- الجزائر دخلت عهدا جديدا وهي قوية بجيشها وشعبها
شرع الفريق السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس 28 سبتمبر 2021، في زيارة عمل إلى الناحية العسكرية الثانية بوهران.
بعد مراسم الاستقبال ورفقة اللواء جمال حاج لعروسي، قائد الناحية العسكرية الثانية، وقف السيد الفريق وقفة ترحم على روح المجاهد المتوفى “بوجنان أحمد” المدعو “سي عباس” الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المُخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار.
بعد ذلك، كان للفريق لقاء مع إطارات الناحية العسكرية الثانية، ألقى خلاله كلمة توجيهية بُثت إلى جميع وحدات الناحية، عبر تقنية التخاطب المرئي عن بعد، أكد فيها أن الإنسان الجزائري الأبي لا يزال يواجه، كما في الماضي، تحديات لا تقل خطورة عن تحديات الأمس، ولا يزال يتحلى بنفس العزيمة والإصرار على الحفاظ على استقلاله وقراره السيد، والسير بثبات على نهج الأسلاف، وعدم الحياد عن مبادئه الثابتة:
“لقد كان قدر الإنسان الجزائري أن يواجه، على مر العصور، بحكم موقع بلاده الاستراتيجي، أعظم الصعاب ويرفع أصعب التحديات، فتكونت لديه جراء ذلك شخصية أبية ترفض الخنوع والاستسلام، ولا تساوم في مواقفها، وخير مثال على ذلك الملحمة الخالدة، التي خطها بدماء الملايين من الشهداء الأمجاد، من أجل نيل الحرية والانعتاق من نير الاستعمار الغاشم، هذا الإنجاز التاريخي المتفرد، الذي لا تزال أصداؤه وشواهده حية في أذهاننا وفي ضميرنا الجمعي، فضلا عن نجاحه المنقطع النظير في إفشال مشروع زرع جرثومة الإرهاب الهمجي، في أرض بلادنا الطاهرة، حيث أصبحت التجربة الجزائرية في هذا المجال، مرجعا أساسيا عالميا.
وها هو اليوم نفس الإنسان الجزائري الأبي يواجه، كما في الماضي، تحديات لا تقل خطورة عن تحديات الأمس، ولا زال يتحلى بنفس العزيمة والإصرار على الحفاظ على استقلاله وقراره ، والسير بثبات على نهج الأسلاف، وعدم الحياد عن مبادئه الثابتة، وقيمه النبيلة، المستلهمة من رصيده التاريخي الزاخر، على غرار السعي الدائم لإحلال السلم والسلام في العالم وعدم التدخل في القضايا الداخلية للغير، وكذا مساندة القضايا العادلة، والشعوب المقهورة، والدفاع عن حقها في تقرير مصيرها بنفسها”.
كما أكد الفريق أن كل المحاولات الخسيسة لدفع بلادنا إلى التخلى عن مبادئها الثابتة، ستبوء بالفشل لأن الجزائر الجديدة عازمة، أكثر من أي وقت مضى، على الحفاظ على سيادتها ووحدتها الوطنية وقرارها السيد:
” ولأن ثبات بلادنا على هذه المبادئ وتصميمها على عدم الحياد عنها أصبح يزعج نظام المخزن، ويعيق تجسيد مخططاته المريبة في المنطقة، تمادى هذا النظام التوسعي في المؤامرات والدسائس، وإطلاق حملات من الدعاية الهدامة، من أجل تحجيم دور الجزائر في المنطقة واستنزاف قدراتها، وتعطيل مسار تطويرها، ومحاولة ضرب وحدة شعبها، من خلال إشعال نار الفتنة والفرقة والتشتت بين صفوفه، فوجد الأعداء ضالتهم في بعض ضعاف النفوس وخونة الأمة، وجندوهم كعملاء لهم في الداخل واستعملوهم كأدوات للوصول إلى مبتغاهم، المتمثل في إضعاف الجزائر من الداخل، والضغط عليها لجعلها تتخلى عن مبادئها الثابتة وقيمها النبيلة وتتنكر لقضايا الأمة.
لكن سيخيب مسعاهم وسينقلبون خاسرين مدحورين، لأن الجزائر، التي دخلت عهدا جديدا، والقوية بجيشها وشعبها، عازمة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على الحفاظ على سيادتها ووحدتها الوطنية وقرارها السيد، كما أنها في أتم الاستعداد للتصدي، بحزم وصرامة، لكل المخططات الدنيئة، التي تحاك في السر والعلن لاستهداف كيان الدولة الوطنية، ورموزها، معتمدة في ذلك على رصيدها التاريخي الزاخر، ومبادئها الثابتة، ووحدة شعبها الأبي، الذي سيقف مع قيادته ومؤسسات دولته، في كافة الظروف والأحوال، كرجل واحد أمام أي جهة تنوي الإضرار بجزائر الشهداء، فإرادة الشعوب لا تقهر”.