مصطفى الصواف
يغادر اليوم وفد رفيع المستوى من قيادة حركة حماس برئاسة الدكتور خليل الحية وعضوية عدد من قادة حماس إلى الجزائر العاصمة الجزائرية تلبية للدعوة الكريمة من الرئيس الجزائري من أجل الحوار مع الفصائل والقوى الفلسطينية على أمل التوصل إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة بين الكل الفلسطيني.
أمل يحذوا الجزائر التي تربطها علاقات حميمية مع الكل الفلسطيني فتح وحماس والجهاد والجبهات وكل القوى؛ لأن الجزائر تدرك كما يدرك الشعب الفلسطيني أهمية الوحدة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال والضغوطات المختلفة التي تمارسها أمريكا والغرب وبعض الأطراف العربية على الفلسطينيين لرفع الراية البيضاء والتسليم للمشروع الصهيوني، وأن حالة الانقسام تشجع الجميع وعلى رأسهم الكيان الصهيوني المضي في سياساتهم التي تدمر الحقوق الفلسطينية والمشروع الوطني وإبقاء حالة الصراع والتنازع الفلسطيني الفلسطيني قائمة، وأن عملية تحويل الجهد الفلسطيني الكامل ضد الاحتلال تصبح مستحيلة.
جهد طيب ومقدر من الرئيس الجزائري في هذا الملف الذي فشلت فيه دول وأطراف مختلفة عربية ودولية.
ولكن المشكلة ليست في رغبة الجزائر في تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، ولكن المشكلة تكمن في شروط عباس التي تطالب بالتسليم التام باتفاق أوسلو، والاعتراف بالكيان الصهيوني، وشروط الرباعية، والالتزام بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي يرفضه الشعب الفلسطيني وقواه المختلفة منذ اللحظات التي كان فيها الانقسام والخلاف، والذي لازال قائما حتى يومنا هذا.
فتح عباس تريد للكل الفلسطيني أن يأت تحت عباءة أوسلو التي يرتديها عباس حتى باتت تشكل جلده الذي يتدثر به كونها مشروعه الذي يظن أنه الأمل في تحقيق دولة فلسطينية إلى جانب دولة الكيان، والواقع يقول إن مشروع فتح عباس وبعد ثمانية وعشرين عاما فشل وما يعيش فيه عباس هو وهم وأحلام يقظة، ولم يعد هناك أمل في إقامة دولة فلسطينية وفق رؤية عباس وأن ساسة الاحتلال يرفضون رفضا تاما فكرة إقامة دولة فلسطينية بين النهر والبحر.
هذه معضلة على الساسة الجزائريين العمل على حلها وإيجاد صيغة توافقية بين الكل الفلسطيني إذا كانت الجزائر تريد تحقيق اختراق، والاقتراب من إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة على قاعدة الصيغة التوافقية التي يقبل بها الكل الفلسطينية.
جهد جزائري مقدر ونأمل أن تنجح الجزائر فيه، ولكن الواقع يقول إن إمكانية التوصل إلى تلك الصيغة إن لم تكن صعبة فهي مستحيلة.