
“الدوارة” و”البوزلوف” تحت الطلب ل”الزاوالي”
– “بارونات الفحم” يضرمون النار في حيوانات الغابات
تشهد محلات الجزارة إقبالا ملحوظا في هذه الأيام نظرا لإقتراب حلول عيد الأضحى المبارك حيث فتحت أبوابها بعد أن اتخذت بيع “الدوارة والبوزلوف تحت الطلب” شعارا للفقراء والمساكين الذين لم تسمح لهم ظروفهم المادية بإقتناء أضحية العيد، خاصة بعد أن احترق المواطن البسيط بنار الأسعار الباهظة التي باتت تميز سوق المواشي خاصة هذه السنة حيث تراوح سعر الأضحية بين 45 ألف و 120 ألف دينار جزائري، وعلى هذا الأساس حول “الزوالي” وجهته من سوق المواشي إلى محلات القصابة من أجل تقصي أسعار الزوائد، البوزلوف، اللحم وغيرها من أجل التحضير للإحتفال بالمناسبة.
إعداد : م.ثيزيري
قصابات باب الوادي تبلغ ذروتها
تجولت “جريدة الوسط” بين قصابات الجزائر العاصمة للتقصي حول ظاهرة ما بات يعرف ببيع “البوزلوف والدوارة” تحت الطلب في محلات الجزارة قبل ما يقارب أسبوعين من الإحتفال بعيد الأضحى المبارك، وأول وجهة لنا كانت إلى قصابات باب الوادي التي لاحظنا أنها لم تعد تستقبل أية طلبات للزبائن ما عدا تقطيع لحم الخروف أو البقر أيام العيد، أو شراء اللحوم والزوائد في غضون هذه الأيام،
دخلنا إلى “قصابة” بإحدى شوارع باب الوادي فبلغت مسامعنا العبارات التالية:”وليدي مازالكم تشدو لاكوموند تاع الدوارة وبوزلوف،.. ليجيبها البائع بالقول رانا كومبلي الحاجة خلاص لوكان جيتي من قبل حبسنا لاكوموند عندنا يومين”.
“ريحة العيد” تجبر الزوالي على الرضوخ للأسعار
إقتربنا من أحد محلات الجزارة بمنطقة “باش جراح” وسألنا صاحبها ما إذا بدأت أجواء العيد تظهر من خلال إقبال الناس الذي تزايد بشكل ملحوظ منذ بداية الأسبوع الجاري وهذا ما يترجم عدم قدرتهم على إقتناء “الأضحية” نظرا للأسعار الخيالية التي تميزها ولا يقل على 45 ألف دج وهذا ما يفوق القدرة الشرائية للأشخاص ذوي الدخل المحدود، مشيرا أن الأسعار ستبدأ في الإرتفاع بداية من الأسبوع المقبل، أسعار الزوائد والبوزلوف تبقى مستقرة ما بين 500 و600 دج إلا أنها ستشهد إرتفاعا بضعف المبلغ في الأيام القليلة المقبلة، بما فيها الرئتين، مشيرا في ذات السياق أن أسعار لحم الخروف سترتفع لتصل إلى 1500 دج أيام العيد ككل سنة، أما الزوائد وتوابعها من بوزلوف ورئتين فستصل إلى 5000 دج في ظل المضاربة وغياب الرقابة ليبقى المواطن البسيط ضحية تلاعب بارونات السوق في مناسبات مماثلة، حيث يصل سعر مكونات الأضحية إلى 12000 دج أيام العيد ليجد المواطن نفسه مجبرا على إقتنائها حفاظا على “ريحة العيد” .
شراء تحت الطلب ولهيب أسعار مرتقب
في ذات السياق ذكر “جزار” أخر أن أجواء العيد بدأت تظهر من خلال استفسار الزبائن عن أسعار البوزلوف والزوائد، ووفرتها في الأيام القليلة القادمة ومنهم من يسجل طلبيته عند الجزارين كإحدى السيدات التي تفضلت قائلة “العين بصيرة واليد قصيرة” وكانت تقصد الأسعار الباهظة التي ميزت أضحية هذا العام التي تفوق قدرة محدودي الدخل، فيما ذكرت أخرى أنها جاءت تسجل طلبيتها عند أحد الجزارين إلا أنه رفض تسلم المبلغ تخوفا من إرتفاع الأسعار لأن الطلبات تسلم في الأيام الأخيرة لعيد الأضحى، وفي ظل هذه الأجواء صادفنا إحدى السيدات بين أروقة السوق حاملة كيس بلاستيكي به “بوزلوف” دفعنا الفضول لمعرفة ما إذا قامت بإقتنائه بغرض الإستهلاك أو لعيد الأضحى فقالت ” شريتوا للعيد خايفة تطلع سومتوا، كل مرة نشري حاجة، بنة العيد على جال الذراري برك” مشهد يلخص صورة المواطن البسيط الذي يسعى بكل ما أوتي حتى يرسم ملامح المناسبة بأي شكل كان، في الأخير إكتفت بالقول “العيادة هذا العام الله غالب ” .
لحم “النعجة” و”العتروس” يلقى رواجا منقطع النظير
من المنتظر أن يشهد سوق القصابة إرتفاع جنوني لأسعار بداية من الأسبوع القادم، هذا ما أجمع عليه أصحاب محلات “القصابة” بباب الوادي خاصة وأن الأجواء تنبئ أن فئة كثيرة من المواطنين غير قادرين على شراء الأضحية بعد إلتهاب الأسعار مقارنة بالسنة الماضية، حيث أشار “أمين” بائع في إحدى القصابات أن أصحاب القصابات أيضا يجدون صعوبة في ترويج السلعة نظرا للغش والمضاربة الذي ساد سوق القصابة، حيث بات لحم “النعجة” و لحم “العتروس” يعوض لحم الخروف أين يباع بأثمان بخسة مقارنة بما يعرض في القصابات العادية ويلقى رواجا منقطع النظير من طرف المواطن الذي يتخلى عن الجودة ويركض وراء الأسعار، ناهيك عن اللحم المجمد الذي يباع بسعر اللحم الطازج بعدما ينزع من الثلاجة ويزال عنه الثلج في غفلة من المواطن يتم بيعه بثمن اللحم الطازج، ورغم كل هذه التجاوزات التي يدفع ضريبتها المواطن البسيط في ظل غياب أعين الرقابة، فيما أضاف “مرد” صاحب محل قصابة خارج السوق المغطى بثلاث ساعات بباب الوادي أن الأشخاص الذين يسعفهم الحظ في شراء الأضحية ستصل قيمة 1 كلغ من لحم الأضحية 2500 دج إذا لم يكن أكثر من ذلك خاصة بالنسبة للكباش ذوي القرون الطويلة والفرو الكثيف بالنسبة الذين يشترون الأضحية للتباهي بشكلها وهذا يكثر في الأحياء الشعبية .
وفرة مستلزمات العيد تغني المواطن عناء البحث
وفرة طاولات مستلزمات عيد الأضحى في الأسواق تجعل المواطن يجد راحة تغنيه عناء البحث عن أشياء قد تكون الحاجة إليها مهمة وأساسية، مثلما أشار إليه مواطن كان بصدد شراء مجموعة من القضبان الحديدية التي تستعمل في الشواء، حيث أشار هذا الأخير أن وفرة مستلزمات الأضحية سهل على المواطن عناء البحث عنها، كما تجعله مطلعا عما يحتاجه ويجده بأسعار معقولة، هذا ما وجدناه عند “مروان” صاحب طاولة لبيع مستلزمات عيد الأضحى من سكاكين، قضبان الشواء “باربكيو”، أكياس الحفظ والتبريد إلى غيرها من المستلزمات الضرورية صبيحة عيد الأضحى بدئا من نحر الأضحية إلى غاية إستهلاكها، أجواء خاصة بعيد الأضحى الذي تميزه اللمة العائلية التي تكون مفقودة باقي أيام السنة، وهذا ما يصنع البهجة وسط العائلة خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعشقون تحضير قضبان الشواء وأكلها مباشرة بعد الطهي .
“بارونات الفحم” يحرقون الغابات والحيوانات مقابل 500 دينار
قردة تموت في تيزي وزو و ذئاب في الأخضرية، هم ضحايا جشع بارونات الفحم، هذه هي الأجواء التي تعم غابات الجزائر الحبيبة بعد أن استولى عليها “بارونات فحم الشواء” مقابل مبلغ 500 دينار جزائري للكيس الواحد، حيث شن عدة مواطنين حملة ضد “بارونات الفحم” على صفحات “الفايسبوك” مطالبين بذلك السلطات المعنية بالتدخل على جناح السرعة، وقد انتشرت عبر صفحات الفايسبوك وعلى مواقع الأسواق بصفة خاصة صورا لاكياس معبأة عن آخرها بالفحم من مختلف الأحجام عارضين مبلغه المقدر ب500 دينار جزائري.