الأولىثقافةمنوعات

‫محمد دومير يوقع كتاب”نشأة الجمهورية الجزائرية” بسيلا 27‬‬

‫بجناح دار الوعي للنشر والتوزيع‬‬


· إبراز مرحلة تاريخية محورية في مسار الجزائر

‫ ‬‬
‫ ‬‬

وقع الباحث في التاريخ الجزائري الدكتور محمد دومير كتابه الجديد الموسوم بـ ” نشأة الجمهورية الجزائرية، وصف أركان الدولة ومقوماتها الداخلية (1516- 1830) بجناح دار الوعي للنشر والتوزيع بصالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 27 لسنة 2024 ،وذلك وسط حضور إعلاميين وكتاب وباحثين جاؤوا خصيصا لاكتشاف محتوى هذا المؤلف الذي غاص من خلاله في جذور تاريخ بلد المليون ونصف المليون من الشهداء‪.‬‬

التركيز على استقلالية الدولة الجزائرية عن الباب العالي

‪ ‬‬
وتطرق هذا الكتاب للأوضاع في المنطقة المغاربية في القرن 16 ، والحالة السياسية للجزائر بداية القرن 16م ، و الظهور العثماني في الجزائر، ويتضمن دوافع التدخل العثماني ، و الإخوة بربروس، ومدينة الجزائر، مع إبراز كيف تم إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية ، وفيه خير الدين بربوس حاكما للجزائر ، الاستخلاف، عهد البايلربايات ، في حين ركز على نحو استقلالية الدولة الجزائرية عن الباب العالي وفيها فترة الباشاوات وعهد الأغوات وتأسيس الجمهورية : (1659) ومرحلة الدايات (1830-1671) مع تسليط الضوء على أركان الدولة وسياستها الداخلية والخارجية ، كالحدود والتقسيم الإداري :دار السلطان، الأبراج الغربية،الأبراج الشرقية، الأبراج الشمالية، الأبراج الجنوبية:أبراج الميناء، بايلك الشرق، بايلك الغرب، بايلك التيطري، بالإضافة إلى الهياكل التنظيمية والإدارية والمناصب الرسمية وفيها الديوان، الداي ، وكبار كتاب الدولة ، الباي، القاضي ، شيخ البلاد ، خازن الدار، البيتمالجي، المراقب العام ، الخوجة، الترجمان، الكونتادور، المزور، الجيش، وأبرز محاولات الاحتلال كمناصب الجيش ، آغا الجيش ، الكاهية ، المعزول آغا ، آغا الصبايحية الأياباشي ، البولوباشي، العوداباشي، الساغيرس، الشاوش، البحرية والتي تضم بمواطئ أقدام البحرية الجزائرية وبعض

‫ أسماء السفن الجزائرية ومناصب البحرية كرئيس البحرية والأدميرال ورؤساء المدفعية والرياس ، وهناك القضاء والدستور، وملخص وثيقة ” عهد لامان” 1748 ، وأحكام العهد والاقتصاد والتجارة والعملة ومصادر دخل الدولة، وأهم الصادرات والواردات، وأهم الشركاء التجاريين ، والأسرى وبيع الغنائم، وبيع الأسرى وركز المؤلف على العلاقات الدبلوماسية وتضم العلاقات مع إسبانيا و الولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وروسيا، والعلاقات مع الإمبراطورية الألمانية الرومانية المقدسة ، و العلاقات مع جمهورية البندقية وإيطاليا ومع الأجانب المقيمون في الجزائر بصفة دائمة:العلم و الراية وهناك الوصف العام للحياة الاجتماعية بمدينة الجزائر في الفترة العثمانية والتي تحتوي على الفئات الاجتماعية في مدينة الجزائر كفئة الحضر، الأتراك والعسكر، الأرستقراطية المحلية، العلماء والمشايخ، الدخلاء الأندلسيون ، اليهود ، المسيحيون الأسرى، البلدية، الحرفيون، التجار، الفلاحون، فضلا عن الحياة اليومية لسكان مدينة الجزائر أين نجد الإقامة والأسواق كالإقامة والأسواق والعادات والتقاليد والزواج، الاحتفالات والأعياد اللباس والمرافق العامة، كالمقاهي والحمامات العامة، والحوانيت والفنادق والخدمات الصحية والصناعة كالصناعات العسكرية، والصناعات التقليدية والصناعات التحويلية والصناعات الغذائية، و صناعة الساعات و الإرث الأدبي.‬‬
‫ ‬‬
‫الجزائر برزت كرقم صعب في شمال إفريقيا‬‬
‫ ‬‬
و يؤكد الكاتب دومير إلى أن تاريخ شمال إفريقيا شهد صراعًا مستميتا على بسط النفوذ والسيطرة فمنذ فجر التاريخ، تنافست القوى العظمى على هذه المنطقة الإستراتيجية ليجد أهلها أنفسهم في تحديات متواصلة للصمود والحفاظ على استقلاليتهم، ولعل الجزائر خير مثال، فقد برزت كرقم صعب، متحدية عبر قرون طويلة أطماع القوى الأوروبية، التي سعت جاهدة لفرض هيمنتها على المنطقة ، وبالتالي فمنذ العهد النوميدي (202 ق.م إلى 46 ق.م)، وحتى مطلع القرن السادس عشر الميلادي (1500-1600م)، تعرضت الجزائر لغزوات متكررة، بدءً بالاحتلال الروماني، ثم الوندالي، فالبيزنطي ، وعلى الرغم من ثمانية قرون من الاستقرار والازدهار (647-1492م) في ظل الدول الإسلامية المحلية كالدولة الرستمية، والزيرية، والحمادية، والزيانية التي حمت “المغرب الأوسط “من أي محاولة أوروبية للهجوم أو الاعتداء، إلا أن تراجع دول المسلمين في شمال إفريقيا وتفككها إلى إمارات صغيرة متناحرة في أواخر القرن الخامس عشر، مهد الطريق لأطماع جديدة مع بزوغ فجر القرن السادس عشر ، ويمثل هذا القرن مرحلة تاريخية محورية في مسار الجزائر، حيث شهدت تحولات جذرية في بنيتها السياسية والإقليمية عقب تحالفها مع الدولة العثمانية .

مدينة الجزائر تحولت إلى عاصمة لدولة قوية ومؤثرة

وكشف الباحث في التاريخ الجزائري الدكتور دومير محمد ، كيف تمكنت مدينة الجزائر، التي كانت مجرد مدينة ساحلية صغيرة تحت سيطرة زعماء محليين من التحول إلى عاصمة لدولة قوية ومؤثرة على الساحة الدولية؟تكمن الإجابة في علاقات سياسية وعسكرية وثيقة نشأت بين الجزائر والدولة العثمانية، جعلت من الجزائر جزءا من شبكة التأثير المتوسطي والمغاربي، وفرضت هيمنتها على غرب البحر الأبيض المتوسط ، وتسلط هذه الدراسة، المستندة إلى مجموعة من المصادر التاريخية الموثوقة، الضوء على هذه الحقبة الحاسمة (1830-1516)م، مستعرضة أهم التطورات والأحداث التي شكلت مصير الجزائر في العهد العثماني، وكيف أعادت توحيد البلاد بعد التشرذم، وصولاً إلى تحولها إلى قوة إقليمية ذات نفوذ سياسي وعسكري واسع بقيادة نخبة حاكمة محلية مؤثرة.إن فهم هذه الفترة من تاريخ الجزائر هو نافذة لفهم أعمق لجذور الدولة الجزائرية المعاصرة، تحدياتها وتطلعاتها ، فقد شهدت هذه الحقبة ولادة دولة قوية ومستقلة في قلب التنافس الدولي على السيطرة في البحر الأبيض المتوسط، وشكلت الهوية الجمهورية للجزائر، ووضعت الأسس لدورها الإقليمي في المستقبل .

وضع الجزائر قبل قدوم الإخوة بربروس

وأشار صاحب كتاب” نشأة الجمهورية الجزائرية ” إلى أن الدافع وراء اختيار هذا الموضوع هو ما لمسته من تعطش الكثيرين لفهم تلك المرحلة الحاسمة، وسيتناول الكتاب وضع الجزائر قبل قدوم الإخوة بربروس، ثم بداية ظهورهم في المنطقة، ودورهم في إيقاف الزحف الصليبي على بلادنا ،وإعادة توحيدها تحت راية واحدة، ثم إلحاقها بالدولة العثمانية، لنتعرف بعدها على مراحل استقلال الجزائر عن الباب العالي و أسبابه، بالإضافة إلى وصف أركان هذه الدولة بعد استقلالها، وصورتها الداخلية والخارجية خلال تلك الحقبة، كل ذلك بناءً على الشهادات الموثقة وتدوينات الرحالة والمؤرخين المعاصرين لتلك الأحداث، وتحقيقات المختصين من بعدهم وبمختلف اللغات‪.‬‬
‪ ‬‬
إبراز الأوضاع في المنطقة المغاربية في القرن 16
‪ ‬‬
وتوقف دومير ،في الباب الأول من هذا الكتاب عند الأوضاع في المنطقة المغاربية في القرن 16، فقد شهدت أراضي شمال إفريقيا عبر التاريخ تأسيس دول ودويلات في مختلف مناطقها، ما فتئت تجد نفسها تدافع عن أقاليمها ضد الغزاة الأجانب أو حتى فيما بينها، ولو رجعنا إلى منتصف القرن الثالث عشر للميلاد، لوجدنا مثالا عن ذلك بتراجع سيطرة الموحدين على المنطقة المغاربية، وتفشي علامات الضعف الإداري بمختلف الأقاليم، حيث دخلت المنطقة في حالة من الانقسام، مما أدى إلى ظهور ثلاث قوى رئيسة، هي الحفصية بتونس والزيانية بتلمسان والمرينية بفاس، وهي الكيانات التي لم تتوقف عن التناحر حتى استنزفت مواردها وبدأت سلطة كل واحدة منها تزداد تراجعا يوما بعد يوم، حتى أصبحت كل مدينة بالمنطقة المغاربية كلها مستقلة بذاتها.وفي دوامة الصراع المحموم على السلطة، لم تتورع العائلات الحاكمة في الجزائر عن اللجوء إلى تحالفات مشبوهة مع أية قوة داخلية أو خارجية، حتى لو كانت تلك القوى تحمل أطماعًا استعمارية أو تنصب العداء للدين فقد كان الهدف الأسمى هو الحفاظ على عروشهم المتهاوية، وإخماد أي شرارة تمرد قد تنطلق من القبائل الساخطة على فسادهم وعجزهم، أو من بني عمومتهم الطامعين في السلطة.لكن هذه التحالفات الهشة، المبنية على المصالح الشخصية والمكائد القبلية والعائلية، سرعان ما انقلبت وبالاً على العباد والبلاد، فبدلاً من أن تكون حصناً منيعاً يحميهم م أصبحت سيفاً مسلطاً على رقابهم. لأن القوى الخارجية التي استنجدوا بها لم تكتف بدور الحليف المخلص، بل رأت في ضعفهم فرصة سانحة للتدخل في شؤون البلاد وتحقيق أطماعهم الاستعمارية وهكذا، انهارت العروش الثلاثة، الواحد تلو الآخر، فنهاية الدولة المرينية كانت في عام 1465م مع آخر ملوكها عبد الحق الثاني بعد ثورة أهل فاس ضده؛ ونهاية الدولة الزيانية والحفصية كانت منتصف القرن السادس عشر مع أنهما كانتا قد فقدتا سلطتهما قبل ذلك بما يزيد عن سبعين سنة لتصبح الأوطان فريسة سهلة للقوى الأوروبية الصاعدة، وعلى رأسها الإسبان والبرتغاليون والإيطاليون بعد سقوط غرناطة، آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492م، توجهت الأطماع الإسبانية نحو الساحل الجزائري الغني بموارده وموقعه الاستراتيجي بين عامي 1505 و 1513 ، نجح الإسبان في بسط سيطرتهم على عدد من المدن الساحلية الرئيسية، بما في ذلك المرسى الكبير ووهران وتلمسان وبجاية، فهذا التوسع الإسباني السريع في الجزائر لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة لمجموعة من العوامل المتضافرة المتمثلة في التفوق العسكري الإسباني الواضح، والذي تجلى في استخدامهم الأسلحة النارية، وعلى رأسها البنادق والبارود، والتي شكلت صدمة للقوات المحلية التي كانت لا تزال تعتمد على الأسلحة التقليدية،إضافة إلى الوضع السياسي الداخلي المتأزم في الجزائر، والذي تميز بتشرذم السلطة وتناحر الإمارات والقبائل المحلية، مما حال دون تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الغزو الإسباني‪.‬‬

‫ ‬‬
دومير ينتصر للهوية الجزائرية

ويعد الدكتور محمد دومير، المخترع العربي والباحث في التاريخ الجزائري، طبيب بيطري من مواليد سنة 1984 ببئر العاتر بولاية تبسة فائز بلقب نجوم العلوم في عام 2013 عن مشروعه المبتكر المتعلق بالصحة الحيوانية حيث أنه ابتكر جهازا لتشخيص حالات العرج لدى الهجن ، كما أن شغفه في التاريخ جعله يتعمق في دراسة تاريخ الجزائر خاصة في فترة الاستعمار الفرنسي وحرب التحرير، ويسعى هذا المؤرخ التحليلي إلى تقديم قراءة نقدية للأحداث التاريخية ، والاعتماد على مصادر موثوقة لتقديم وجهة نظر مستقلة عن الروايات الرسمية ، يستخدم لغة بسيطة وواضحة في تحليلاته، أين يؤكد في كل مرة على الهوية الجزائرية وتاريخها العريق ، وذلك من خلال تقديم وجهة نظر خالصة مائة بالمائة عن الأحداث التاريخية ، ودومير مرشح الأمم المتحدة كأفضل المؤثرين في مجال المعرفة وعرض أمام لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة بنيويورك في أكتوبر 2024 وثائق أصلية تثبت استقلال الصحراء الغربية عن المغرب تاريخيا، تتضمن هذه الوثائق معاهدات لسلاطين مراكش ، يعمل في البحث والتطوير الجزائري ، وصدرت له عدة أعمال رفقة عماد سعودي والمتمثل في كتاب بعنوان “دوناتوس” الثائر النوميدي الذي أنهى وجود الكاثوليكية في إفريقيا ، القصة الكاملة كما لم تروى من قبل‪.‬‬

حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى