
تمخض الجبل فولد فأرًا، كما تمخضت قمة ما يُسمّى بالجامعة العربية فولدت مراودةً للكيان الصهيوني ولدونالد ترامب على الحفاظ على “شالوم” الإبادة والتهجير، مقابل أن لا يقترب نتنياهو من المزارع العربية لحكام العروش الأعرابية، ممن زايدوا بالتنازل إلى درجة أنه لم يبقَ لهم إلا محطة “هيت لك”، بشرط ألّا تتعرض عروش الحكام العرب لهزات أو تغيير!
المتتبع لخطابات ما يُسمّى بالزعماء والحكام العرب يكاد يجزم بأن ذلك الهوان في مجاملة كيان الإبادة لم يبقَ أمامه إلا الاعتذار لإسرائيل لأن العروش العربية لم تشارك رسميًا – وليس سرًا – في تدمير غزة وإنهاء المقاومة. كما لم يبقَ لاجتماعهم ذلك إلا استضافة نتنياهو كعضو، بل كرئيس للقمة، خاصة أن أغلب التدخلات راحت تُدين المقاومة على حساب المغتصب والقاتل.
ما هو ثابت أن الجزائر كانت ذكية حين رفض رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، المشاركة في مهزلة عنوانها “الشالوم”، الذي يُضاف إلى الخذلان وبقية الخنوع العربي. والنتيجة أن رئيس الجمهورية تفطّن للعار القادم، فرفض أن تكون الجزائر التاريخية طرفًا في الخذلان. الجزائر تبقى بلد المواقف، ولو خان كل العرب، وتلكم هي رسالة قبلة الثوار لقمة هي أقرب إلى القمة العبرية منها إلى العربية.