أقلامالأولى

هل أخطأ زيدان…؟

بقلم: شفيقة العرباوي

‪ وابل من الانتقادات أعقبت تبرعات زيدان اللاعب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، فالاحتكام للمنطق يقول أن القرار شخصي وأن ماله هو الوحيد الذي يتحكم فيه، ضف إلى ذلك إن المساعدات مهما كان شكلها ومهما كان مصدرها تبقى مبادرة تستحسن من الجميع وأكثر من ضرورة في وقت الأزمة التي تمر بها الشعوب كلها وفي ظل هذا الوباء القاتل، وإذا  احتكمنا إلى المقاييس الدينية بما أننا شعب مسلم فإن “الأقربون أولى بالمعروف” وزيدان  فضل بجاية  ولاية مسقط رأس أبيه  وأصوله الأولى، فهو مولود في شمال مارسيليا ولم  يعرف الجزائر إلا وهو شاب، ومبادرته بالتبرع وتقديم الإعانة لمنطقة بجاية الجزائرية جغرافيا وتاريخيا، كان كرما وتكريما منه، أولا لوالده ولعشيرته وهذا يحسب له بألف استحسان، فهو لم يخطئ في توجيه يد المساندة والمساعدة لبجاية لأن احتكاكه الاجتماعي وعلاقاته في تلك المنطقة،

ومن الطبيعي أن يبدأ بمحيطه المقرب جدا، لأنه وحسب ما تعلمناه وتربينا عليه من ليس له خير في أهله لا يكون له خيرا في الآخرين.

‪ غير أنه المثير في القضية أنه وكالعادة الكثير من الجهات أخذت مبادرة زيدان من باب آخر، لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يبرر كل الهجوم إزاء  شخص زيدان، اللاعب  الدولي الجزائري، الذي ترعرع في أوروبا، وقد تكون  بعيدة عنه كل تلك الأفكار السوداء التي راحت تشنها عليه أطراف تتلذذ في زرع الفتنة و استعراض  الذات، من باب التميز بأفكار أجترتها ألسنة النار والتي كان هدفها في كل مرة، التموقع تملقا وتقربا من أطراف عرفت بأدوارها البطولية في ضرب استقرار البلاد، وهي اليوم تستمر في نبذها لمنطقة بأكملها من هذا الوطن، فحالة  التشتيت والتمزيق التي أرادها البعض أسلوبا “للتخلاط” لا يبررها العقل  ولا الحكمة، وأن الوقت غير مناسب تماما لإضافة العفن على ساحة هي اليوم مرتعا للشكوك والإنقسامات… وأن مثل مواقف زيدان النبيلة لا يمكن الرد عليها بمثل هذه الحرب غير المؤسسة والشرسة من طرف أشخاص يدعون وراء منصاتهم المجهولة في أغلب الأحيان بأنهم أنبياء الوعي والوطنية… فسؤالي لهؤلاء هل بجاية وبويرة وتيزي وزو… خارج خارطة الجزائر؟

إن زيدان وهو يتبرع لأهل “دشرته” إن صح التعبير، لهو مفخرة  لشاب جزائري يملك من الإنتماء والحب لهذا الوطن أكثر من بعض الذين ولدوا وترعرعوا  واستفادوا من الوطن.. وتبقى أنه قلة الذين يدركون جيدا أهمية العطاء دون مقابل، فهل ستترسخ هذه المفاهيم في سلوكاتنا يوما ما ؟  ففي النهاية زيدان لا ينتظر مقابل لا من بجاية ولا من تيزي وزو، يعني سلوكه وموقفه هذا يصنف تحت عباءة الإنسانية لا غير ، نتمنى أن نكون إيجابيين قدر ما استطعنا، لأن الظرف الراهن يفرض علينا ذلك إن أردنا النجاة…؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى