
وداد الحاج
يقول مارك شير لوباران (1956-2019) وهو لواء سابق في سلاح الجو الفرنسي، عمل كملحق عسكري في السلك الدبلوماسي الفرنسي في الشرق الأدنى والجزيرة العربية وكمسؤول في الجيش الفرنسي عن ملف التعاون مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في مقال له «تقوم سياسة أبو ظبي الخارجية على محورين رئيسييين: الاحتماء من إيران، ومحاربة الإسلام السياسي بشتى صوره، مستهدفة الإخوان المسلمين بشكل أساسي. وإذا كان الخوف من إيران قاسمًا مشتركًا بين أنظمة الخليج الملكية، إلا أنها لا تتبنى موقفًا موحدًا إزاء الإسلام السياسي»
ماالذي يجعل الإمارات كدولة تجعل لها هدفا وحيدا و يتيما وهو القضاء على تيار سياسي معين ،و جندت لهذا الغرض كل علاقاتها و نفوذها المزعوم و دفعت أموالا طائلة تكفي لبناء دول كاملة للترويج لعلاقة الإخوان بالإرهاب وتجاوز الأمر حدود المحيط الإقليمي لإمارة أبوظبي بل راحت تحرض عسكريا و ماليا ضد هذا التيار في لبيا بمساندتها للمشير حفتر و فعلت المستحيل لإذكاء نار الفتنة في تونس عبر التحريض على حركة النهضة و بعض رموز المعارضة الصورية تحولوا إلى أثرياء يضل ما تم ضخه من أموال الإمارات المشروطة بتحريك الشارع ضد الوضع السياسي القائم و تحويل النقاش و حصره في طرد النهضة من المشهد السياسي
في هذا الزمن المخزي الذي تستأسد فيه أبوظبي على الجميع ،يكفي الإخوان أنهم هدف لهذه الإمارة حتى يتعاطف معهم قطاع واسع من الشعوب العربية و الإسلامية من باب المظلومية فقط وليس على أساس القناعات أو الرؤى.