة الزعيم

بعد سنوات بل عشريات وعهود من مخططات طمس تاريخه كزعيم ليس جزائريا فقط ولكن عربيا وأفريقيا، وبعد تغييب ممنهج وفق إرادة رسمية كانت تعاقب حتى من يتلفظ باسمه ولو خطأ وخاصة في عهد الشاذلي بن جديد وعبدالعزير بوتفليقة وبعد حملات تشويه وتقزيم وتخوين ممنهجة ومدروسة، عادت الجزائر الرسمية لسابق عهدها وذلك في زمن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لترفع الإجحاف والنكران من على ذكرى الزعيم الراحل هواري بومدين وتعيد للتاريخ مكانته وللرجال مآثرهم وإنجازاتهم..
بقرار من مستوى وعلى مستوى عال، تقرر هذا العام الاحتفاء رسميا بذكرى وفاة رئيس الجمهورية الأسبق الزعيم هواري بومدين والموافقة لل 27 ديسمبر من عام 1978، حيث الجزائر حينها لم تفقد رئيسا فقط ولكن صرحا كان هو “الموسطاش” الذي ارتبطت عهدته بزمن النخوة والمواقف الجزائرية الثابتة كما كانت الجزائر في عهده قبلة للقضايا التحريرية على رأسها قضية فلسطين وقضية الشعب الصحراوي الشقيق، ومنه ومما سبق فإن التكريم الذي يأتي بناء على إرادة سياسية عليا ممثلة في رئيس الجمهورية ما هو إلا اعتراف أن الجزائر الجديدة لا تنكر فضل رجالها وسيظلون قدوة ورموزا..
الرسالة من تبني السلطة لإحياء ذكرى الراحل هواري بومدين بسيطة وعميقة ومفادها، أن زمن تغييب ذاكرة ومآثر الرجال بناء على الأهواء وتصفية الحسابات التاريخية، قد ولى وأن الجزائر الجديدة صورة أخرى عن جزائر التاريخ التي تحفظ للرجال مكانتهم أحياء كانوا أو أمواتا، ونقطة كاملة للسلطة التي أبعدت التاريخ عن صراعات وحسابات الأهواء السياسية والأيديولوجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى