
- القطاع يشكل 60 بالمائة من الناتج الوطني الخام
قدم المستشار في التنمية الاقتصادية عبد الرحمان هادف في تصريح خص به يومية “الوسط” تشخيصا شاملا لواقع الخدمات في الجزائر، مؤكدا أن هذا القطاع كما هو معروف لدى العام والخاص مبني أساسا على المورد البشري وهنا تكمن أهمية الموارد البشرية والكفاءات في التأسيس لمنظومة وطنية للخدمات والتي ترقى لتطلعات مستعمليها.
في ذات السياق أوضح المختص في الذكاء الاقتصادي والتحول الرقمي أن مستوى الخدمات في الجزائر لم يرق إلى المستوى المطلوب بعد وهذا راجع لعدة أسباب ثقافية بالإضافة إلى تلك المتعلقة بطبيعة المنظومة الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها، وعليه فنحن اليوم نطالب بضرورة اللجوء إلى عصرنة قطاع الخدمات في بلادنا مما يسمح في الحصول على خدمات ذات مستوى عال لتلبية طلبات المستعملين من مواطنين ومتعاملين اقتصاديين بصفة خاصة.
الخدمات تشكل النسبة العالية في الناتج المحلي الخام
أكد الخبير الاقتصادي هادف ،أن قطاع الخدمات أصبح يشكل نسبة كبيرة في الناتج المحلي الخام وهذا الشيء جد مهم من خلال مراعاة لكل المعايير والذهاب إلى تطوير هذا القطاع الذي أصبح يشكل أكثر من 60 بالمائة من الناتج الوطني الخام ، ولهذا فلابد من إعطاء أهمية بالغة لقطاع الخدمات ويأتي هذا من خلال وضع بيئة صالحة لينتج عنها تطور في المستوى ونفس الشيء في قطاع الخدمات والقطاعات الأخرى كقطاع التجارة والسياحة والنقل والدراسات التقنية في شتى المجالات وعليه فكل هذه النشاطات تحتاج إلى أدوات تسمح لها بتحقيق قفزة نوعية نحو الأمام والتي تكون لها تنافسية على مستوى السوق المحلي وعلى مستوى الأسواق العالمية لأن قطاع الخدمات يشهد تنافسية كبيرة من طرف كل المتعاملين والمتدخلين.
نطالب بإنشاء وزارة مختصة بالخدمات
وطالب هادف خلال حديثه لـ “الوسط” بضرورة التفكير بصفة ابتكارية في وضع هيئة كما هو معمول به بالنسبة للقطاعات الأخرى كقطاع الصناعة والفلاحة من خلال إنشاء وزارة مختصة بالخدمات وهذا الأمر سيعطي دفعة جديدة لهذا القطاع الذي يمكن من توحيد الجهود وتأطير كل الكفاءات في تحقيق الأهداف المرجوة من هكذا قطاع.
واعتبر العضو الشرفي لمبادرة تطوير الرقمنة في إفريقيا هادف عبد الرحمان أن مشروع التحول الرقمي له دور بارز لأنه في صلب الوثبة التي يراد تحقيقها في قطاع الخدمات، وبالتالي الرقمنة أصبحت أمرا مهما للغاية، فهي تعد أحد الروافد التي تسمح بعصرنة قطاع الخدمات والتي تمنحه زيادة في الفاعلية والمردودية وهذا ما يمكن من خلق تنافسية عالية لدى المتعاملين وهذا كله مرهون بمستوى تكوين الموارد البشرية والتي ستكون ناشطة في قطاع الخدمات وفي المناولة من خلال الاعتماد على الأدوات الرقمية بشكل كبير.
حكيم مالك