
أكد وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان أن الجزائر شريك فرنسا المحوري في حل عديد القضايا والأزمات الدولية الراهنة معبرا عن دعم بلاده لقوة توازن الجزائر في التسوية السياسية للنزاعات في إطار متعدد الأطراف ماجعلها كما قال صوت مسموع يحسب له في افريقيا والبحر الأبيض المتوسط
وقال رئيس دبلوماسية فرنسا في تصريح للصحافة أنه تطرق خلال مباحثاته مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى القضايا الإقليمية، مؤكدا على أن الجزائر شريك محوري لفرنسا في هذه الرهانات، وهي قوة توازن تفضل التسوية السياسية لنزاعات في إطار متعدد الأطراف.
وقال وزير الخارجية الفرنسي عقب لقائه برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن الجزائر لها صوت يحسب له في إفريقيا وفي البحر الأبيض المتوسط، وفي القضية الليبية، قال إن فرنسا تتوافق مع الجزائر لأنه لا مجال لحل عسكري وندعم الحوار السياسي بين الأطراف الليبية تحت مظلة الأمم المتحدة رغم أن بلاده كانت في وقت سابق تؤيد الحل العسكري وكشف لودريان، أن دور دول الجوار لاسيما الجزائر ضروري لأنها المعنية الأولى بالمخاطر الناجمة عن هذه الأزمة لاسيما وان الجزائر تربطها بليبيا حدود برية على مسافة 9 ألاف كيلومتر أما فيما يخص الوضع في مالي، قال أن بلاده لها مواقف مماثلة لمواقف الجزائر و قد رحبت بالعملية الانتقالية التي من شأنها أن تؤدي إلى انتخابات مفتوحة وحرة وشفافة وإلى استعادة النظام الدستوري كما أبدى حرص بلاده على ضرورة تطبيق اتفاق سلام الجزائر لحل أزمة مالي .
وبهذه المناسبة أوضح الوزير الفرنسي أن دور الجزائر في حل الأزمات الراهنة يؤكد أن للجزائر صوت مهم ومسموع في إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وكشف أنه تطرق إلى اقتراحات الرئيس ماكرون لقضية الانفصاليين على الأراضي الفرنسية وهناك رفض للخلط بين الإسلام والتطرف، كما تطرق الطرفان إلى جائحة كورونا وهو تحدي صحي واقتصادي للبلدين في ظل الحركة الكثيفة بين البلدين عن طريق البر والبحر كما كشف بالمناسبة أن قضية الطلبة الجزائريين تم معالجتها من قبل قنصليات فرنسا لتمكين الآلاف منهم من الالتحاق بالجامعات الفرنسية واعتبر أن هذه الأزمة الصحية يجب أن تحث البلدين على العمل بروح التضامن
وفي الشق الاقتصادي كشف الوزير لورديان أن المؤسسات الفرنسية المتواجدة في الجزائر عديدة وتساهم في ديناميكية الاقتصاد وإنشاء مناصب الشغل مشيدا بالإصلاحات التي بادر بها الرئيس تبون قصد تنويع الاقتصاد الجزائري وتخفيف الإجراءات ومرافقة المؤسسات المبتكرة معبرا عن رغبة بلاده في أن تجد المؤسسات الفرنسية مكانتها كاملة في إطار هذه الإصلاحات وأن تستمر في المساهمة في ازدهار الجزائر
فرنسا تحاول الاستدراك
إعتبر المحلل السياسي محمد بوضياف الزيارات الرسمية الفرنسية الأخيرة المتكررة غير بريئة، لافتا بأن فرنسا تحاول الاستدراك والبحث عن عودة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى مستويات سابقة، خاصة بعد إحساسها لأن الأمور تتفلت منها وأن دورها يعرف تراجعا رهيبا على أكثر من جبهة بوصفها قائد للمحور اللاتيني على حد قوله.
ولفت المحلل السياسي محمد بوضياف في تصريح خص به جريدة “الوسط” بأن ” زيارات وزير الخارجية الفرنسي المتكررة مؤشر على الاضطراب وعدم وضوح الرؤية الفرنسية في التعامل مع نظيرتها الجزائر التي تتقدم بخطوات على مستوى الملف الليبي الذي بات يهدد السلم والأمن في المنطقة بسبب التدخلات الأجنبية المتناقضة، و استعادة الجزائر لزمام الأمور على المستوى العسكري والتحالفات القائمة في هذا المجال وعلى المستوى الاقتصادي كذلك من خلال الخيارات التي تنتهجها الجزائر.”
إيمان لواس /باية ع