لم تعد سياسة الكيل بمكيالين بالنسبة للغرب، وخاصة فرنسا، بأمر خافٍ ولا حتى مخل بالحياء أو يستدعي خجلا، فمن المكيال الذي تعاملت به أوربا مع مسمى المدنيين بأوكرانيا وعكسه تماما حين تعلق الأمر بعشرات الضحايا الآلاف بغزة، حيث تباكي الغرب بأوكرانيا كان تعاونا على المذبحة بغزة، قلنا من ذلك المكيال المبتذل، إلى ما تمخض عنه مكيال ماكرون فرنسا والأصح “التيهوديت” في وجهها العلني، حين باحتضن قصر الإيليزية لاحتفائية عيد الأنوار أو هانوكا اليهودي، والرسالة الواضحة أنه حين يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين فإن المكيال يختلف وفرنسا خاصة وأوروبا عموما، كشفتهما الأحداث ولم يبق لدى حضارة الغرب ما تخفيه..
الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون واالذي كثيرا ما رافع للعلمانية وطبقها بقهر على حساب المسلمين بفرنسا، ظهر أنه ليس كذلك حين يتعلق الأمر باليهود، وأخر ما حبلت به التيهوديت الماكرونية، ان احتضن قصر الإيليزية احتفائية يهودية لمسمى عيد ديني، تم على هامشه تقليد ماكرون بوسام جائزة «لورد جاكوبوفيتش» الذي سلمته الجالية ىاليهودية لماكرون نتاج خدماته، وفعلا، ظهر أن العلمانية التي قهرت بها باريس الجالية المسلمة ينتهي أثرها حين تتحول لقبعة يهودية وجائزة سداسية ..
المفارقة فيما اقترفته فرنسا في حق علمانيتها الوهمية، أنها تعرت من كل قناع، وأن باريس قالت للمسلمين، أنهم وحدهم من ممنوع عليهم أن يمارسوا شعائرهم، أما حين يتعلق الأمر باليهودية، فإن ماكرون وباريس وكل فرنسا على دين صهيون، فتبا لدولة تمارس العهر السياسي باسم الدين كما تمارس المفاضلة والكيل بمكاييل مختلفة باسم الحرية.