أقلامالأولى

من أجل محيط نظيف؟

الحفناوي بن عامر غول 

 

لم تعد عملية المحافظة على البيئة من اهتمامات المواطن ،ولا السلطات في ظل التضارب في المصالح واللامبالاة خاصة بالنسبة لعملية تزيين المحيط ،وغرس الأشجار ،والاهتمام بالمساحات الخضراء التي نفض فيها المواطن يده جراء عدم الاعتناء في ظل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية ، ولم تعد ثقافة العناية بالمحيط ،والبيئة مطروحة كما السابق خاصة وأنه لوحظ تغير في مساحات التشجير التي كان يعتنى بها وحولت إلى بناءات ومشاريع في مناطق مختلفة من الوطن اللهم إلا مساحات مازالت تقاوم من المشروع السد الأخضر الكبيرالذي ساهم فيه عناصر الجيش الوطني الشعبي بالأمس ليصبح رئة الجزائر التي تتنفس من خلالها هواء نقيا عبر ولايات السهوب والهضاب وخفف من ضغط المدينة لتصبح الغابات أماكن للترفيه ،والنزهة لما احتوت عليه من مناظر خلابة ، لم يكتب لها البقاء – اليوم – جراء ما طالتها أيادي التخريب بفعل الإنسان بالدرجة الأولى ، لتباشر الحكومات المتعاقبة عمليات غراسة لم يكتب لها النجاح لأنه لم يوفر لها الحماية اللازمة ،وغياب محافظات الغابات في غالب الأحيان وتواطئها مع (حمالات) الحطب ثم لشح الأمطار ونقص العناية ، مما جعل الدولة تفكر أخيرا في عملية كبيرة وإطلاق حملة وطنية لزراعة أكثر من ثلاثين مليون شجرة ، وذلك بعد الحرائق التي عاشتها غاباتنا وتعرض جزء كبيرة من حزام السد الأخضر للتخريب والتجريف و القطع العشوائي بالإضافة إلى مرض الأشجار بسبب نقص العناية . ولإن كانت العوامل الطبيعية بين مد وجزر مع الأشجار فان يد التخريب التي طالت الغابات كان سبب الرئيس فيها الإنسان بالدرجة الأولى خاصة قضية افتعال الحرائق والتي باشرت خلالها المصالح الأمنية تحقيقات أفضت إلى وجود عمليات مدبرة نجم عنها توقيف الكثير من المخربين ثم إلى عمليات القطع العشوائي من طرف بارونات الحطب من المقاولين والتي استعملوا فيها أطراف الأشجار كأعمدة أساسات لعديد من المشاريع القطاعية التابعة لمديرات البناء والتعمير دون تدخل الرقابة رغم ان المشاريع تتم في العلن وتحت أعين السلطات وبإشرافها الرسمي؟.

ولذلك فان عملية فلنغرسها والتي اشرف عليها رئيس  الوزراء عبد العزيز جراد شخصيا وأعطى إشارة انطلاقها رسميا ، لن تردع ألأيادي الإجرامية ما لم تعد الهيبة والاعتبار لحراس الغابات والتي أثبتت التحقيقات بان لهم أيدي فيما يقع ووقع جراء التساهل واللامبالاة بالإضافة إلى حماية الغابات من عمليات التخريب التي يقوم بها المواطنون وتدعيم مجاوري الغابات من السكان، ليكون لهم دو ر في عمليات الحماية والوقوف ضد التخريب والتي أظهرت التحقيقات أن الحرائق مدبرة تورطت فيها أطراف من داخل البلاد وخارجها و” التي توجه الشباب الجزائري إلى الفتنة والعمل الإجرامي والوصول إلى ما لا يحمد عقباه” كما جاءت في التقارير الأمنية والقضائية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى