فتح الكاتب محمد قويدري قلبه في هذا الحوار مع يومية “الوسط” الذي كشف لنا من خلاله عن عوالم مولوده الأدبي الجديد الموسوم بـ ” لأنك إنسان ” الصادر حديثا عن دار المثقف للنشر والتوزيع المليء بالكثير من النصائح الإيجابية للفرد والمجتمع على حد سواء ، كما أن هذا الشاب الجزائري قد شارك بمولوده الجديد في فعاليات في الملتقى الوطني الشبابي الخاص بالقراءة بالمركز الترفيهي العلمي الباز بولاية سطيف ، ولقد كشف لنا الفاعل في المجال الثقافي الأدبي، والاجتماعي بولاية ورقلة في هذا اللقاء الشيق أنه يعمل حاليا على تأليف عمل روائي جديد.
بداية، القارئ متشوق لمعرفتك أكثر، فمن هو محمد قويدري؟
قويدري محمد من “الحجيرة” التابعة لولاية ورقلة، أبلغ من العمر 23 سنة، طالب جامعي بجامعة ورقلة تخصص رياضيات، ناشط جمعوي، هاوي للمسرح والأبحاث التاريخية، وربما يقال عني كاتب. لدي مؤلفين، الأول كتاب الحجيرة ببن أحضان التاريخ والثاني كتاب لأنك إنسان، فأنا عضو في جمعيتي “اقرأ الثقافية” و” البسمة الخيرية “بولاية ورقلة ورئيس نادي “الحجيرة تقرأ” والأمين العام لنادي “ورقلة تقرأ” ونائب في الشأن الإداري “لأكاديمية الاتحاد للتدريب والاستشارات”. شاركت في الصالون الدولي للكتاب 2018 مع كتابي الأول” الحجيرة بين أحضان التاريخ”، وكانت لي مقابلة وقتها مع عدة قنوات قد شاركت حفل توقيع كتابي. وشاركت أيضا في عدة معارض وطنية وولائية كالملتقى الوطني لنوادي القراءة المنظم من طرف وزارة الثقافة فيفري 2021 مع دخولي عالم الاقتصاد الثقافي من خلال مشاركتي في مسابقة “ثقافة آب” المنظمة من طرف وزارة الثقافة والفنون والوزارة المنتدبة للمؤسسات الناشئة وقد تأهلت فيها لدور النصف النهائي.
ماهي الرسائل التي يحملها كتاب “لأنك إنسان”؟ ولمن وجهتها؟
كتاب “لأنك إنسان “يعد الكتاب الثاني بالنسبة لي، هو كتاب اجتماعي إنساني صنف (نصوص)، يتحدث عن الإنسان بشكل كبير وأدق وذلك منذ نشأته، والحديث عن بعض تفاصيله، وجعل تناسق بين نعم وخيرات يحملها معه وبين الواقع المعاش وكيفية توظيفها فيه.. إلى غاية دخولي للحديث في تشكيل الإنسان للمجتمع وبدايته.. والتي تكون بالتوفيق في اختيار الرفيق الطيب والزوجة الصالحة.. بشكل عام هو كتاب نصحي إرشادي في حياة الفرد والمجتمع.. “لأنك إنسان” لعله منهج قويم مسير للسير الحسن في حياة الفرد والمجتمع.
ما الهدف منه يا ترى؟
العمل هذا حاول أن يعالج بعض النقائص الموجودة في درب حياتنا والمتواجدة في الفرد بذاته وسيره، وفي طريقة تشكيل المجتمع القويم.. والذي يحتاج منا أن نكون على متعقلين، متعلمين ومثقفين.
لمن أهديت كتابك الثاني؟
إلى دفء الحنان والجنان، إلى الملجأ والالتجاء واللجوء… إلى الحب والعطاء.. إلى جنتي؛ أمي الغالية… إلى بيت الأمان والجنان، إلى منهج القدوة والاقتداء… إلى جنتي؛ أبي العزيز. إلى إخوتي وأخواتي. إلى السند والقوة… إلى تلك الروح الطيبة، كانت ولا تزال ترافق روحي.. ترافقها بالنصح والإرشاد، ترافقها بتبسمك الجميل.. نم قرير العين يا ابن العم، واللقاء في جنات النعيم. إلى كل إنسان على وجه الأرض.. وأخص منهم أهل التغيير الجميل والعطاء المديد.
هل لنا أن نحظى بمقطع من عملك الجديد؟
اخترت لكم مقطعا من موضوع “عقولنا أم قلوبنا” من كتابي الجديد “لأنك لإنسان” وجاء فيه : يأتي التعقل من العقل، نقول مثلا إنسان عاقل، بمعنى بسيط أي أنه استخدم عقله فأرشده للتعقل وهناك أمر مساند لذلك بجهة أخرى، جاء به القرآن الكريم في الآية: (َفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا… ) (الحج: 46) فالناظر للآية يفهم أن القلب أيضا هو أداة للتعقل و هنا يدخل علينا القرآن الكريم موضحا علاقة ترابط بين العقل والقلب، مترابطة غير ظاهرية، حيث إن كثيرًا من الأمور نربطها بالعقل ولكن يكون المسؤول الأول عنها هو القلب ولكن دون العلم بذلك، ولهذه العلاقة أمور تأتي من بعدها تجعل الإنسان متوقفا حيران في حاله، بين الفهم والإدراك والأحاسيس فكلهم منبعهم القلب وفيه اشتراك للعقل بين سرعة حل المشاكل والنظر إليها بزاوية الإدراك وبين جهة القرب والقلب الحنين الذي ينتج كماً من المشاعر التي تجعلنا نتغير بين حين وآخر. ويوضع الإنسان في قدرة التحكم بالذات وهذا بسبب العلاقة المترابطة الكائنة بين القلب والعقل الذي تحدثت عنها سلفا، يكون المتحكم في نفسه إلا القوي، والقوي هو المؤمن بالله، الواثق من خطواته في درب الله وسنة رسوله، فهذا الدرب يقوينا و يغذينا فيجعل من قلوبنا نقية بصفاء تام، يكسبنا نقاء وصفاء القلوب قوّة الرّؤية القلبية بالبصيرة، فكما ترى العين حقائق الأشياء المادية بانعكاس الضّوء عليها يرى القلب حقائق الأشياء المعنوية بقوة إيماننا وبانعكاس النّور الإلهي عليها، نزكي كلام صفاء القلوب وما يأتي من وراءه بتعقل قلوبنا، برجوعنا للآية السابقة (قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا.. ) .. فما أحوجنا أن نمتلك قلباً نعقل به وعقلاً ننبض به.
ماذا عن كتابك الأول “الحجيرة بين أحضان التاريخ”؟
كتابي الأول تحت عنوان “الحجيرة بين أحضان التاريخ”، وهو كتاب تاريخي يتحدث عن تاريخ منطقتي “الحجيرة” بولاية ورقلة، وعن قبيلة” سعيد أولاد عمر” التي تقطن المنطقة.
ما هي الأشياء التي ركزت عليها في هذا الكتاب؟
الكتاب شمل ثلاث فصول، حيث الفصل الأول كان حديثي عن المنطقة والتعريف بالمناطق التي تحتويها وبعض من المعالم الاثرية، ومرورا إلى زمن الاستعمار وكيف كانت المنطقة آنذاك. اما في الفصل الثاني كان منطلقا بالتعريف بقبيلة سعيد أولاد عمر وماذا قدمت المنطقة. أما في الثالث فكان عرفانا لأبطال المنطقة حيث جعلته نبذات تاريخية لبعض من شهداء ومجاهدي الحجيرة.
ما الذي يسعى ” نادي ورقلة تقرأ” لتحقيقه على أرض الواقع؟
“نادي ورقلة تقرأ” هو نادي أدبي ثقافي ناشط في الساحة الثقافية بولاية ورقلة وتحت إطار مؤسسة ألا وهي المكتبة الرئيسية أحمد تيجاني بورقلة، دخولي فيه ما هو إلا سعيا في إعطاء إضافة لولايتي وتفعليها ثقافيا بهذا النادي.. وإن شاء الله في القريب سنقوم بتنظيم ملتقى وطني.
شاركت مؤخرا في الملتقى الوطني الشبابي بسطيف الخاص بالقراءة، فكيف كانت الأجواء؟
بعد عدة ملتقيات ولمات أدبية.. هاهي سطيف المضيافة، وبواسطة نادي فكرة بالتنسيق مع مديرية الشبيبة والرياضة وديوان مؤسسات الشباب بسطيف وبالتنسيق مع الرابطة العلمية والتقنية.. تعيد لنا اللمة الأدبية، والجلسات الثقافية، حيث كان برنامج الملتقى الوطني الشبابي بسطيف الخاص بالقراءة مكثف ونافع بلمسات الأساتذة الأفاضل من شعراء ونقاد ودكاترة.. وتخلله أيضا معرض للكتاب وكان كتابي “لأنك إنسان “مشارك في ذلك ها نحن نفارق الأحبة ولنا لقاء في القريب العاجل إن شاء الله، دمتم للإبداع أهل، وللثقافة عنوان وكانت لمة ماتعة مع شلة من خيرة شباب الجزائر :عبد الفتاح جواد، سعيد فتاحين ،أسامة شارف، أحمد حركات والأجمل هو أن كتابي “لأنك إنسان” كان حاضر في هذا الملتقى ونشكر أهلنا في سطيف العالية الغالية، كل الود والتقدير لجمهور القراء وهذه تعد أول خرجة لكتابي الجديد من خلال الملتقى الوطني الشبابي الذي أقيم بالمركز الترفيهي العلمي الباز بسطيف الذي تزامن مع يوم الطالب ومن منبر “الوسط “أتمنى أن نجد كتبٌ نافعة، وكُتابٌ حقيقيون يدافعون بأملٍ في التغيير، ويخطون أناملهم للنفع لا غير ونتمنى أن نجدُ الكتاب والقراءة في أعلى القمم.
حدثنا عن مسابقة “مبدع الواحات “؟
“مُبدع الواحات” هي مسابقة ولائية أدبية في القصة القصيرة في طبعتها الرابعة والتي تحتضنها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية المجاهد محمد التيجاني بورقلة، كما أن هذه المسابقة الولائية للإبداع الأدبي في جنس القصة القصيرة تشجيعا للأقلام الإبداعية الشابة و ترقية الحركة الأدبية في الولاية كما أن مفتوحة لكل المبدعين الشباب على مستوى ولاية ورقلة، و ولاية توقرت، شرط أن لا يتجاوز عمر المشارك في المسابقة 35 عاماً ولابد أن تكون المشاركة باللغة العربية الفصحى على أن يقتصر كل مشارك (ة) على قصة واحدة فقط و لم يسبق أن شارك بها في مسابقة أدبية سابقة أو نشرت في الصحف و الدوريات أو المواقع الالكترونية بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي. ولقد تم تحديد آخر أجل لاستلام النصوص يوم 30 سبتمبر 2021.
ما رأيك في الدور البارز الذي لعبته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على مر التاريخ؟
جمعيةٌ العلماء المسلمين الجزائريين نبتت من فكرة، منشطرة من نادي الترقي، إلى فكرة الجمعية، وبعدها عملٌ عظيمٌ مجسد على أرض الواقع.. عملت الجمعية على حفاظ هوية الجزائر العربية الإسلامية، والمقومات الحضارية للشخصية الجزائرية، عبر مواجهة خطط الاستعمار الفرنسي التغريبية، والتصدي للخرافات والبدع التي شوهت الإسلام ولقد احتفت هذه الجمعية التي أسسها العلامة عبد الحميد بن باديس بالذكرى التسعين لتأسيسها أي (05 ماي 1931 – 05 ماي 2021).
هل من نصيحة ما؟
لاَ تَتوقفْ مِن كَرمك وحُسن خُلقكَ، فأدهش العالم بجمال فعلك، فإن الجميلَ من فِعلك يَأتِي بالجَمالِ إليكَ.
فيم تتمثل مشاريعك المستقبلية؟
هناك الكثير من الأفكار تراودني في تطبيقها من خلال الأنشطة الثقافية سواء في ولايتي ورقلة أو في الوطن عامة، أما عن التأليف فأنا حاليا أعمل على تأليف عمل روائي وربما سيكون هو العمل الثالث في مشواري الأدبي.
هل من كلمة أخيرة؟
شكرا لك على هذا الحوار الجميل، وكذا جريدة “الوسط” التي أعطت لنا الفرصة للتعريف بأعمالنا الأدبية، وشكرا لكل من وثق بي ودعمني.
حاوره: حكيم مالك