الأولىالجزائر

قصر المرادية “حلم” يراودهن

بروز تاء التأنيث في سباق الرئاسيات

حركية غير مسبوقة تشهدها الساحة السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية ،حيث تسجل الساحة اقبالا معتبرا من طرف جميع الأطياف السياسية في الجزائر لخوض معترك الانتخابات المزمع عقدها في السابع من سبتمبر من هذه السنة. ولعل بروز تاء التأنيث في هذا الموعد الهام يمثل سابقة من نوعها وذلك باعلان ثلاثة سيدات ترشحهن لهذا الموعد ، وهن على التوالي لويزة حنون ،زوبيدة عسول وسعيدة نغزة .وتحمل هذه الظاهرة عدة دلالات سياسية ، ثقافية واجتماعية .

تعكس مشاركة العنصر النسوي في هذا الاستحقاق تحولا في ثقافة المجتمع الجزائري ،حيث صار للمرأة دورا بارزا تجاوز ما كان متعود عليه بهيمنة العنصر الرجالي على المناصب السيادية لعقود من الزمن ،لاسيما مع الانفتاح السياسي المشهود على مستوى الساحة الوطنية
وهذا ما يتجلى في إعلان لويزة حنون، عن ترشحها في الانتخابات الرئاسية حيث تمثل التوجه التروتسكي في اليسار الجزائري، و كانت حنون سباقة في الترشح للانتخابات الرئاسية عربيا في عام 2004. واليوم تبدي عن رغبتها مجددا في خوض غمار الرئاسيات .
وعرفت حنون بخطاباتها المعارضة وبتصريحاتها الجريئة إلا أن مواقفها تجاه القضايا الكبرى والعادلة كالقضيتين الفلسطينية والصحراوية مشرفة وتحسب لتاريخها النضالي .

بعد إعلان لويزة حنون عن ترشحها ،تسجل شخصية ثانية حضورها في قائمة المترشحين لرئاسيات 2024 و المتمثلة في المحامية ورئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي زبيدة عسول، بدأ مسار المرأة في المجال الحقوقي، منذ التسعينيات، كما برز اسمها كمحامية معتمدة لدى مجلس الدولة. انطلاقا من مبدأ الفصل بين السلطات، زبيدة عسول عرفت بقناعة ومواقف حادة تجاه الإسلاميين ، هي اليوم تسعى لتكون واحدة من نساء السياسة الساعية للظفر بمنصب رئاسة الجمهورية.

وبما أن السياسة هي فن الممكن، أسم نسوي جديد، استمد الظهور في الساحة الوطنية بداية من عالم المال والأعمال، حيث التحقت سعيدة نغزة رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، بقائمة المترشحين سعيا من هذه الأخيرة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة كمترشحة حرة.

تصدر العنصر النسوي المشهد السياسي ، من خلال ترشح النساء لهكذا استحقاق مهم يحمل عدة دلالات سياسية وثقافية واجتماعية فهو يعد ظاهرة صحية لدى عموم المجتمعات المتقدمة وهذا ما يعكس النموذج الديمقراطي في الجزائر الجديدة ، والذي يسمح للمرأة بمنافسة الرجل في صناعة القرار، وتصدر المشهد السياسي.وهذا ما شهدناه من خلال إبداء كل من حنون ، عسول ونغزة رغبتهن في قيادة البلد .وتبقى حظوظ السيدات الثلاث رهن قبول ملفات ترشحهن للانتخابات الرئاسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى