
بقلم د.محمد مرواني
تفرض التحدیات الإقلیمیة المحیطة بالجزائر تقویة الجبهة الداخلیة وتحریك مسار نوعي في العلاقات الخارجیة بأداء دبلوماسي یستهدف مصالح الدولة الاستراتیجیة في ظل تموقعات جدیدة لدول شقیقة هرولت نحو التطبیع وجلبت الكیان الصهیوني إلى حدود الجزائر ،وهذا مخطط عدائي یستهدف الجزائر ،ومواقفها التاریخیة الأصیلة إزاء القضیة الفلسطینیة وموقفها الثابت بانسحاب الكیان الصهیوني من الأراضي العربیة التي احتلت عام 1967 وموقف الجزائر الذي لا یتغیر إزاء قضیة الصحراء الغربیة المحتلة من المغرب وأعتقد أن المقاربة الجدیدة التي یجب انتهاجها مع تحركات أطراف اجنبیة ترید استهداف استقرار البلاد وتضییق الخناق على مسار من المواقف الثابتة للدولة ترتكز هذه المقاربة على تحالفات جدیدة أیضا تقوي موقع الجزائر الثابت في المنطقة المغاربیة كونها اهم دولة في شمال أفریقیا وفي المنطقة المغاربیة كون
موقعها الجیو سیاسي یفرض على أي مبادرات وتكتلات طرق أبواب الجزائر والارتكاز علیها كقوة إقلیمیة تزعج الكثیر من الدول المتربصة باستقرار البلد وأمنه وازدهاره.و
تزعج الكثیر من الدول المتربصة باستقرار البلد وأمنه وازدهاره أعتقد أن الحلیف الروسي قوي بما فیه الكفایة لیفرض أیضا رؤیته في المنطقة ،وحساباته والجزائر لا یمكن أن تتفرج على ما یحدث من تحالفات هنا وهناك ،وصفقات تباع على أساسها القضیة الفلسطینیة جهارا بعد هرولة عربیة نحو ” التطبیع ” دون أي مقابل أو تنازلات من الكیان الصهیوني الذي مازال یتوسع في أراضي . فلسطین عبر بناء المستوطنات في الضفة الغربیة ویحاصر ” غزة ” الباسلة إن التحالفات التي تربط الجزائر بدول العالم القویة خاصة تلك التي تلتقي مع مصالح الدولة الاستراتیجیة في المنطقة یجب أن تتعزز لأن المخطط العدائي واضح وجلي ویتطلب تقویة المناعة الداخل ،ورص الصفوف ،والاتحاد على مصالح الدولة العلیا والتي لا یمكن أن تتقوى إلا بمؤسساتها والشرعیة الشعبیة على منابر الدولة وكیاناتها.
لقد اتضح جلیا أن هناك مخططا لفرض مشهد جدید في المنطقة المغاربیة وهذا الذي یجب أن نتفطن إلیه جمیعا ف”الكركرات ” لیست إلا ورقة حاول من خلالها المحتل المغربي تصویر الوضع وكأن إدارة لملف بید الأمم المتحدة بدل الإقرار أن احتلال مغربي لأراضي دولة تسعى للتحرر من الاحتلال المغربي الذي ارتكب العدید من الانتهاكات في مجال حقوق الانسان وتجاوز الأعراف الدولیة بكسر وقف إطلاق النار المتفق علیه منذ أزید من عشرین سنة.
أعتقد أن الیقظة الاستراتیجیة للدولة تقتضي تبعا للظرف الراهن الاعتماد على مختلف ركائز الدولة القویة من موقع استراتیجي وجیش قادر على المنع ،والمنح ومقاربة سیاسیة دولیة تراعي مصالح الدولة في المنطقة ،والمحیط الإقلیمي الساخن والذي یحیل لتحدیات أمنیة واقتصادیة عدیدة تتطلب إرادة صلبة في مواجهة التحدیات وهذا ما یجب أن یكون في المنظور القریب ،وفي الأداءات الحالیة التي تتصل بالوضع الاقلیمي المحیط بالجزائر ،وما یحاك ضد الوطن من مؤامرات لن تنجح بعون االله فهذه ارض الشرفاء وموطن الأحرار ولن تبیع شبرا من تراب فلسطین.