
من جهته، قال الرئيس المدير العام لمجمّع سونلغاز، شاهر بولخراص، أن المؤسسة تعمل على إطلاق مشروع جديد على وشك الانتهاء، يتعلق بمخطط إستراتيجي سميناه “سونلغاز 2035″، والذي سيسمح لنا بتحسين مهاراتنا وقدراتنا على الصمود.
وأوضح بولخراص خلال أشغال اجتماع مدراء شركات الفروع القاعدية لمجمع سونلغاز، أن أول محورفي الإستراتيجية هو التركيز على المهام وتوفير طاقة ناجعة ومسؤولة لضمان خدمة عمومية عالية الجودة والتنمية المستدامة، مضيفا بالمناسبة، أنه أمام الطلب على الطاقة والمنحى التصاعدي لنمو الطاقة والكهرباء يجب العمل بوتيرة متسارعة، كاشفا بالمقابل، أن هناك محورين يعمل عليهما المجمع، ليكون فاعلا في الحوض الإقليمي والمتوسطي، للاستجابة للاهتمام بالموارد وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، لتوفير طاقة مستدامة ومتجددة ومسيرة بأدوات الرقمنة.
- تحقيق رقمنة كلية لسونلغاز أفاق 2026
وأورد بولخراص، أن محور التحول الرقمي من أهم التحديات المستقبلية، حيث تم تحديد سنة 2026 لرقمنة كلية لسونلغاز من خلال التجربة التي تم اكتسابها من جائحة كورونا للحفاظ على عملياتنا، منوها أن هذا اللقاء يعتبر الثاني من نوعه وستليه لقاءات أخرى مبرمجة خلال الأسابيع القادمة، في إطار التواصل الميداني والمستمر مع الفرق العملياتية، لفحص مؤشرات الأداء، والاستماع لعمالنا وإزالة العقبات التي تعترض سير عملهم، في ظل تحديد أولويات مشاريعنا،
في سياق متصل، كشف المسؤول الأول على مجمع سونلغاز،عن ثلاث نقاط قوة محققة تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية، المتعلقة بمخطط الإنعاش الاقتصادي والاجتماعي المسطر،وهي أنه من بين 3886 طلب ربط من طرف المستثمرات الفلاحية، تم الانتهاء من دراسة أكثر من 3400 مشروع، وتحقيق أكثر من 1940 ربطا، وهو ما يعني معدل إنجاز يزيد عن 72 بالمائة، إلى جانب أنه تم إنجاز 63 بالمائة من أصل 1647 طلبا تلقته سونلغاز لربط المستثمرين، بالإضافة إلى أننا قمنا في إطار ربط مناطق الظل، بتحقيق أكثر من 3000 مشروع كهرباء، ساهم في ربط أكثر من 33 ألف أسرة بطاقة الكهربائية مع إنجاز 1670 مشروع غاز، ساهم في ربط 152 ألف أسرة به، تنفيذا لالتزاماتنا بتقديم خدمة عمومية للجميع.
قال المتحدث ذاته، إن الجزائر تعتبر مرجعا من حيث تغطية التراب الوطني بالطاقة، سواء من حيث الكهرباء التي يزيد معدلها عن 98 بالمائة، أو من حيث الربط بالغاز الطبيعي الموزع عبر الأنابيب والذي يتجاوز معدله 65 بالمائة، سعيا منا لتحسين تغطية مناطق الظل لضمان العدالة والمساواة في الربط بالطاقة والشبكات، الذي يعد المطلب الأول والأهم لأي خدمة عمومية، في إشارة منه أن مجمعه بذل ومازال يبذل مجهودات كبيرة لضمان مرور صائفة ناجحة وفي أفضل الظروف، خاصة مع الاستعمال الهائل لوحدات التكييف، والتي من الممكن أن تتجاوز 17 ألف ميجاواط، إذا ارتفعت درجات الحرارة بشكل استثنائي.
وأشار نفس المصدر، أنه لتلبية الطلب القوي والمتواصل للكهرباء في الصيف، قام مجمع سونلغاز باستثمارات كبيرة في إنتاج الكهرباء وشبكات النقل والتوزيع، لتمكيننا من تشغيل طاقة إجمالية تزيد عن 3700 ميغاواط، مما من شأنه تعزيز أسطولنا الإنتاجي في عام 2021، بما في ذلك 2800 ميغاواط بحلول الصيف، حيث من المرتقب تشغيل137 منشأة نقل، و 1178 مركز تحويل متوسط ومنخفض الضغط، بالإضافة إلى 3766 كم من الأنابيب متوسطة ومنخفضة الضغط.
وأشاد المدير العام لسونلغاز، في المدرسة العليا للفندقة والإطعام، بتفاني عاملات وعمال المجمع، واصفا أنهم الصف الثاني الذي كان بعد مستخدمي الصحة على جبهات التصدي، على اعتبار أنهم تمكنوا رغم جائحة كورونا من ضمان الإمداد بالطاقة نظيفة ناجعة وبأسعار معقولة دون انقطاع، في سبيل تلبية احتياجات مواطنينا و مؤسساتنا الاقتصادية بكل أريحية، في تأكيد منه أن الشركة قد اتخذت إجراءات صارمة ومناسبة لإدارة الأزمة الصحية، مدرجة ترتيبات لعمالها للعمل عن بعد، مع تنفيذ برامج تطهير صارمة، حشدنا خلالها فرق فاعلة للأزمات واضعين سلامة وراحة موظفينا وزبائننا في صدارة انشغالاتنا.
وأفصح بولخراص، في سياق منفصل، أنه بالنظر للظروف المالية الصعبة التي يمر بها المجمع، فإن التعبئة الجماعية والقيادة الحكيمة هي متطلبات أساسية لتحقيق النجاح أكثر من أي وقت مضى.
أما بخصوص دورنا في تجسيد خيار التحول الطاقوي في البلاد، اعتبر بولخراص أنههم كمتخصصين طاقويين مهمتنا هي توفير طاقة ناجعة ومسؤولة، مع ضمان خدمة عمومية عالية الجودة، والمساهمة في رفاهية زبائننا وضمان التنمية المستدامة لجميع مواطنينا أينما وجدوا.
من جهة أخرى، تطرق المدير العام للمجمع أنهم كمجمع طاقوي مندمج ورائد إقليمي من الدرجة الأولى، بحيث تتمثل رؤيتنا الجدية في أن نصبح رائدا في التحول الطاقوي، وأن نجعل الولوج إلى الطاقة ناجعة وممكنة ومسؤولة ومتاحة للجميع، لجعلنا بحق محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
في حين أوضح ذات المسؤول، أن رهان سونلغاز المستقبلي هو مواصلة نموها وتحسين أدائها، مع استعادة صحتها المالية التي تمكنها من التحكم في تكاليفها، في ظل تحقيق ثورة رقمية في المجمع، تمكنه من النجاح في منعرج التحول الطاقوي وتطوير الطاقات المتجددة، بهدف التطور دوليا وولوج مناطق نمو جديدة.
- فتح سونلغاز للتوظيف لن يحل مشكلة البطالة
من جانب آخر، أوضح الرئيس المدير العام لمؤسسة سونلغاز، شاهر بولخراص، خلال ندوة صحفية أعقبت اجتماع مديري شركات الفروع القاعدية لمجمع سونلغاز، أن المجمع كان يوظف 5000 منصب شغل مباشر خلال سنوات، لكنه يفضل اليوم الاستثمار في الشركات الناشئة الناشطة في المجال لخلق مناصب عمل مضاعفة، بلغت حاليا 12 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة قدمت لها تسهيلات من أجل تمكينها من أن تصبح مؤسسات قائمة بذاتها عند سنتها الرابعة، متابعا: أن فتح سونلغاز للتوظيف وحده لن يقضي على أزمة البطالة في البلاد.
أما بخصوص انقطاعات الكهرباء خلال الصائفة، فاستبعد بولخراص بلوغ مرحلة صفر انقطاعات خلال الصيف، خاصة أن نسبة استهلاك الكهرباء تتضاعف، ففي حين يسجل حاليا نسبة استهلاك ما بين 8000 إلى 9000 ميجاواط، ترتفع نسبة الاستهلاك خلال الصيف إلى 16 ألفا و17 ألفا خلال الذروة، داعيا بالمناسبة المواطنين للتبليغ عن أي القطاع لضمان عودة التيار الكهربائي في أقرب وقت، واعدا إياهم على مواصلة العمل لعصرنة التوزيع والتدخل لتدارك أي انقطاعات تحصل، خاصة خلال شهر رمضان، الذي أفرد بمخطط خاص به.
- مخطط خاص لشهر رمضان والصيف
وفيما تعلق بتفادي انقطاع التيار الكهربائي في رمضان والصيف، ذكر المتحدث أنه تم إعداد مخطط خاص تحسبا لشهر رمضان والصيف المقبل، مشيرا أن مجمع سونلغاز وطوال سنوات يقوم بوضع إستراتيجية تمتد لـ 5 و10 سنوات ضمانا لاستمرار الخدمة، مطمئنا بالمناسبة المواطنين بأن سونلغاز ستبقى مجندة في خدمتهم لتفادي الانقطاعات المتكررة للكهرباء، رغم أنها تحصل لا محالة، لكن المهم أن هناك تحسنا كبيرا في نوعية الخدمة مقارنة بالسنوات الفارطة.
- تقليص ضياع الكهرباء بحوالي 9 بالمائة
في سياق منفصل، أضاف المسؤول نفسه، أن نسبة الضياع المسجلة من طرف الشركة بسبب سرقة الأسلاك الكهربائية في تراجع إذ انخفضت إلى 11.5 بالمائة، بعدما كانت مرتفعة في وقت سابق وبلغت أزيد من 20 بالمائة، داعيا بالمناسبة لتكثيف جهود الإدارة والعمال ووعي المواطنين لتخفيضها أكثر، مع مواصلة ربط مناطق الظل ودعم الصناعيين ودعم قطاع الفلاحة، مؤكدا أن ذلك لا يمكن أن يتم دون دعم ومرافقة الدولة، خاصة في ظل حجم الاستثمارات الكبير من جهة، والظروف المالية الصعبة التي تمر بها الشركة رغم تحسنها من جهة ثانية.
مريم خميسة