أقلام

مفاهيم يجب أن تدرك.. شرعنة اللصوصية في العقلية الصهيونية

تاريخ البشرية منذ القديم هو قصة حضارة سعي وحركة الإنسان في خطوط غير مستقيمة أحيانا تزهو بالآمن والسلام والحق والعدل وأحيانا كثيرة يسودها الشر والباطل والظلم والفساد أي قصة صراع بين الأمانة والخيانة وبين الشرف والنذالة بين الإيمان والطغيان وما تاريخ اليهود كما ذكر القرآن وكتب التاريخ إلا فصولا من الفساد ونشر الأباطيل ومخالفة الناس وفي ذلك هو النوع الذي إذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ها هم يدعون أنهم جوانب النور الذي يقاتل جانب الشر رغم ما يشاهده العالمين ولذلك فإن الصهيونية هي خلاصة هذا النوع البشري المتغطرس الذي يعيش على تزييف الوقائع والحقائق ويتم ذلك من خلال عادات متوارثة جوهرها التفنن في سرقة أموال وممتلكات الآخرين…

لصوصية الصهيونية

إن الفكرة الصهيونية التي سعت عبر حراكها قامت منذ نشأتها على التفكير في كيفية سرقة أرض لإنشاء وطن لليهود واستقرت لظروف تاريخية على فكرة سرقة تاريخ أرض فلسطين بأكملها بتغيير معالم الجغرافيا والتاريخ والبشر حتى أسماء الحيوانات والنباتات. واقعيا ليست إلا فصل للصوصية التي عرفوا بها تاريخيا من بين الشعوب والأمم أنهم. دوما يسعون إلى محاولة إعادة صياغة المفاهيم والتاريخ والفكر وفق نظرية تبرر اللصوصية التي هي حرفتهم وتجارتهم وفنونها وتجعل منها دوما أعمال بطولية وسمات رقي زعما. وقد تسنى لهم النجاح أكثر من مرة لغفلة الناس وغياب الوعي وخاصةفي الحرب العالمية الثانية مستغلين في ذلك مظلوميتهم وقهرهم الذي صب عليهم من طرف الألمان والنازية التي في الحقيقة لم تكن إلا ردة فعل منالألمان لدور اليهود الخطير في هزيمتها في الحرب العالمية الأولى لما لعبوة من خذلان وتأزيم اقتصادي وما قاموا به من أعمال مخزية ولكن ما أنانتصر الحلفاء استغلت ذلك فكان لا بد من تنشيط شياطينها المفكرين لتتصدر المشهد في الجامعات والفكر والثقافة والفنون والإعلام وهذا كله بهدف قلب المفاهيم في عقول الناس وخلخلة الموازين الحقيقية التي يمكن بها التمييز بين الحق والباطل والحقيقة والخرافة والخير والشر واستغلال العقول والعواطف ونجحت في ذلك أيما نجاح عالميا

وصفة القرآن الكريم لفهم النفسية الصهيونية

إن المتأمل في كتاب الله والمتمعن فيه ليشعر كأن الكتاب موجه لبني إسرائيل لكثرة النداءات الموجهة بصريح حروف النداء فيجد كثير من الشروحات والتحليلات والأحداث المتعلقة بقوم بني إسرائيل بحيث يوجه إليهم الخطاب مباشرة من خلال نداءات قوية تتضمن تذكيرهم بما أنعم عليهم ومذكرهم بالسوء الذي حدث لهم وبإنقاذه لهم معيبا نكرانهم وتزويرهم وكفرهم وتمردهم إلى درجة الغضب بحيث يقول. الله (يَٰابَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نعيمتى ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ. وآمنوا بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۢ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡترون بِ‍َٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ. وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ..) ويقدم لنا القرآن دليل وكأنه مذكرة لفهم الصفات القبيحة التي تكشف عن حقيقتهم الداخلية في التصور والسلوك وهي مخالفة العهود والمواثيق والسرعة في الكفر والجحود و القدرة على تلبيس الحق بالبطل وكتمان الحقيقة و رغم انهم يعلمونها تمام العلم…
والمتتبع للأحداث ليجد قرائن كثيرة واقعية بحيث منذ أن ظهرت الصهيونية والفكر الصهيوني وحتى الغربي يقوم على هاتين الرذيلتين. الخطيرتان وهما
أولا:- تلبيس الحق بالباطل (مثلا زعم حقهم في فلسطين)
ثانيا:- وكتمان الحقيقة رغم العلم بها تمام العلم…
وهذا ديدنهم في تاريخ تعاملهم مع الأمم والشعوب بل حتى مع الأنبياء والرسل. لقد فعلو مع عيسى -عليه السلام- الأفاعيل إلى درجة حوروا فيها ما جاء به فاتهموه بالكذب والدجل واتهموا السيدة مريم في شرفها وعفتها ونسبو إليه السحر وزيفوا حتى كلمته الربانية والتآمر مع الوثنيين وكذلك فعلو مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كتموا الحق وكذبوه وتحالفوا مع المشركين ضده وخانوا العهود والمواثيق ولولا الحل الجذري الذي قام به الرسول بطردهم من كل الجزيرة العربية لما استقر للإسلام قرار ورغم ذلك تسربوا إلى ديار السلام وفعلوا ما فعلو…..
وأيضا مع كثير من الأمم والشعوب كانوا دوما يقفون وراء الحروب والاختلافات وتزوير المقالات ولا توجد حرب في التاريخ المسيحي أو الإسلامي وحتى الاستعماري الحديث إلا كان. سببها قصة تاجر يهوديا أو مرابيا أو ممتهنا للدجل والشعوذة ويصف الله في قوله التالي حقيقتهم مع المشركين على النحو الآتي: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ. أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ. وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ)
ومجمل كل ذلك دوما يعتقدون أنهم المصلحون وهم المفسدون وأن البشر كلهم سفهاء وهم وحدهم شعب الله المختار وبتعال وكبرياء
إنهم يتصورون أن كل الأمميين في خدمتهم ويحق لهم وبالشريعة التوراتية سرقتهم واستخدامهم والاستحواذ على أموالهم وأبدعو للصوصية فنون ومذاهب، تتوارث بين الأجيال وتنتقل من الآباء إلى الأبناء.
ولصوصيتهم أشكال وأنواع منها ما هو اجتماعي ومنها ما هو سياسي ومنها ما هو فكري أخطر من لصوصية الشوارع
لأنه إذا كان تعريف اللصوصية هي الاستحواذ على شيء ليس لك أو فكرة غيرك فإن بهذا المعنى سنكتشف إن لصوصية نشالي شوارع الأسواق في مدن العالم أشرف وأفضل، على الأقل لها ذرائعها ومبرراتها ذلك أن لص هذا النوع لا عمل له ولا عائدا يسد به جوعه ويغطي عورته… وفي ميزان الحق والعدالة قد يكون لصا شريفا.
ولكن أكثرها إجراما وخطرا وقبحا لصوصية الأوطان والتاريخ .
لقد سعت الصهيونية والفكر الغربي الموالي لها إلى تزييف تاريخ الإنسان والأديان والشعوب والجغرافيا من أجل أن يفقد الإنسان العربي والمسلم وعيه بذاته والثقة في نفسه وزرعت الشكوك في هويته فأحيت موروثه الوثني والعرقي.، ووسعت من اختلافاته السياسية والمذهبية وساعدت الاستعمار على التغلغل في ربوعه ونهبت ثرواته وخيراته وأقنعته بأن يثور ضد إخوته في الدين ويسقط خلافته الشرعية وقسموا دياره إلى أوطان وبلدان إقليميةووضعوا حدودا حتى الشقاق والاختلاف وتندلع الحروب في كل حين.. ونبشوا في الحفر والمقابر ليصنعوا وهما تاريخا سحيقا يحكي عن الفراعنةوالأقوام البادية فأحيو بذلك نعرات التمرغ والطورانية والآشورية إلى ما غلى ذلك من دعوات الجاهلية والتعصب خلاصة الصهيونية هي شرعنة اللصوصية
لقد سرقو أرض فلسطين وتفننوا في تزوير التاريخ وأدعو أنها أرضهم وأنهم عادوا إلى تحريرها من أهلها فقتلوا وشردوا وقالوا هذه أرض الميعاد التي وعد بها بنو إسرائيل واقنع العالم الغربي الذي أقنعوه بنظريات الاقتصاد الربوي والتحليل النفسي والاجتماعي وأصل الإنسان التطوري من القرود من خلال محاكمة كل ناقد بأنهم معادون للسامية وأسسوا الهيئات العالمية لخدمة الصهيونية حيث أصبحت هي من تصنع موازين القيم في الحق والخير والشر والظلم والعدل…
وعليه نحن المسلمون مطالبون أن نكون أعرف الخلق بالصهيونية وخطرها ذلك أن كتاب ربنا وسيرة رسولنا الكرام أفضل تحليل ووصفة بشرية لنفسية وسلوك الإسرائيلي المتصهين وخريطة منهجية في التعامل معهم… (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ آمنوا ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ……) أنهم حفنة من اللصوص والمرابين جاءو من أوروبا وأمريكا وبعض اطرا ف الارض لسرقة أرض فلسطين وتاريخا ومقدساتهاوذلك فصل الخطاب.

سراي مسعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى