
الدهشة … لعل استباق وزير الصحة وهو البروفيسور في الطب، للتحاليل المخبرية، التي نفت اصابة الرعية، و إعلانه تسجيل أول إصابة لرعية إيطالي بمرض كورونا ،دخل الى أرض الوطن محملا بتجاربه التقنية، ملغما بفيروس انهك اذهان الراي العام الدولي، قبل صدورهم ، يُحمل على ثلاثة احتمالات : اولها الدفع الى تشديد الحيطة و أخذ الحذر، و تذكير الشعب الذي يعاني من قبل كورونا و الكوليرا و القمل، في براثين تدني الخدمة الصحية العمومية و الوزير ذاته اعلن سابقا عجز الدولة عن توفير ادوية السرطان للحالات المبكرة لغلائها متحججا بان دول متطورة واغنى منا تعجز عن توفيرها في سابقة في تخلي الدولة عن وجهها الاجتماعي واقرارها بالعجز.
ثانيها: قد يكون الوزير اغشت رؤيته قبعته السياسية ، و اعلن الإصابة للفت نظر الرأي العام ، عن حدث آخر و الهائه عنه ، متناسيا ان الرأي اليوم تصنعه اوسترادات رقمية ، في عالم سيبيراني افتراضي ، سيولة الخبر فيه و تنوعه و سرعته ، تتجاوز سرعة الضوء و سرعة انتشار كورونا و سرعة سيارات الدرك من الحراش الى محكمة سيدي امحمد. اما الاحتمال الثالث و الاخير و المرجح ، هو ان الوزير كان في حكم (المدهوش) وهو وصف شرعي أطره العلماء و معنى المدهوش : من ذهب عقله حياء او خوفا او غضبا ، وهو اسم مفعول من دُهش.
وقال ابن عابدين ان الدهش من اقسام الجنون وقال : فالذي ينبغي عليه التعويل في المدهوش، إناطة الحكم بغلبة الخلل في افعاله و اقواله ، الخارجة عن عادته ، فلا اظن ان الوزير اعتاد الحكم و الجزم بمرض، قبل الوقوف على الدليل العلمي كتحاليل او اشعة، و عليه فالمدهوش كل من اختل عقله لمصيبة حلت به كوباء عم او جائحة ، فما دام في حالة غلبة الخلل في الاقوال و الافعال ، فلا تعتبر أقواله و افعاله ، حتى ولو كان يعلمها و يريدها، لان هذه المعرفة و الإرادة غير معتبرة لعدم حصولها على ادراك صحيح ، كما لا تعتبر من الصبي العاقل.
وأقول هذا تحت رقابة استاذي فضيلة الدكتور يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية الذي اعتذر منه لنقل حكم شرعي في ارض هو فيها.
واللهم ارفع دهشة ولاة امورنا و دهشتنا وارفع سعر البترول كي نشتري الدواء.
قلم جاف: توقيع الوليد فرج
تعليق واحد