فيما إحصائيات الاصابة بكورونا في تزايد رهيب ينبأ بكارثة صحية على الأبواب، إلا أنه في الضفة المقابلة لتحذيرات وزارة الصحة ودعوتها للتحصن بالنلقيح، لازالت اللامبالاة والإهمال واستصغار الخطر، هم واقع الحال بالنسبة للمواطنين، ممن أصبحت الكورونا عندهم مجرد أرقام رسمية، فلا تباعد اجتماعي ولا كمامات ولا احتياطات صحية.. والسؤال هنا…أهو عدم الوعي أم أنه التهور، أو تراه العجز عن فهم الخطر إلا بعد وقوع الفأس في الرأس؟
هناك إجماع شبه كلي على أن مشكلة الجزائري هي “التغنانت” لكن تلك العقلية الخشنة، مع المرض، تعتبر تهورا يتجاوز عقلية “الرجلة” إلى عقلية “الانتحار” بغباء، وهو حالنا مع تفشي كورونا، فيما الشعب غير مبال بخطر الموت القادم من وراء إهمال..
وزارة الصحة التي تحاول أن تقوم بدور توعوي ودور علاجي، تعيش على أعصابها أمام العزوف على التلقيح بالإضافة إلى الإهمال وسط الشارع ،والحالة تنذر فعلا بكارثة صحية، وهنا يطرح السؤال الجوهري، أين الجمعيات والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية ،والفاعلين السياسيين، مما يلوح من خطر؟ وهل توعية المواطنين ودفعهم للقاح، مهمة وزارة وسلطة فقط؟ وبعبارة واضحة…إذا كانت هذه كورونا فأين هؤلاء الذين يدعون أنهم سادة الوعي ولهم أثر وتأثير؟ والمهم أن الخطر الآن حقيقي والجميع مشغول بالكرة، ونتمنى أن لا نصحوا على كارثة صحية يمكنها أن تأكل الأخضر واليابس..فيما هؤلاء منشغلين بالكرة..انسوا الكرة قليلا وتذكروا ماتش كورونا ، فهو الحياة والموت معا.