الأولى

ماكرون يتملص من مسؤوليته

أوضح الخبير الأمني حسان قاسيمي في تصريح خاص لجريدة :الوسط ” إننا تعودنا سماع خطابات السلطات الفرنسية وهذا منذ زمن طويل ، وعليه فعندما نسمع خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزيرة الخارجية الفرنسية يتحدثون عن العلاقات الجزائرية الفرنسية العريقة والتاريخية ، ولكننا ندرك جيدا أن هذه العلاقات كانت تعرف منذ زمن طويل أزمات نظرا إلى بعض المواقف والإجراءات التي اتخذتها في الماضي فرنسا، حيث أنها تسببت في إغضاب الجزائر والتنديد بكل هذه المواقف .

محاولة التشويش

أشار المتخصص في إدارة الأزمات في منطقة الساحل قاسيمي ،إلى أن ماكرون حاول في خطابه الأخير أن يتملص من مسؤوليته حول قضية “أميرة بوراوي “، ويحمل المسؤولية بطريقة غير مباشرة إلى هيئات أخرى كانت وراء هذه القضية التي تسببت في وقوع أزمة بين الجزائر وفرنسا ، في حين أن وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أكدت خلال وقوفها أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي على أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا علاقات طويلة الأمد ، معتبرا أن هذا الخطاب الرسمي الفرنسي في بعض الأحيان تكذبه الأوضاع الحقيقية الموجودة في الميدان ، لكون هناك مصالح فرنسية قوية ، في حين أن هناك بعض الأطراف الفرنسية تحاول بوسائل غير شرعية أن تفرضها على الجزائر لجعل من السلطات الجزائرية تؤكد على سيادة الجزائر في اتخاذ قراراتها ، وأيضا على ضرورة بناء مصالح مشتركة في العلاقات بين البلدين.

فرنسا لها علاقات مع منظمات إرهابية

بخصوص السياسية الخارجية لفرنسا، قال قاسيمي إن الجزائر تعودت على ازدواجية الخطاب الفرنسي، وتمكن خطورتها في الضبابية التي نعرفها جميعا من خلال مواقفها الرسمية والخفية المكشوفة في الميدان ، وخاصة على مستوى المغرب العربي، والدول العربية ، ومنطقة الساحل ، وهذا ما يجعل الجزائر تشكك بصفة صريحة في نوايا فرنسا، مقدما مثالا بارزا عن حوار حصري أجرته قناة فرانس 24 في أيام مضت مع أخطر مجرم وإرهابي في العالم وفي الساحل ، الذي يكنى أبو عبيدة يوسف العنابي ، وهذا اللقاء يطرح عدة تساؤلات لكون هذا الإرهابي الخطير ، كل مصالح الشرطة والجيوش بما فيها الحلف الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والسلطات الأوروبية تبحث عن هذا المجرم الذي يمتلك سوابق دامية في ومنطقة الساحل وفي المغرب العربي ،ومن خلال هذا الحوار يتضح أن لفرنسا علاقات وظيفية وتنظيمية مع بعض المنظمات الإرهابية في الساحل ، وهذا يعد الدليل الأول والقاطع الذي يؤكد أن فرنسا هي التي تستثمر في الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي ، وهنا نتساءل كيف لفرنسا منذ 10 سنوات وهي تحارب الإرهاب ، وفي نفس الوقت تحاور أكبر إرهابي موجود في الساحل “العنابي” الذي يتزعم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” ، مما يبرز أن فرنسا تمتلك أرقام هواتف هؤلاء الإرهابيين، فضلا عن معرفة مكان تواجدهم على مستوى الساحل ، وهذا الأمر يجعلنا نستنتج أن فرنسا هي التي تحمي كل هذه المنظمات الإرهابية في منطقة الساحل .
حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى