أقلام

مع الحدث.. يوم تظلم النساء في زمن الأنترنات

بقلم :جمال نصرالله

 

أرملة من عين الحجل(المسيلة) رحل زوجها إلى جوار ربه بسبب مرض خبيث،بعدها شفق عليها الأصهار من الزوج الراحل،وتركوا  لها البيت رفقة ثلاثة أطفال،دون أن ينازعونها فيه ،لكنها ما كانت تعي أو تدرك أن تصاب هي الأخرى بمرض مزمن ألزمها التردد على الصيدليات يوميا  قصد اقتناء رزمة من الأدوية،والمصيبة الكبرى هي أن مولودها الرابع والأخير من زوجها المتوفي ولد معاقا ( وهذه مشيئة الله) ..كل هذا لم يشفع لها أمام طلباتها المتكررة للسلطات المحلية التي طالبتهم وترجتّهم فيما بعد بأحقية الاستفادة من سكن اجتماعي يحفظ ويصون حالها ووضعها الاجتماعي.. لأن السكن الموروث لم يعد يليق للسكن بسبب التشققات،والأبغض أن كثيرا من المصالح حرمتها وأبت أن تسجلها ضمن المستفيدات من بطاقة الشفاء،وهو ما زاد من انتكاسة هذه السيدة .وأثّقل عليها أعباء التعب والشقاء..إلى درجة أنها لم تجد من سبيل إلا التضرع إلى الله سبحانه لعل وعسى أن تصادف من يعطف عليها ويساعدها في اجتياز محنتها هذه ..وإلا ما عليها إلا أن تخرج للشارع قصد التسول؟ا

مأساة هذه المرأة لا بد أن ينظر إليها من عدة زوايا أولها أنها ضحية قدر محتوم في المقام الأول. ثانيا لا توجد لدينا في الجزائر (وما أكثر من مثل هذه الحالات) لا توجد إدارة ومصالح حازمة وعازمة على تخليص هذا النوع من الحالات من براثن البؤس واليأس وكأننا لا نزال نعيش في أوائل القرن التاسع عشر،فالمرأة في مجتمعاتنا خاصة الجزائر العميقة تعاني الأمرين فهي ضحية الأقرباء مهما كانت صفاتهم ؟ا ثالثا هي ضحية إدارة لا تزال تنظر لهذا النوع من الوضعيات بعين السخط والريبة،وهذا ما لا نجده في مجتمعات أخرى ونقصد ما وراء البحار،حين تجد عددا من المؤسسات  تسارع فورا لاحتضان مثل هذه الحالات ورعايتها    ناهيك عن إجراءات دولهم الصارمة،فمن من دور الجمعيات المختصة إلى منظمات حقوق الإنسان التي تتدخل بشكل أو بآخر..إلى دور الإعلام وجمعيات الأحياء ..وهذا كله يحرج الوصاية.بل يدفعها للتدخل الفوري وعدم ترك  أية آثار لمثل هذه الحالات ،لأن ذلك بالنسبة لها تقصير وتقاعس حتى لا نقول وصمة عار تُسجل في تاريخ وذاكرة هذا البلد .

في الجزائر أكيد أنها توجد آلاف الحالات المماثلة والتي أقل ما يقال عنها أنها تعيدنا إلى سنوات مخلفات الحروب، هذا في زمن نشاهد فيه رجالا وشبابا عندنا فاقوا سن الرشد يعانون من مشاكل هي في الأصل نتاج الذهنيات المعششة في إدارتنا، والتلاعبات التي في معظمها تؤدي للموت البطيء، فما بالك بالمرأة الضعيفة والتي ربما تُستغل في كذا من أمر لا لشيء سوى أنها تخجل  

أو لأنها لا تفقه الإجراءات القانونية،أو أنه لها حق الاحتجاج. لأن هذه الأوضاع توصل المرء إلى أن يخدش نفسه بكلتا يديه في كرامته وسمعته..كل ما سمعناه من مشاكل حدثت توردها لنا الصحف والقنوات هي  بالتأكيد نتاج العلاقات الاجتماعية غير السوية والمضطربة في غالب الأحايين.ومن منا ينسى مقولة حافظ إبراهيم شاعر النيل المصري يوم قال( الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق)وهناك كذلك حكمة تقول ـ إذا أردت أن تعرف رقي أمة ما فانظر إلى نسائها ـ فالقهر والظلم إن وجدا وتلقفته المرأة فأكيد هناك مجموعة من الإختلالات وجب مراجعتها وإيجاد حلول الاستقامة بشأنها آجلا أم عاجلا .لأنه عندما تعيش المرأة معززة مكرمة.تأكد بأنك صنعت قاعدة متينة وصلبة..خاصة ونحن في زمن التقدم التكنولوجي الرهيب الذي يجعل من المعرفة في متناول الجميع…فكان ولابد أن تُستغل هذه الأريحية المكللة بالِنعم 

السهلة والمتوفرة مجانا لشحذ الهمم ومعرفة السبل والتفريق بين الحق والباطل وبين الخطأ والصواب؟ا.وتقدير الشعوب لبعضها البعض ناهيك عن تقدير الإنسان لأخيه الإنسان مهمة كان حجم المسافة التي تجمع بينهما..فما بالك إن كان من أقرب الأقربين .الحالات الت تستحق التدخل وليس الشفقة فقط كثيرة وهي تزداد اليوم إن لم تراجع الجهات الفوقية المنظومة الاجتماعية حالة بحالة.وتظع لها الإطار المناسب لأجل الخروج بأخف الأضرار. والمقصود هو العيش بين كنف أحقية الإكتفاء الذاتي ليس إلا. وعدم مد اليد..بل وجب أن تكون يده هي التي تمد .تيمنا بالحديث النبوي( اليد العليا خير من اليد السفلى)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى