
قامت الجزائر منذ أكثر من سنة بعدة خطوات وعدة إجراءات وتحركات على العديد من الأصعدة خاصة بالتنسيق مع روسيا من أجل الانضمام لمنظمة “البريكس”، وهي الدولة العظمى والأكثر تأثيرا في هذه المنظمة التي تعبر عن التعددية القطبية وتفتح للجزائر الاندماج في العديد من الصناعات العالمية ونقل الخبرات والمعارف، خاصة أن النماذج الاقتصادية لدول منظمة “البريكس” وأبرزها روسيا، جنوب إفريقيا، الهند والصين، البرازيل، كلها تتشارك وتتقاطع مع الجزائر في الكثير من الرؤى الاستراتيجية الاقتصادية.
وفي ذات السياق، أكد المحلل في الشأن الاقتصادي فارس هباش في تصريح خص به يومية “الوسط” أن الاستقبال الكبير الذي حظي به رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” من قبل الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يؤكد قوة مسعى الجزائر
وترحيب روسيا بانضمام الجزائر لـ “البريكس”، خاصة في ظل المؤشرات الاقتصادية التي تمتلكها الجزائر في الوقت الحالي سواء ما تعلق بمعدل النمو الاقتصادي، أو ما تعلق بالناتج المحلي الخام الذي فاق 161 مليار دولار، والذي يقارب من العتبة الدنيا التي تطلبها المنظمة في حدود 200 مليار دولار، وبالتالي أوضح هباش أن كل هذه المؤشرات من شأنها أن تساعد الجزائر على الانضمام لـ “البريكس” في القمة المقبلة بجنوب افريقيا بترأس “فلاديمير بوتين”.
كما أشار محدثنا إلى أن القوانين الجزائرية الاقتصادية، خاصة ما تعلق منها بقانون الاستثمار الجديد الذي يحفز على الاستثمار ويؤكد انفتاح الجزائر على الأسواق العالمية، وكذلك من شأنها أن تسهل انضمام الجزائر إلى المنظمة التي سوف تعود بالكثير من الفوائد والمنافع الاقتصادية بالنسبة للجزائر لاسيما ما تعلق بالاستفادة من نقل التكنولوجيا والخبرات، وكذلك إقامة علاقات وصناعات تشاركية سواء ما تعلق بالمجال الصناعي أو السياحي.
في حين، دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون نظيره الروسي خلال الزيارة التي قام بها إلى موسكو، إلى دعم الجزائر “بشكل عاجل” للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، خاصة وأن “الوضع الدولي الراهن مضطرب جدا”، وأفاد الرئيس تبون قائلا “نحن متفقون بشأن الوضع الدولي المضطرب جدا، ولذا نريد التعجيل بانضمامنا إلى منظمة البريكس لما فيه من فائدة على اقتصادنا”.
من جهة أخرى، كان قد كشف وزير التنمية الاقتصادية الروسي، “ماكسيم ريشيتنيكوف”، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال منتدى الأعمال الروسي الجزائري، الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية عبدا المجيد تبون، بالعاصمة الروسية موسكو، أنه سيكون لموضوع طلب الجزائر الانضمام لمجموعة “بريكس”، حصة من المحادثات بالرغم من وجود قبول
لـ “موسكو” لرغبة الجزائر في الانضمام إلى المجموعة.
كما أكد الوزير الروسي أن الجزائر ترتبط بعلاقات قوية على مستوى التعاون الاقتصادي والاستراتيجي مع دول “بريكس”، ومنها مع روسيا، حيث بلغت قيمة التجارة بين موسكو والجزائر العام الماضي 3 مليارات دولار.
والجدير بالذكر أن الجزائر تعتبر بوابة افريقيا، تنعش وتعزز السوق الافريقية لاسيما في ظل التوجه والانفتاح الاقتصادي الجزائري والاستراتيجية الوطنية المعتمدة للدخول لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، خاصة في ظل التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
ليندة محمود