الأولى

كتاباتي جسر بين كفاح فلسطين وإغراء الغربة

كشفت الروائية سعدية بن خليفه في حوار خصت به يومية ” الوسط “عن إصدارها الجديد المتمثل في رواية” بارادوكس (بحروف مائية)” الصادرة حديثا عن دار أدليس للنشر والتوزيع بالجزائر،والذي تناولت فيها الطابع الاجتماعي ويأتي هذا العمل الأدبي بعد باكورة أعمالها الموسومة بـ “فداء ( اسمي فلسطيني)”، والتي خصصتها هذه الكاتبة المتميزة  للقضية الفلسطينية التي يؤمن بها كل جزائري وعربي، هذا ما يبرز أن ابنة  الجزائر  قد تمكنت فعلا  من رد الاعتبار للشعب الفلسطيني الأبي من خلال منتوجها الأدبي،كما أن هذا اللقاء لا يخلو من المفاجآت حيث أن هذه المؤلفة الشابة المؤمنة بالكتابة قد  أفصحت لنا لأول مرة عن كتابها الجامع الذي تشرف عليه و الموسوم بـ “حروف دافقات” الذي سيصدر قريبا،كما أننا نترك باقي التفاصيل للقارئ العزيز ليتعرف أكثر على هذه الشخصية الجزائرية المتألقة.

 

كيف تعرف “سعدية بن خليفه” نفسها للقارئ ؟

 

 

 

سعدية بن خليفه روائية جزائرية من مواليد 15 أفريل 1999،خريجة لسانيات بجامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي،صاحبة رواية “فداء(اسمي فلسطيني”،والرواية الثانية تحت عنوان :”بارادوكس”. ومشرفة عن كتاب جامع تحت عنوان “حروف دافقات”.

 

   

متى اكتشفت موهبتك في الكتابة ؟ و هل أنتِ من اخترت درب الكتابة أم هي التي اختارك؟

 

بدأت الكتابة أول مرة ، حينما أبدعت في إخراج مشاعري إلى النور في سطور رسائل أعياد الأم وتكوين الصداقات، ثم آمنت بي حينما وجدتني أسعد بالتعبيرات الكتابية والوضعيات الإدماجية في سنوات الابتدائي الأولى.وبالنسبة للكتابة فلقد  اخترنا بعضنا عن سابق ترصد، فهي اكتشفتني وأنا ولِعتُ بها فلم أتركها ولم تتخلى عني حتى يومي هذا، فهي الملجأ والمهرب، فيها أجدُني دون أن أتيه وأصنع عالمي بعيدًا عن ضوضاء العالم وقساوة الواقع.

 

لمن تقرئين بالذات؟

 

لا أستطيع الاكتفاء  بذكر اسم أو اثنين فأنا أتدحرج بين كل الفنون الأدبية :يلهمني أحمد خالد توفيق وحسن الجندي، أحب أسلوب غادة السمان ويغويني شعر بدر شاكر السياب ونزار قباني، ابن باديس، محمد البشير الإبراهيمي مالك بن نبي كلها أسماء أتشرف بمطالعتي لأفكارهم،أطالع أعمال فرانز كافكا وأغاثا كريستي وأقرأ أيضا إلى مختلف الأسماء الوطنية والعالمية التي صنعت بصمتها في عالم الأدب والتأليف.

 

حدثينا عن باكورة أعمالك “فداء(اسمي فلسطيني)”؟

 

 

 

رواية خيالية ثورية تتمحور أحداثها حول فلسطين ومدى عمق العلاقة بين الشعبين الجزائري والفلسطيني ، تبدأ أحداثها في الجزائر مع شخصية سلميان أشرف أحد رجال الأعمال الجزائريين الذي يساند حركة المقاومة الفلسطينية ثم تشتد الأحداث بعد اغتياله،ثم ننطلق إلى فلسطين حيث يبدأ صراع الخير والشر وتبرز شخصية فداء المرأة الثورية ورحلة انتقامها ،ويظهر أبطال الحركة الفلسطينية الساعية للحرية.لتكون النهاية بعيدة عن كل التوقعات .عدد صفحاتها:101 صدرت في شهر سبتمبر 2019 عن  دار أدليس للنشر والتوزيع والترجمة ومن منبر يومية” الوسط ” سأهدي لقرائي الأعزاء مقطعا منها :وإن سألوني بماذا أجيبهم؟ ارفع رأسك عاليا وقل بأنك ابن الوطن وابن الثورة والشهيد ابن الشهيد، أخبرهم بأنك المذنب دونما ذنب، أخبرهم أنك الحق الذي أعميت أعينهم عنه، أخبرهم أنك ابن الوطن الذي لن يموت أبدا وأخبرهم بأن اسمك فلسطيني من الوريد إلى الوريد، حتى وإن كنت تعلم أنهم لا ينصرونك ولن يحرروك، لكن كرر لهم بأنك فلسطيني حتى يعلم العالم من أنت.

 

 

 

ماذا تناولت في روايتك الثانية  “بارادوكس (بحروف مائية)”؟

 

 

 

رواية اجتماعية تتناول ظاهرة الحرقة في المجتمع الجزائري أسبابها ظروفها ونتائجها،في مجريات الأحداث نجد خمسة شخصيات رئيسية مختلفة تعاني من مشاكل يعاني منها معظم الشباب الجزائري ،في هذه الرواية يعيش القارئ تجربة الحرقة بأدق تفاصيلها وحسب الشخصية التي تبدو قريبة من شخصية وتعاني ظروفًا مشابهة لظروفه ،فتنطلق المجموعة من وهران نحو بلاد الغربة ،حيث تبدأ الأحداث المختلفة الممزوجة بين الدراما والكوميديا لنصل إلى مفترق طرق في النهاية فنجد خمسة نهايات مختلفة لشخصياتنا .عدد صفحاتها  :96  وصدرت في مارس 2020 عن دار أدليس للنشر والتوزيع والترجمة.

 

لمن أهديت روايتيك (الأولى والثانية) ؟

 

أهديت روايتي الأولى إلى أستاذتي “مرابط وحيدة” التي كانت مشعل الحلمُ بعد انطفاءه وأنا ممتنة كثيرًا لها على كل أفضالها والتي لا أزال أبحث عنها علّني ألقاها يومًا،وإلى كل من آمن بي وكان سندًا، “كمال” الذي لا أمل من ذكر اسمه بين السطور فهو الأخ والسند الذي أتوكأ عليه حين انحنائي،أما روايتي الثانية فأهديتها إلى كل ضحايا الهجرة غير الشرعية وإلى روح “العياشي محجوبي”عياشي البئر (رحمه الله)الذي كان جزءً من الرواية، مازلت أتذكر آنستي يمينة التي أخذت تمدح تعبيري الكتابي وطلبت مني أن آخذه وأجوب به إلى الأساتذة وأريهم إبداعي، شعور الفخر ونظرتها حينها مازلت أشعر بها كأنها تحدث أمامي في كل مرة ،معلمي منصف تليه أيضا كان داعمًا لحروفي منذ الطفولة أشكرهما جزيل الشكر لأنهما ساعداني في معرفة الطريق في وقت مبكر .

 

كيف تقضين جل وقتك في فترة الحجر الصحي ؟

 

على عكس الكثيرين الذين اعتبروا أن الحجر الصحي نقمة وأنه قد قلب حياتهم رأسًا على عقب،فقد اعتبرته أنا نعمة كبيرة حققت فيها ما لم أحققه طوال سنوات مضت، فقد تمكنت من إنهاء روايتي” بارادوكس” شهر مارس الفارط ،وقد ساعدني الحجر الصحي أيضا في مطالعة عديد الكتب النفسية والتركيز في محتواها وصقل أفكاري والتزود بكثير من المعلومات، وقد كنت أتعلم وأحاول التمكن من اللغة الإنجليزية، وخلال الحجر الصحي أيضا خُضت تجربة الإشراف على الكتاب الجامع “حروف دافقات” وكانت تجربة فريدة من نوعها، أستطيع القول أن الحجر الصحي فقد أفادني جدًا وكان فرصة عظيمة لي لترتيب أفكاري والمشاركة في كثير من المسابقات الأدبية.

 

هل ستخوضين تجربة الكتابة في أجناس أدبية كالشعر والقصة ؟

 

بالنسبة، للقصة، أنا حاليا أكتب قصص قصيرة أعتقد أنني جيدة في تأليفها إلى مدى بعيد،أما بالنسبة للشعر فلا أستطيع الخوض فيه فمازلت أرى فيه هيبة كبيرة لا أستطيع بلوغها مهما حاولت ،أجيد كتابة فن تدوين اليوميات،والرسائل التحفيزية،أعتقد أنني سأحاول في القريب العاجل الكتابة في أحد هذه الفنون الأدبية.

 

ماذا عن مشاركتك في الكتاب الجامع” حروف دافقات” ؟

 

مشاركتي كانت بقصة قصيرة موسومة بـ :”تغريدة ميِّت!”… تحت عنوان” كورونيات” كجزء أول منه،و الجزء الثاني كان موسومًا بـ :” للحكاية بقية”و بالنسبة للقصة الأولى “تغريدة ميت” ألفتها تأثرًا بوفاة الطبيب سليم لطرش، فقد كان أول ضحايا الكورونا في صفوف الجيش الأبيض،أردت أن أعبر عن امتناني بطريقتي الخاصة،فقد تأثرت كثيرًا لوفاته،  وتخليدًا لروحه باعتباره شهيد الواجب ، فقد كان هذا الطبيب العام صاحب 37 سنة والذي توفي يوم :11 أفريل 2020، حينما كان يقوم بواجبه المهني والوطني في ظل الظروف المأساوية التي تمر بها الجزائر والبشرية أجمع بسبب تفشي كوفيد 19.

 

ما الهدف الأساسي  من خلال هذا المؤلف الجماعي ؟

 

هذا  الكتاب الجامع هو مبادرة لتشجيع المواهب ليبصموا على أول خطوة لهم في عالم الكتاب والتأليف،مواضيع الكتاب كانت مختلفة أما العامل المشترك فيها أن جل المواضيع كانت هادفة وتحمل مغزى،بالنسبة لي كان تجربة جد رائعة وأنا جد فخورة بإشرافي على مجموعة المبدعين والمبدعات الذي شاركوا فيه وقد بلغ عددهم 35 مشتركًا ومشتركةً، كل منهم عبر عن أفكاره ووضع لمسته في الحروف الدافقات.وأتوجه لهم ولهن بالشكر الجزيل كل واحد باسمه:عمامرة إيمان،بالناصر محمد البشير، ديدي عبد الباسط، دراجي مالك،فيسح حنان،طوارف نسرين،حفيظة نواصر، مسيعد زوليخة،روميسة شهير، لمية دعاس، آية الرحمان مولاي،إبراهيم خيراني، هجيرة بن الحرمة، أماني سعيد، مديحة زيتوني، تومي عياد، سونيا كيدار، تركية بن عيسى، محجوبة الصغير، بالجنوح سامية، رفيدة رويس، إشراق بولحليب، كعوان علاء الدين، منصر نور الهدى، مصطفاوي منار، ريدوح ضياء الدين، ساعد طنيبة، أسماء قاسمي ،طولقي بدر الدين، عوايجية ريان، رانيا بوغليلبة، قوادرية آية، بورامول لمياء، جيبلي خلود، صيد سندس،وأتمنى لهم التوفيق جميعا .

 

بما أنك تخصصت في علم اللسانيات، فهل وظفتها في فعل الكتابة الإبداعية أم لا؟

 

بفضل دراستي لتخصص اللسانيات في الجامعة استطعت التطوير من طريقة سردي وتركيب أفكاري مما يتناسب والموضوع ومستوى القارئ،فقد حاولت توظيف مما تعلمته في تقديم عمل أدبي راقٍ.

 

ماذا عن نشاطاتك الأدبية والعلمية في جامعة “حمه لخضر “بالوادي ؟

 

حاليا تعد النشاطات الأدبية والعلمية مشلولة الحركة،قبل الكورونا وبالتعاون مع نادي “الإشراق الأدبي” بجامعة حمه لخضر ،خططنا لتنظيم معرض وطني كبير لكن الظروف حالت دون ذلك بسبب  انتشار فيروس كورونا التاجي.

 

كلمة عن مدينة “واد السوف” ؟

 

كلمة! سوف لا تكفيها السطور في الكتب ،مهدي ومرباي، “سوف” كغيرها من الأمكنة فيها الجيد والرديء ،لكنها جيدها يغلب على رديئها، حتى في أعمالي جعلتها بين سطور رواية بارادوكس، وفيها عبرت عن مدى تعلقي بها.

 

فيم تتمثل طموحاتك ومشاريعك المستقبلية ؟

 

طموحاتي أعتبرها شيئًا مقدسًا لا يمكن الإفصاح عنه،لكن كأي كاتب سيكون من بين طموحي تقديم أعمال لائقة وقوية،أحلم دائما أن تصبح أحد أعمالي فيلمًا أروي مدمعيّ فخرًا برؤيته في دور السينما ،أحاول في القريب العاجل الكتابة في التحفيز أو في علم النفس كما هي ميولاتي .

 

هل من كلمة أخيرة نختم بها حوارنا ؟

 

أشكر جريدة” الوسط” على هذه الفرصة وهذه التجربة التي كانت إحدى أمنياتي البسيطة تجربة الحوارات الصحفية والشكر الخاص موصول  لكم شخصيا  على هذه الالتفاتة الطيبة ،دمتم عكازة تدعم المواهب وتنمي الثقافة الوطنية ،وفقكم الله وشكرا.

حاورها: حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى