شارك الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن اليوم الأحد ، بالعاصمة الإيطالية روما في المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة و ذلك ككمثل لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون
و هذا أبرز ما جاء في كلمته التي ألقاها نيابة عن رئيس الجمهورية:
لَقَدْ أَخَذَتْ مَسْأَلَةُ الهِجْرَةِ فِي السَّنَوَاتِ الأَخيرَةِ، لَاسِيَّمَا بَعْدَ سَنَةِ 2015، بُعْدًا خَاصًّا عَلَى المُسْتَوَيَيْنِ الجِهَويِّ والدَّوْليِّ، مَعَ ارْتِفاعِ تَدَفُّقاتِ النَّازِحِينَ وَالمُهَاجِرِينَ إِلَى أُورُوبَّا عَلَى إِثْرِ الأَزَمَاتِ اَلَّتِي عَرَفَتْها العَديدُ مِنْ الدّوَلِ فِي إِفْريقيا والْمِنْطَقَةِ العَرَبيَّةِ.
وَقَدْ تَحَوَّلَتْ الجَزائِرُ، بِحُكْمِ مَوْقِعِها الجُغْرافيِّ اَلِاسْتِراتيجيِّ، والتَّنْميَةِ الِاقْتِصاديَّةِ اَلَّتِي عَرَفَتْها فِي الفَتْرَةِ الأَخيرَةِ، وَكَذَا الِاسْتِقْرارُ اَلَّذِي يُمَيِّزُهَا، مِنْ بَلَدِ مَصْدَرٍ وَعُبورٍ إِلَى بَلَدِ اسْتِقْبالٍ واسْتِقْرارٍ لِلْمُهَاجِرِينَ القادِمينَ مِنْ دوَلِ مِنْطَقَةِ السَّاحِلِ والصَّحْراءِ، وَمِن بَعْضِ مَناطِقِ النِّزاعِ فِي بَعْضِ البُلْدانِ العَرَبيَّةِ. وَهُوَ وَضْعٌ ازْدَادَ حِدَّةً بِفِعْلِ التَّدابيرِ والتَّرْتيباتِ الأَمْنيَّةِ لِحِمَايَةِ الحُدودِ الخارِجيَّةِ لِلِاتِّحَادِ الأوروبّيِّ، وَتَشْديدِ إِجْراءاتِ مَنْحِ التَّأْشِيرَاتِ.
وَبِالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ، تَبَنَّتْ الجَزائِرُ لِعِدَّةِ سَنَوَاتٍ، بِحُكْمِ تَضَامُنِهَا الدّائِمِ مَعَ دوَلِ الجِوَارِ، سياسَةً مُتَساهِلَةً لِحَدٍّ مَا، تُجاهَ هَذِهِ التَّدَفُّقَاتِ. وَهُوَ مَا أَدَّى إِلَى ارْتِفاعٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ فِي أَعْدادِ المُهَاجِرِينَ غَيْرِ الشَّرْعِيِّينَ اَلَّذِينَ اسْتَقَرُّوا عَلَى تُرابِها، مَعَ مَا لِذَلِكَ مِنْ تَداعياتٍ عَلَى مُخْتَلِفِ الأَصْعِدَةِ
لَا رَيْبَ فِي أَنَّنَا سَنَشْهَدُ اسْتِفْحالَ هَذِهِ الظّاهِرَةِ مُسْتَقْبَلًا إِذَا لَمْ يَتِمَّ اِتِّخاذُ اَلتَّدابيرِ اَللّازِمَةِ وَتَنْفِيذِهَا فِي الوَقْتِ المُناسِبِ ، فَمِن الضَّرُورِيِّ تَصَوُّرُ حُلولٍ شامِلَةٍ تَضْمَنُ تَحْقيقَ الِاسْتِقْرارِ والدَّفْعِ بِديناميكيّاتِ التَّنْمِيَةِ وَخَلْقِ فُرَصِ الشُّغْلِ لِلشَّبَابِ وَتَمْكينِهِمْ فِي دوَلِ المَصْدَرِ، مِنْ أَجْلِ تَطْويقِ ظاهِرَةِ الهِجْرَةِ غَيْرِ الشَّرْعيَّةِ. وَمِن هَذَا المُنْطَلَقِ، يَتَعَيَّنُ أَنْ يُولِيَ التَّعاوُنُ بَيْنَ الشَّمالِ وَالجَنُوبِ مَكانَةً هامَّةً لِتَقْدِيمِ اَلْمُساعَدَةِ والدَّعْمِ إِلَى دُوَلِ الجَنوبِ، لَاسِيَّمَا مِنْ خِلالِ رَفْعِ مُسْتَوَى المُسَاهَمَاتِ المُقَدَّمَةِ إِلَى هَذِهِ الدّوَلِ فِي مَجالاتِ التَّنْمِيَةِ.
وَلِذَا، تَدْعُو الجَزائِرُ إِلَى حَشْدِ المَزيدِ مِنْ التَّمْويلِ، بِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ خِلالِ أَدَواتِ الِاتِّحادِ الأوروبّيِّ لِلتَّعَاوُنِ الدَّوْليِّ والتَّنْميَةِ، مِنْ أَجْلِ تَنْفيذِ المَشَارِيعِ الِاجْتِماعيَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ، وَإِعادَةِ الإِدْمَاجِ، وفق رزمانة زمنية محددة حتى نتمكن من قياس نجاعة المساعي والسياسات الرامية لمكافحة هذه الظاهرة ، وَكَذَا لِغَرَضِ مُكافَحَةِ شَبَكاتِ تَهْريبِ المُهَاجِرِينَ والِاتِّجارِ بِالْبَشَرِ.
وَتِلْكُمُ هِيَ الرُّؤْيَةُ اَلَّتِي تَتَبَنَّاهَا الجَزائِرُ إِزَاءَ هَذِهِ الظّاهِرَةِ ، حَيْثُ تَبْذُلُ جُهُودًا حَثيثَةً لِدَعْمِ السِّلْمِ والِاسْتِقْرارِ فِي المِنْطَقَةِ وَمُجابَهَةِ التَّحَدّياتِ الأَمْنيَّةِ ، كَمَا تُواصِلُ دَعْمَها لِمَسَاعِي التَّنْمِيَةِ فِي المِنْطَقَةِ وَإِفْريقيا، حَيْثُ قَرَّرَ رَئيسُ الجُمْهُورِيَّةِ السَّيِّد عَبْد المَجِيدِ تبون مُؤَخَّرًا، تَخْصيصَ مَبْلَغٍ قَدْرُهُ واحِدٌ ( 1 ) مِلْيارَ دُولَارٍ لِدَعْمِ التَّنْمِيَةِ وَالِانْدِمَاجِ فِي الدّوَلِ الإِفْريقيَّةِ