للمرة كذا، تثبت باريس أنها مجرد عجوز تاريخية حاقدة؛ عجوز لم تنس يوما ولن تنسى هزيمتها وعارها التاريخي المُتخم بكل الإجرام الاستعماري؛ ففرنسا اليوم ورغم كل أوهام حريتها وأوهام ديمقراطيتها؛ تبقى مجرد حكاية قديمة عن حقد أقدم وخاصة حين يتعلق الأمر بجزائر السيادة والقرارات الوطنية..ثورة الإعلام الفرنسي وكذا بعض الشخصيات والوجوه الثقافية ناهيك عن رئيسها ذاته؛ تجاه قضية المدعو بوعلام صنصال والتي تبقى قضية عدالة جزائرية؛ قلنا؛ تلك الثورة أثبتت أن الغضب الفرنسي لا علاقة له بالدفاع عن حرية الرأي المزعومة ولا بمسميات حقوق الإنسان ولكنها تراكمات استعمارية وجنون فرنسي توارثه الأحفاد عن زمن الأحقاد الاستعمارية؛ وأكثر ما يصيب باريس اليوم بجنون البقر؛ أن تصطدم بجزائر سيدة في قراراتها بعيدا عن أي تبعية أو حساب لمسمى التوازنات الدولية..
الحقيقة المغيبة والشجرة التي تخفي الغابة في قضية المدعو بوعلام صنصال؛ أن الغضب الفرنسي مرده الحقيقي، ليس شجرة صنصال ولكن غابة القرارات السياسية والاقتصادية التي قامت بها الجزائر منذ أن اعتلى رئيس الجمهورية سدة الحكم ليؤسس لجزائر “الندية”؛ لذلك فزوبعة صنصال ما هي إلا شجرة تخفي غابة؛ كيف للجزائر أن تكون سيدة قراراتها وكذا تمارس “الندية” قولا وفعلا. فهل ترى الأغبياء من عملاء فافا يدركون أن الثورة الفرنسية في قضية صنصال؛ ليست إلا رقصة ديك فرنسي مذبوح ؟!