إفتتاحية

مأساة في مطار دولي!

الصرخة التي أطلقها طفل “تبسة” المعتمر من مطار تركيا وذلك بعد أن توفيت والدته هناك ليظل هو ووالده عالقين بالمطار لسبعة أيام من الجوع والمبيت بالخلاء، تلك الصرخة الأليمة لم تعر فقط عمليات الاحتيال التي تقوم بها الوكالات السياحية في حق زوار بيت الله بعد أن أصبحت تتخلى عنهم بمطارات العالم كحالة طفل تبسة ووالده واللذين اضطروا للتوقف بتركيا لمعالجة الأم المتوفاة بسبب وعكة صحية، لتكون النهاية أن تاها في بلاد غريبة، قلنا لم تعر فقط تلك الوكالات المحتالة ،ولكنها عرت تركيا ومن خلالها الأمة الإسلامية المكلومة في دينها بعد أن أصبح من العادي أن يموت الناس جوعا في مطارات وبلدان المفترض أن مسلميها كالبنيان المرصوص.
المأساة ليست مأساة طفل جزائري تخلى عنه وعن عائلته لصوص الوكالات ولكن في آلاف المسافرين المسلمين الذي يعج بهم المطار ولم يحرك فيهم جوع الصبي ووالده وبردهما ذرة مروءة ولولا وسائل التواصل الاجتماعي لكتب التاريخ أنه بمطار دولة مسلمة مات رجل وابنه بسبب البرد والجوع اللذين قاومهما لمدة أسبوع..
الوكالة السياحية التي شردت العائلة يجب أن نحاسبها كون الفعل كان اجراميا لكن تبقى مسؤولية “أين أخلاق المسلمين” في واقعة الطفل التبسي قائمة، فتلك القضية لم تكن غرقا في البحر ولكنها جوعا وبردا وتشردا أمام أعين أمة تدعي الإسلام وتسارع لإنفاذ قطة أمام الكاميرات فيما تتغاضى عن موت أطفالها وانسانها، فترى أين الإسلام من المسلمين اليوم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى