
1- مدرسة الحجاز:
وهي المدرسة الأم , ومثلت الإتجاه الأثري في المذهب ومثلها تلامذة مالك المدنيين ، والمدنيون مصطلح يقصد به كبار تلامذة مالك في المدينة من أمثال :عثمان بن عيسى بن كنانة(185هـ) , والأخوين : ابن الماجشون(212هـ)ومطرف بن عبد الله بن مطرف(220هـ) , عبد الله بن نافع بن الصائغ (186هـ) , محمد بن سلمة(216هـ) , ونظرائهم (19)، وقد تميز هذا التيار بتقديم الأحاديث النبوية على العمل وآثار الصحابة والتابعين.. وقد أيد هذا التيار من المصريين ابن وهب ومن الأندلسيين ابن حبيب.
2-مدرسة العراق:
كانت البصرة مسحرا لبداية ظهور مذهب مالك في أرض السواد على يد بعض تلامذته كعبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري (198هـ) وعبد الله بن مسلمة بن قعنب (221/222هـ) وأحمد بن المعذل الملقب بالراهب, لكن المذهب لم يظهر بقوة إلا في الطبقة التالية أيام قضاء آل حماد بن زيد : وكان منهم القاضي إسماعيل أحد الذين شُهد لهم بالإجتهاد بعد مالك, قال الباجي :(ولم تحصل هذه الدرجة بعد مالك إلا لإسماعيل القاضي) (20).
وهذه المدرسة تميل إلى التحليل المنطقي للصور الفقهية , والإستدلال الأصولي. ومن أبرز رجالات هذه المدرسة –والذين كان لهم تأثير واضح- : القاضي إسماعيل , والقاضي أبو الحسن بن القصار (398هـ) , والقاضي عبد الوهاب (422هـ) وعبد الله بن الحسين (ابن الجلاب) (378هـ) والشيخ أبو بكر الأبهري (375هـ).. وقد انقطعت هذه المدرسة بحدود 452هـ وهي سنة وفاة الإمام أبو الفضل بن عمروس , آخر فقهاء المالكية ببغداد.
3- المدرسة المصرية:
احتلت مركز القيادة بين المدارس المالكية بزعامة ابن القاسم , واعتمدها مدرسة إفريقية والأندلس اعتمادا كليا , كما كانت سماعات ابن عبد الحكم ومروياته عن مالك واشهب وابن القاسم ذات حظوة عند المدرسة العراقية شاركتها فيها مدونة ابن القاسم /سحنون.
وتعتبرهذه المدرسة رائدة منهج اعتماد العمل إلى جانب الحديث , خلافا للمنهج الحجازي , وهذا المنهج المصري هو الذي ساد المذهب المالكي وتبنته أكثرية مدارس المذهب.
4-المدرسة المغربية :
كان المذهب السائد في المغرب وتونس , مذهب الإمام النعمان , إلى أن دخل علي بن زياد وابن اشرس..وبعدهما أسد بن الفرات وغيره فبدا المذهب في الإنتشار إلى أن جاء سحنون فغلب المذهب في أيامه..
وما المدونة إلا نتيجة تعاون المدرسة المصرية و القيروانية , فقد أملاها ابن القاسم بمبادرة اسد وتدقيق سحنون وتولت المدرسة التونسية ضمان الحياة لها بنشرها وتدريسها… وأهم مميزات هذه المدرسة –التونسية/القيروانية- الحرص على تصحيح الروايات وبيان وجوه الإحتمالات وضبط الحروف على حسب ما يقع في السماع وتتبع الآثار ..21
ورغم تأخر ظهور هذا الفرع إلا انه سيصبح فيما بعد : الممثل للمذهب المالكي في المغرب العربي عامة والأندلس خاصة. وقد تعرض هذا الجناح لهزات كبيرة وعديدة , لكنه صمد أمامها , وهي في غالبها هزات سياسية..
والعلماء المغاربة في اصطلاح المتأخرين : ابن أبي زيد القيرواني , وابو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري (ابن القابسي) (403هـ) , وابو بكر محمد بن محمد بن وشاح (ابن اللباد) (333هـ) , والباجي , واللخمي , وأبو القاسم عبد الرحمن بن محرز (450هـ), وابن عبد البر (463هـ) وأبوالوليد بن رشد الجد (520هـ) , وأبو بكر بن العربي (543هـ) , والقاضي سند بن عنان بن إبراهيم (أبو علي) (541هـ)
5- مدرسة الأندلس:
مؤسسها زياد بن عبد الرحمن الملقب بشبطون (193هـ وقيل غيرها) وأول من أدخل المطأ إلى الأندلس , وكان له تلميذ كان له الفضل في تثبيت المذهب بالأندلس وهو يحيى بن يحيى الليثي مستشار الأمير عبد الرحمن بن الحكم. ولا فرق بين هذه المدرسة والمدرسة المغربية بل هي امتداد لها , خاصة أن عددا من علماء الأندلس هاجروا إلى المغرب.