الأولى

معاناة مزمنة لمبتوري الأعضاء مع الأطراف الاصطناعية

مركز التأهيل الحركي قاصدي مرباح ببئر خادم

تعرف مصلحة الأعضاء الاصطناعية بالمؤسسة الاستشفائية المختصة في التأهيل الحركي اكتظاظ منقطع النظير ،طوابير طويلة ،نساء و رجال ،مرضى يقطعون مسافات طويلة وعند وصولهم ينتظرون ساعات و ساعات وزيادة على كل هذا مواعيد الفحص تؤجل “الوسط” شاركت بعض المرضى معاناتهم ورصدت بعض النقائص في الإمكانيات و التصرفات التي يدفع ثمنها المرضى الذين يأتون من ولايات بعيدة ثم تؤجل مواعيد النظر في حالتهم.

نقص فادح في المستلزمات الطبية

ومن خلال الزيارة التي اصطحبتنا إلى مصلحة الأعضاء الاصطناعية بالمستشفى المتخصص في التأهيل الحركي قاصدي مرباح بتقصراين ،ولقاءنا ببعض المرضى الذي قدموا من مناطق بعيدة على غرار تمنراست و اليزي و بشار عبروا عن استياءهم و تذمرهم لما تشهده المصلحة من النقص الفادح في الأجهزة الطبية و الأعضاء الاصطناعية و التقنين ، بالإضافة إلى المواعيد التي من الصعب الحصول عليها وحين يتم الحصول عليها تؤجل مواعيد هذه الفحوصات ، ومما زاد من معاناتهم المسافات الطويلة التي يقطعونها ،بالإضافة الى توجه بعضهم إلى التدين قصد توفير مصاريف المبيت في الفنادق أو إتمام إجراءات بعض الفحوصات .

وافدين من الجنوب، الشمال والشرق والغرب

وتستقبل مصلحة الأعضاء الاصطناعية مئات المرضى متوافدين من جميع ولايات الوطن ، و مع ضعف قدرة و طاقة المركز ووجود بعض النقائص فيما يخص التجهيزات و المستلزمات الطبية و الدعم و التقنين وخروج بعض شبه الطبي أصحاب التجربة إلى التقاع مما فاقم من معاناة المرضى وفقدانهم الأمل في الحصول على أعضاء اصطناعية تجعلهم يندمجون من جديد في الحياة كأناس عاديين .

أعيش على أمـــل أن احصل على رجل اصطناعية

سليم دندين41سنة، سيد واجه صدمة مرضها بالصبر و الأمل، فقد قضى الأربع سنوات بدون رجل بعد ما تعرض إلى حادث مرور مميت ،وعبر عن معاناته المتكررة من أجل الحصول على عملية زرع لرجل اصطناعية .

يقول محدثنا «من الصعب جدا أن يخونك جسدك،و الأصعب هو أن تصبح حياتك مرتبطة برجل اصطناعية ، والأصعب هو رحلة التنقل المستمرة إلى المستشفى من اجل الحصول على موعد للفحص للحصول على رجل اصطناعية ، قائلا :”فقدت الأمل في الحصول على رجل اصطناعية ومعاناتي تزيد يوما بعد يوم ، أما ماديا فالتنقل يوميا مرهق، ثمن سيارة الأجرة ، والرحلة في حد ذاتها مضنية”

الميزانية لا تغطي تكاليف الأجهزة و المستلزمات الطبية

من جهته البروفيسور بلميهوب ،أكد أن المشكل الحقيقي الذي تعرفه مصلحة الأعضاء الاصطناعية هو نقص الإمكانيات و المستلزمات التي لا تستوعب حاجيات المرضى المتوافدين على المصلحة ،مفيدا أن مصلحة الأعضاء الاصطناعية هي وحدة تكميلية فقط للعلاج وطاقتها لا يمكن أن تستوعب العدد الذي تستقبله المصلحة مضيفا ،”كما يجدر الإشارة أن المشكل الحقيقي بالنسبة إلى هذا التخصص في بلادنا يكمن في أن مصالح إعادة التأهيل على مستوى المستشفيات ترفض قبول الحالات بحجة أن العجز ثقيل وأنها لا تملك مختصين ومستخدمين كافين.”

واستشهد البروفيسور بحالات تصلهم من ولايات تتوفر مستشفياتها على تلك المصالح، مضيفا أن الأولى بها عدم تحويل مرضاها إلى العاصمة إلا في الحالات المستعصية جدا، لا سيما مع احتمال الإصابة بمضاعفات خطيرة لا يمكن التكفل بها، لأنها ليست ضمن اختصاص المؤسسة. وهو ما يعرض حياة المريض للخطر إذ يضطر الأمر إلى نقله في سيارة الإسعاف إلى مستشفيات مجاورة، ما قد يفقده الحياة قبل الوصول، وأرجع المختص الأمر إلى “مشكل تنسيق وتعاون بين المصالح وأننا أصبحنا نعتمد على مال الشخصية.. المفروض ألا يكون الأمر هكذا، وأن نخلق تعاونا رسميا وفق معايير معينة “.

الإدارة مسؤولة عن تأخير مواعيد الفحوصات

كما حمل بلميهوب مسؤولية تأخر مواعيد الفحوصات إلى الإدارة ، مشيرا أن الغلاف مالي الذي تحصل عليه المصلحة و لا يمكن أن يغطي تكاليف الأجهزة و المستلزمات الطبية ،مشيرا الغلاف المالي نقص ب 60بالمئة بعد سياسة التقشف التي مست جميع قطاعات الدولة ” ويضيف بلميهوب: “مناصب العمل موجودة، لكن اليد العاملة المؤهلة قليلة، لأن أغلبهم يعتبر العمل في هذه المصالح ثقيلا ومتعبا فيتجه إلى مصالح أخرى. إننا نجد صعوبة في تحويل بعض الممرضين إلى بعض الأجنحة. ويعتبر هؤلاء الأمر عقوبة لهم، لأنه يتطلب حضورا كاملا وجهدا أكبر حتى إن من العاملين من يطلب الذهاب إلى التقاعد، كما أنّ الكم المؤهل في المعاهد غير كاف والتوزيع غير عادل ولا يخضع للاحتياج والطلب”. وفي سياق متصل ،أوضح المتحدث أن تركيب الأجهزة الاصطناعية يأخذ وقت طويل فهو لا يدخل في الاستعجالي ،مما أخر مواعيد الفحوصات على حد قوله.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى