الأولىالجزائرمنوعات

مظاهرات 11 ديسمبر 1960 انتصار لإرادة الشعب

العقيد المتقاعد الدكتور صالح أحمد بارودي لـ "الوسط"


‪·‬ بوحدتنا نروع أعداءنا ونفشل كل المؤامرات الجهنمية‬
‪·‬ نثق في شبابنا لحراسة وحفظ بلادنا‬
‪·‬ إسماعيل نعيجي : هذه المظاهرات أهم المحطات في تاريخ الجزائر

‪ ‬‬

نشط العقيد المتقاعد الدكتور صالح أحمد بارودي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر والمغرب العربي، يوم أمس ندوة تاريخية حول “الذكرى 64 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 نافذة على المستقبل “، بالمركز النشاطات الثقافية “عبان رمضان”، بالجزائر العاصمة ، والتي نظمت من طرف المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة و تبليغ رسالة الشهداء ، بالتنسيق مع مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر.

حاربنا همجية الاستدمار الفرنسي بكل الأساليب

أكد العقيد المتقاعد الدكتور صالح أحمد بارودي، في تصريح ليومية “الوسط” أن أجدادنا شاركوا في مظاهرات 11 ديسمبر في مطلع الستينيات من القرن الماضي ،وكانت بداية هذه المظاهرات في عين تيموشنت في 09 إلى غاية 11 ديسمبر 1960 ، وبعدها عمت كل الوطن و مدينة الجزائر العاصمة ، أين انتفض من خلالها ساكنة الأحياء الشعبية في الجزائر العاصمة البيضاء ، والتي هي رمز من رموز هذه الأمة ، وقد قدمت لنا هذه المظاهرات الكثير من التلاحم والعزيمة والإرادة ونافلة لما سيأتي فيما بعد ، فكان لها الدور الفعال في انطلاق المفاوضات العلنية لأنه يقال إنها كانت من قبل ابتداء من 1956 إلى 1958 إلى 1960 سرية ، لكن ستبدأ بدفعة جديدة لمفاوضات علنية ، ولقد أوصلت هذه المظاهرات القضية الجزائرية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بحيث قررت هذه الجمعية قانونا جديدا لنصرة المستضعفين في العالم فكان القرار 1514 المؤرخ في 14 ديسمبر 1960 و بموجب هذا القرار تحصلت عدة دول فيما بعد، والمتمثل في قرار تقرير المصير واستعادة السيادة الوطنية لكل الشعب الجزائري واستقلاله من الاستدمار الهمجي ،وفعلا من بين الدول كانت الجزائر وباقي دول أخرى لأن الثورة الجزائرية لعبت دور في استقلال دول إفريقية أخرى، لا من حيث الأعمال الحربية المسلحة، ولا من دبلوماسية ولا من ثقافة ، فبكل الأساليب حاربنا همجية هذا الاستدمار الفرنسي،مشيرا إلى أن هذه المظاهرات نافذة على المستقبل وتمثل عزيمة شعب واستفتاء الشعب ومحطة تبرز الإرادة القوية للشعب الجزائري وتلاحم بين جيش التحرير الوطني والشعب ، واليوم نعيش إعادة سيادة الأمة وسيادة الدولة الجزائرية هذه الدولة التي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد وإلى عهد ملوك البربر غاية وسيفاكس وماسينيسا ويوغرطة، وماسينيسا قال لروما “إفريقيا للأفارقة”، ومازال يخلدها الآن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ” ويقول اليوم لأوروبا” إفريقيا للأفارقة “.

المشعل في يد الشباب الجزائري

ووجه أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر والمغرب العربي ، رسالة للأجيال الصاعدة في الجزائر الجديدة، ونداء لشباب اليوم بضرورة الاستفادة من دروس الأمس ، كاشفا إلى أن ذلك النصر الذي وقع في توقيف إطلاق النار في اتفاقية إيفيان 1962 مرسخ عند الجزائريين،وقبلها بسنة كان تلاحما شعبيا آخر، يعطي الدليل القاطع على تلاحم الأمة الجزائرية حتى في نواحي العالم ، ونلخص هنا هذه المظاهرات في 17 أكتوبر 1961 في قلب باريس،فإن الجزائري الذي كان في الستينيات هو جزائري اليوم الذي أصبح متطورا وفي أبهى تطور، وهذا راجع لوجود كل وسائل الاتصالات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي التي سهلت له عملية التواصل بينه وبين إخوانه ، وعليه فبوحدتنا نروع أعداءنا لأن أعدائنا حاليا في مؤامرات ومخططات جهنمية سرية وشعبنا وأبناؤنا يدرون بما يجري للجزائر ومتشبثين بالجزائر وهذا مايستدعي تمتين الجبهة الداخلية الحالية، داعيا ذات المتحدث الشباب الجزائري والجيل الصاعد من أبناء الجزائر، لإتمام المشعل وأكيد يوجد فينا، محمد العربي بن مهيدي، وديدوش مراد ومصطفى بن بولعيد والعقيد عميروش آيت حمودة ،وسي الحواس، والعقيد لطفي ،و وعبان رمضان ،محمد بوضياف ، وكريم بلقاسم وهلم القائمة طويلة ، حيث أننا قدمنا من أجل الجزائر خلال 8 سنوات مليون ونصف مليون شهيد ، وقدم الشعب الجزائري خلال 132 سنة أكثر من 10 ملايين أقولها كمحب للتاريخ ومؤرخ ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يقر بـ 5 ملايين و600 شهيد ، إذن فالمشعل في يد الجزائريين وشبابنا الذي نثق فيه لحراسة وحفظ وحماية عرينه ومأواه وسكنه ألا وهو الجزائر و جزائر التضحيات، و جزائر الشهداء، وجزائر الوعود الموثقة، والجزائر الجديدة التي بنيناها ابتداء من سنة 2019 بأهلها وبشعبها وبأفكارها وبديمقراطياتها وبريادة العالم والإنسانية، فنحن ندافع عن الإنسانية إكراما لشهدائنا الأبرار.

إسماعيل نعيجي :مظاهرات 11 ديسمبر من أهم المحطات في تاريخ الجزائر

ومن جهة أخرى أوضح إسماعيل نعيجي عضو المكتب الوطني المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، أننا نحتفي اليوم بالذكرى 64 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 ، في مرحلة متعددة الرهانات تواجهها بلادنا، بإرادة مخلصة وقوية ، ويأتي ذلك بعد استكمال المنظومة المؤسساتية ،وهي رهانات نأخذها بتسخير جهود الدولة لبناء اقتصاد ناجع وتنافسي ، والارتقاء بالحياة الاجتماعية وتحسين الإطار المعيشي للمواطن الجزائري ، كما يعد هذا اليوم من أهم المحطات في تاريخ الجزائر، أين خرجت الجماهير الشعبية في مظاهرات سلمية شملت معظم شوارع المدن الجزائرية ، تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني، و تأكيدا لمبدأ حق تقرير مصير الشعب الجزائري ،وتعبيراواضحا للرأي العام الفرنسي والعالمي عن الرفض المطلق لسياسة الاستعمار الفرنسي ،ومناورته الجديدة المتمثلة في التهدئة الديغولية ، ومن أجل تنفيذ مشروعه الجديد المتمثل في الإبقاء على الجزائر جزءً من فرنسا، وهذا ما كانت ترفضه آنذاك الجزائر الممثلة في جبهة التحرير الوطني رفضا قاطعا ،وطالبت بالجزائر جزائرية مستقلة رافعة شامخة في هذا الوطن العزيز وفي دولتنا الحبيبة.

حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى