أقلام

ملاحظات عابرة.. سياسة الترقيع سياسة متبعة ومتوارثة

سور مدرسي عادي تمت صيانته وكلف مبلغاً لا يستهان به، وما هي إلا نصف ساعة فقط لا غير من زخات المطر المتوسطة إلا وتظهر عيوب هذا السور، مما حدا مدير المدرسة مشكورا بأن يوقف الدوام ويطلب من الطلاب العودة إلى بيوتهم بأسرع وقت، فهو بغنى من الوقوع بمشاكل إذا تعرض أي طالب للأذى بسبب سور المدرسة المتهالك.

المشهد هذا بات عاديا وأي فرد لو تسأله فسوف يروي لك حكايات شهدها بنفسه، سياسة الترقيع سياسة متبعة ومتوارثة في أنظمتنا الهدف منها تقليص النفقات، وأيضا عدم تحمل المسؤولية أو القذف بها لمن يأتي بعده.
كلنا ضحايا هذه هي الحقيقة، وبإتباعها لسياسة الترقيع لا نقلص النفقات بل على العكس نكون في مصيبة واحدة لنجلب لأنفسنا مصائب أخرى أشد خطورة وضرراً، أما المسؤول فهو يحصل على سخط وغضب الجميع لأنه مقصر في تأدية مهامه الموكلة له.
قد لا أبالغ بأن هناك مشاكل عمرها أكثر من نصـف قرن، وما زالت تجري عليها عمليات الترقيع حتى يومنا هذا دون كلل أو ملل.
في تركيا ومصر أدركوا أن مدنهم باتت متهالكة ونفخ الروح فيها بات لا يجدي نفعا، ولهذا تقدم التوسع العمراني وباتت هناك مدن ومناطق جديدة أما القديمة فيتم امتصاص الزخم منها تدريجيا حتى تتم المعالجة والإصلاح بشكل جذري ونهائي عبر هدم القديم وإزالته من جذوره وعدم إبقاء أي شيء منه، وهذا هو الحل العقلاني السليم الذي يرضي كل الأطراف.
كما الجدير بالذكر أن عملية البناء في وقتنا الحاضر باتت سريعة جدا وغير مكلفة كما في السابق، فلماذا نحن نتشبث بمدن أو مناطق ذات ببنية تحتية باتت غير قادرة على تحملنا بأي شكل من الأشكال.

 

حسين علي غالب بابان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى