
على عكس ما كان يروج له من مساعي دولية لوقف الحرب على غزة، وعلى عكس ما كانت تسوقه حكومة الكيان الصهيوني، عن رغبتها في الخروج من المستنقع بأقل الأضرار، فوجئ الرأي العام العربي والدولي، بعملية صهيونية قذرة، استهدفت قيادي حماس الشهيد صالح العاروري، رفقة بعض قادة القسام، على الأراضي اللبنانية، وذلك في تعد سافر على سيادتها، وهو الأمر الذي نسف كل محاولات دولية، لوقف اتساع رقعة الحرب، فإذا بالمذبحة الصهيونية الجديدة على الأراضي اللبنانية، تُشَرِع الباب أمام كل الاحتمالات القادمة..
الغارة الصهيونية التي استهدفت شخصية سياسية قيادية كبيرة بحركة حماس، أغلقت كل باب للمفاوضات، ورسخت ثابتا واحدا، على أنها وحدها ساحة القتال من ستفصل في نتيجة الحرب، لذلك، فإن القادم، لن يكون تفاوضا حول إطلاق سراح الأسرى، ولكن حول تعداد الجثث وصناديقها، وخاصة، أن المقاومة اللبنانية التي ظلت لشهرين من المحرقة، تحاول منع نفسها من رمي كل ثقلها في الحرب، أعطت لها عملية الكيان الصهيوني كل المبررات، لتكون رقما أساسيا فيها، وكل ذلك لأن الأمر، خرج من مرحلة الدفاع عن غزة، إلى محطة الدفاع عن سيادة لبنان..
بعبارة أدق، المقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله، أمام امتحان حقيقي، فإما أن تدخل التاريخ حماية لسيادة لبنان أو تخرج منه بناء على حسابات سياسية وطائفية، والمحطة الفارقة الآن، هي الفرصة التاريخية، أن تتحول حرب غزة، إلى حرب لبنان، بعد أن أضحت حرب اليمن، في انتظار أن تكون لبنان ساحتها الـأخرى