
بقلم: لعروسي عبد الله
إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الحرب الوشيكة بل الحتمية الوقوع مع الاحتلال المغربي مدعوما من فرنسا ليست كسابقتها لا من حيث المساحة التي يمكن أن تصل الى ما وراء الصحراء الغربية ناهيك عن كل تواجدات قوات الاحتلال المغربي العسكرية الضعيفة الخبرة بكل المداشر والمدن الصحراوية المحتلة ولا من حيث الوسائل الحديثة التي أصبح الجيش الصحراوي يمتلكها بل ويتقن استعمالها.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار كذلك أن كفة حلفاء العدو السابقين فقدت داعمين رئيسيين أصبح منهم من هو خارج السلطة الان مثل نظام الابارتيد او أصبحت شبه دول تعيش فراغا سياسيا وتتخبط في شأن داخلي متردي مثل بعض حلافائه العرب. في مقابل ان كفة حلفاء الشعب الصحراوي في تقدم ملموس وخاصة الجزائرالجديدة وجنوب افريقيا التي تحررت من الابارتياد الذي سبق وان أشرنا له في كفة حلفاء العدو.
وإذا ما أخذنا كذلك بعين الاعتبار أن القوة الصحراوية التي هي العنصر الاساسي في قلب موازين المعركة ليست كسابقاتها من حيث العدد الذي يمكن الجيش الشعبي الصحراوي من تحرير مواقع والسيطرة عليها عكس ما كان عليه سابقا بل والاستعداد للاستماتة في الدفاع عنها وهذا عنصر كنا نفتقده سابقا لقلة عدد المقاتلين.
يمكننا القول، بالنظر إلى هذه الحقائق وغيرها كثير، أن الشعب الصحراوي اليوم في موقف قادر أن يرفع التحدي ويرفع سقف التضحيات التي قطعا ستدفع نحو زعزعة استقرار المنطقة الهش أساسا والماس من مصالح دول عظمى بدأت تفكر في استغلال ثروات الساحل وخاصة البترول والغاز نظرا لتواجدها بمنأى عن أماكن التوتر في الشرق الاوسط وبالتالي سيفرض على القوى العظمى التدخل والتسريع بإيجاد حل يفضي إلى بسط الدولة الصحراوية سيادتها على كافة ترابها الوطني.
ومن خلال هذا كله وغيره من الاسباب التي لا مجال لذكرها في هذه العجالة نكاد نجزم أن الشعب الصحراوي هو الرابح الاكبر من المعركة القادمة والحاسمة بعد تضييع الاحتلال فرصة سلام من ذهب كان عليه اغتنامها وتصفية حساباته وديا مع الشعب الصحراوي والتعايش المستقبلي في احترام لحق الجوار.
نعم نحن بإذن الله الرابح الاكبر بحيث سنربح العامل الزمني الذي قطعا سيؤدي بنا إلى التسريع في عملية اعتراف العدو والمنظومة الدولية بسيادة الدولة الصحراوية على أرضها ودحر الاحتلال وجلائه لأن المطلب الآن، لم يعد فقط تقرير المصير والاستقلال، وإنما تثبيت أركان الدولة الصحراوية بعامل القوة وقوة القانون.
كما سنربح إعادة رص الصفوف، التي بدأ بعضنا يحيد عنها ربما لعجزه عن مواكبة سيرورة السياسات العالمية الجديدة باقطابها الحالية. وسنربح القضاء الكلي على دعاية مغربية كادت أن توقع بيننا وخاصة فيما بين التنظيم السياسي والجماهير الشعبية.
ومن الناحية العملية، سنربح القضاء الكلي على إمدادات العدو بالمخدرات إلى الجماعات الارهابية بدول الساحل والصحراء، وفي حالة العودة بعد حرب خاطفة أو طويلة، إلى مربع السلام الأممي من جديد، فسيكون هذه المرة بشروطنا، ونابع من تجربتنا الماضية مع المنتظم الدولي، وسيكون وقف نهب الثروات واحترام حقوق الانسان ووضع جدول زمني غير قابل للتمديد من أجل استكمال السيادة الوطنية على كافة أرض الساقية الحمراء وواد الذهب، أهمها مع عدم القبول بأي وقف لإطلاق النار ما لم يستقل الوطن، بل يمكن الدخول في فترات هدنة مشروطة بتحقيق تقدم ميداني نحو الحل المنشود.
سنربح أيضا استعادة سمعة الجيش الشعبي الصحراوي والدور الذي يمكن أن يلعبه في مواجهة تحديات محاربة الجريمة المنظمة والارهاب والمخدرات، والمساهمة في استقرار المنطقة، كما ستقضي الحرب إن هي عادت بالتأكيد على الاحباط الذي أصاب غالبية الشباب الصحراوي، وتمنحه فرصة لإثبات جدارته، والمساهمة الفعلية في تحرير الوطن مثل الرعيل الاول للثروة.
إن عودة الشعب الصحراوي، المحتملة للحرب، ليست نكوصا في نظرنا، ولا تراجعا، بل هي بمثابة تقدم إلى الأمام، وتأكيد للتجربة السابقة التي فرضت احترام الشعب الصحراوي كرقم صعب في معادلة السلام والأمن والاستقرار في شمال أفريقيا.
ومن جهة أخرى، نكاد نجزم أيضا أن النظام المغربي يلعب بالنار، وأنه لن يخرج سالما كنظام من أي مغامرة جديدة له في الصحراء الغربية، فليست كل مرة تسلم الجرة.
اكذبوا ثم اكذبوا على الجماهير…غدا سيلفظكم التاريخ…الواقع والوقائع تكذب كل ما جاء في هذا المقال الذي لا يستند إلى الحقيقة ويواصل ترديد الاسطوانة المشروخة للبوليساريو وجنرالات الجزائر…الشعب قادم وسيقصفكم انتم ونظامكم العسكري بالجزائر…انتظروا عودة الحراك الشعبي الجزائري…