إفتتاحيةالأولى

هل العلة في الرقمنة أم في الانسان؟‪!‬

الجهود المبذولة على مستوى الدولة للدخول لعالم التكنولوجيا والرقمنة في كافة مجالات الحياة، لا يجب أن تتغاضى على مبدأ أساسي عنوانه، أن التكنولوجيا ومهما كانت درجة تطورها، تبقى بلا معنى مالم يصاحبها الاستثمار في الإنسان كرأس مال حقيقي ومضمون‪..

جميل ماهو مبذول من مجهودات على مستوى الطاقم الحكومي، عبر فتح المنصات الالكترونية وترسيخها كسلوك للتحكم ومسايرة العالم، لكن بالمقابل فإن الدول المتطورة، ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه الا بعد أن قامت بتأطير انسانها تربويا، وثقافيا وعلميا، لذلك فالرهان على التكنولوجيا لحل مشاكلنا بعيدا عن حقيقة ما حدث من شروخ على مستوى البنية السلوكية في الإنسان الجزائري،تبقى مجرد حرث للبحر على أمل حصد السمك‪..

حين نتكلم عن الرهان على الانسان فنحن نتكلم على خطة تتم بالتوازي والتوازن لمعالجة السلوكيات وفي نفس الوقت استغلال التطور التكنولوجي وتسخير أدواته ،والمهم فيما تقوم به الحكومة دوريا للترويج للرقمنة ولواحقها أن يقتنع طاقمها أن البيروقراطية مثلا، ليست آلة معطلة ،ولكنها سلوك إنساني كما ان العراقيل والاتكال والاهمال وعقلية “تخطي راسي”، ليست شرائح الكترونية يمكن استبدالها ولكنها تراكمات لسلوكيات بدايتها انسان ونهايتها انسان، فمتى نبدأ بناء الانسان كمشروع ومتى نصل لقناعة أن الدول المتطورت انتصرت بإنسانها قبل تكنولوجيتها ووسائلها المادية؟!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى