أقلام

في قلب الحدث.. غزة المقاومة تبتلع البعبع الصهيوني

يقول تعالى في سورة آل عمران الآية 160 “إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‪”.‬‬
رغم قوة التكنولوجيا العسكرية للكيان الصهيوني المدعوم من أمريكا وبريطانيا, وما يملكه من دبابات وطائرات متطورة, وبمساعدة خبراء أمريكيين لهم باع طويل وخبرة في حرب العصابات, و طائرات بريطانية استكشافية لتحديد مواقع الأسرى, إلا أن الأحداث المتتالية التي تأتي من أحياء غزة تفيد أن الجيش الإسرائيلي وقع في مستنقع غزة وبدأ يجلي قتلاه وجرحاه إلى مستشفيات تل أبيب تباعا, بعد أن اكتظت مستشفيات غلاف غزة بالجرحى, فقد أصبح مخيم جباليا فوهة جحيم لقوات الكيان الصهيوني, بحيث تم يوم 10 ديسمبر 2023 الذي كان ثقيلا وساخنا على العدو بحيث شهد قتالا ضاريا لم تشهده الأيام السابقة, تدمير عدد من الدبابات وقتل 32 جنديا إسرائيليا غربي خان يونس, وقد صرح الناطق الرسمي لكتائب القسام أنه خلال 10 أيام تم تدمير 180 دبابة استهدفت بأسلحة معدلة محليا منها قذائف الياسين 105 والتاندوم والشواظ, كما قطع الطريق أمام قيادة الاحتلال بأن تحرير الأسرى لن تتم إلا بالشروط التي تحددها كتائب القسام, ولن يستطيع أحد تحريرهم لا أمريكا ولا غيرها‪ .‬‬
‪ ‬لذلك لم يستطع جيش الاحتلال بعد مرور 65 يوما من الحرب إنجاز أي شيء على الأرض منذ بداية الحرب البرية يعتد به ويقدمه لليمين المتعطش للدماء, رغم القصف المتواصل ليلا ونهارا جوا وبحرا وبرا, كما أن التصعيد المتواصل من طرف حزب الله بقصفه لمواقع الكيان الصهيوني, زيادة على القرار الذي اتخذه الحوثيون بضرب كل السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر, في حالة ما إذا لم يتم تزويد قطاع غزة بالدواء والغذاء, ينم عن انزلاق خطير سيدخل المنطقة كلها إلى ساحة حرب, بعدما هدد الكيان الصهيوني بالرد على الحوثيين, وفي المقابل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المستفزة والتي تعكس السياسة الأمريكية الفاضحة المنحازة للكيان الصهيوني, بأنه لا توقيف للحرب إلا بعد القضاء على حماس, وهذا في حد ذاته يعتبر تصعيدا ساديا عنصريا القصد من ورائه إبادة سكان غزة عن بكرة أبيهم حتى يشفي غليله كصهيوني منحاز لسفك الدماء, كما أن تخبطه وتناقض تصريحاته يعكس سلوكه المريض وعدم شعوره بالذنب لما وصل إليه انحطاط القيم السياسية والأخلاقية الأمريكية‪ .‬‬‬
كما برهنت كتائب عزالدين القسام أنها ما تزال بخير وذلك باستهدافها حشودا عسكرية داخل غلاف غزة شرقه وجنوبه, وخاصة في مستوطنة كيسوفيم و ناحال عوز ويد موردخاي, وهذا تفنيدا للإشاعات الصهيونية بأن المقاومة انكسرت ولم يعد لها قدرة على توجيه صواريخها باتجاه العمق الإسرائيلي, كما أن تهاوي شعبية رئيس وزراء الصهيوني نتنياهو الذي يزداد يوما بعد يوما, والانقسامات في القيادة السياسية يبرهن على أن المقاومة استطاعت أن تنجح تكتيكيا في تمريغ أنف الجيش الذي لا يقهر وأن تطيح بتماسك لحمة التحالف داخل كابينة مجلس الحرب وتقلب موازين معادلة الحرب النفسية لصالحها بإخراجها لأهالي الأسرى بالتظاهر أمام مقر وزارة دفاع الكيان, وبالتالي الضغط على مجلس الحرب وإدخاله في دوامة من التراشقات والانقسامات وفقد الثقة بين عناصره, كما أصبح للناطق الرسمي للقسام أبو عبيدة مصداقية في الشارع الصهيوني على حساب الناطق الرسمي لجيش العدو دنيال هاغاري الذي فقد مصداقيته بسبب تصريحاته التي لا يتم هضمها من طرف الشارع الإسرائيلي لما فيها من تناقض‪.‬‬
ومن الأمور التي أساءت للكيان الصهيوني إلقاء القبض على مدنيين وتعريتهم على أساس أنهم من كتائب القسام, قد سلموا أنفسهم بإخراج مزيف ومفضوح قد أثار زوبعة داخل المجتمع الإسرائيلي وفي الخارج بسبب فبركته, فقد علق على ذلك رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنبغي “أن صور الفلسطينيين بملابس داخلية التي نشرها الجيش لا تخدم صورة إسرائيل بالعالم”, كما لا تخدم الجيش الذي يروج له بأنه من الجيوش التي تتمتع بالأخلاق, لذلك فقد فضح هذا الجيش نفسه وبين للعالم أجمع بأنه لا أخلاق له زيادة على خوره وجبنه في أرض المعركة‪.‬‬

بلخيري محمد الناصر‪ ‬‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى