• أشكال جديدة من الصراعات القائمة على حروب الجيلين الرابع و الخامس
صدر مؤخرا عن دار الوعي للنشر والتوزيع بالجزائر العاصمة كتاب جديد بعنوان “بيغاسوس مملكة التجسس” للصحفي والحقوقي الجزائري منصور قدور بن عطية، وهو أول كتاب يسلط الضوء بشكل مكثف حول فضيحة التجسس باستخدام برنامج “بيغاسوس” الذي طورته الشركة الإسرائيلية “أن أس أو” واستعمله المخزن المغربي ودول أخرى عن كثب للتطفل على الأصدقاء، الجيران قبل الخصوم السياسيين.
أوضح الكاتب بن عطية، في تصريح خص به يومية “الوسط”، أنه اهتم من خلال هذا الكتاب بقضية بالغة الأهمية وهي قضية الساعة، تدخل في إطار أشكال جديدة من الصراعات الدولية القائمة على حروب الجيل الرابع والجيل الخامس، وهو شكل جديد من أشكال الحروب الالكترونية أو السيبرانية، تشكل تهديدات جديدة من خلال عمليات تجسس مكثفة خاصة، وأردف أن الديناميكية الجديدة للأحداث وللتطورات في العلاقات بين الجزائر والمغرب، وكذا الوافد الجديد على المنطقة المغاربية أي الكيان الصهيوني، كان السبب وراء كتابة هذا الموضوع.
وفي ذات السياق، تطرق الحقوقي إلى ما حدث على الصعيد الدولي والإقليمي والسياسي في جويلية 2022، حين نشرت عدت منافذ إعلامية ما سمي بالقصص الممنوعة المتعلقة بتجسس تقريبا 11 بلدا على ما يقارب 50 بلد آخر من خلال ذلك التسريب الكبير لقرابة 50 ألف رقم هاتف محتمل التجسس عليه من خلال برنامج “بيغاسوس”، ووصولا إلى قائمة هآرتس الإسرائيلية التي تتضمن 1.400 مستهدف مؤكد أي بين 18 جويلية 2021 ونهاية جانفي 2022، حيث أنها طالت مسؤولين كبار مشتغلين في مراكز مهمة في عدة دول منها الجزائر.
وأكد الصحفي أن فضيحة “بيغاسوس”، أضرت الصورة التي يحاول أن يقدمها المغرب، باعتباره بلدا ديمقراطيا وبلدا منفتحا ورائدا تنمويا في افريقيا، حيث أعادت المغرب إلى سنوات الرصاص، وصورة الملك محمد السادس التي كانت المخابرات وأجهزة الاعلام المغربية الأخرى تحاول تسويقها من خلال تقديم ملكهم كنموذج في القيادة وفي الحوكمة.
كما كشف محدثنا أن قضية “بيغاسوس” بينت أن التعاون العسكري الصهيوني هو سابق لاتفاقية “أبراهام” الذي كان في نهاية 2020، فحصول المغرب على هذا البرنامج كان قبل عملية التجسس كانت خلال عام 2018، 2019، و2020، إذ التطبيع المغاربي مع إسرائيل خاصة من الجانب الاستخباراتي والعسكري هو سابق التوقيع على اتفاقية “أبراهام”، التي كانت تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وكان من خلالها خديعة اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.
وأوضح ذات المتحدث أن “بيغاسوس” فضحت الاهتمام الكبير لأجهزة المخابرات المغربية بالشأن الجزائري، وحتى شؤون دول أخرى في المنطقة منها فرنسا وبلجيكا، وكل ذلك الاهتمام مرتبط بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، العلاقات الجزائرية الأوربية، وكذا علاقات الجزائر مع المغرب ومع دول شمال الاتحاد الافريقي، وهذا كان بهدف فهم الشأن الداخلي الجزائري، ومحاولة الوصول إلى معلومات يمكن الاستفادة منها في وقت لاحق.
مشيرا في ذات الإطار إلى الاستخدام المكثف لوسائل الاعلام لمحاولة تشويه صورة الجزائر وممارسة الدعاية السوداء ضدها ومحاولة الخديعة والوقيعة واستخدام التظليل للتأثير على الرأي العام الوطني والدولي، كمحاولة المساس بالوحدة الترابية، لاسيما في ظل قطع العلاقات الجزائرية المغاربية، والعقوبات الاقتصادية التي طالت المخزن المغربي خلال تلك الفترة.
هذا وذكر بن عطية انكشاف الداخل المغربي إثر واقعة “بيغاسوس” التي أكدت السطوة والقمع لكل الأصوات المعارضة داخل المغرب لاسيما الصحفيين، الناشطين السياسيين في مجال حقوق الانسان والمبلغين عن الفساد، حيث كشفت على المستوى الداخلي هذه السياسة القمعية للمخزن المغربي اتجاه كل الأصوات الرافضة للسياسات المخزنية وللأحداث داخل المغرب.
ليندة محمود