
بعد مأسستهم للحملة الانتخابية
· غديري في صورة البديل الممكن!
تسير تصريحات أحزاب الموالاة والفاعلين في الساحة السياسية باتجاه ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، وهو المنتظر من اجتماع التحالف الرئاسي اليوم بمقر الأفلان، والخاص ببلورة تصور موحّد حول رهانات المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بموعد 18 أفريل، خاصة أن الأحزاب المعنية باشرت الاستعداد رسميا فأنشأ الأفلان الهيئة الوطنية للتحضير للانتخابات الرئاسية، في حين جعل أويحيى كل الحزب في جاهزية لقيادة الحملة.
ويأتي اللقاء المزمع تنظيمه بين: حزب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، تجمع أمل اجزائر، الحركة الشعبية الجزائرية، بعدما أعلن عنه عدة وجوه من التحالف آخرها تحديد منسق هيئة تسيير الأفلان معاذ بوشارب للموعد بالضبط خلال ترؤسه لاجتماع كتلتي الحزب بالبرلمان مؤخرا، في ظل التركيز على دعوة بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة من أجل استكمال مسيرة الإنجازات على حد تعبيرهم، حيث أكد بوشارب خلال نفس الاجتماع أن مرشح الأفلان في الرئاسيات معروف لدى الجميع، مرجعا تأجيل المؤتمر الاستثنائي للحزب لذلك من أجل التركيز على ملف الرئاسيات. كما شرع الحزب في في التحضير من خلال الإعلان عن التنصيب الرسمي للهيئة الوطنية للتحضير للانتخابات الرئاسية، وهي الهيئة التي ستتشكل من وزراء الحزب الحاليين والسابقين بالإضافة إلى إطارات الأفلان والنواب وتختص بإدارة الحملة الانتخابية.
أما الأمين العام للأرندي فأكد على مدار يومين خلال انعقاد الدورة السادسة للمجلس الوطني للأرندي، على الرهان على ترشح بوتفليقة وعلى تحقيق الاستمرارية بدل التغيير، مؤكدا أن 19 أفريل سيمثل الاستمرارية ونصر المترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، كما أكد: “الأرندي أعلن عن موقفه من الرئاسيات في جوان الماضي عبر مناشدة الرئيس بوتفيلقة للترشح لعهدة أخرى، أما اليوم ونحن في 31 جانفي فإن نور الشمعة بدأ يظهر من خلال بوادر ترشح الرئيس بوتفليقة”.
بن عقون: الانتخاب العقابي يبقى سيناريو مطروحا
من جهته أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 عيسى بن عقون، في تصريح لـ”الوسط” رفع سيناريو “التصويت الانتقامي”، عائدا بالصورة إلى بداية التعددية، حيث صوّت المواطنون لغير صالح الأفلان انتقاما من الوضع القائم، خاصة أن الشعوب ترغب في السير في اتجاه التغيير، جاعلا من المترشح علي غديري صورة البديل الممكن.
وأكد بن عقون أن اجتماع اليوم للتحالف الرئاسي الذي يضم 3 أحزاب أكدت موقفها بترشيح بوتفليقة، قبل أن يلتحق عمارة بن يونس بالركب، أمس، في حين تبقى الكرة في مرمى الرئيس، معتبرا أن السيناريو بان مكررا خلال العهدات السابقة للرئيس، حيث تسبق خطوة إعلانه دعوات حزبية وجمعيات دعم برنامجه لتحضير الأرضية ثم يستجيب هو لتقبل المسؤولية والترشح، في المقابل ترك الاستجابة محط الانتظار، خاصة إثر كثرة الحديث عن ملفه الصحي ومدى قدرته على تحمل المسؤولية، في ظل غياب المعلومة الرسمية حول ذلك وهو ما يعيق استشراف الأمر أكثر، عدا ما يتم تلمسه من دعوات الموالاة.
من جهة ثانية طرح محدث “الوسط” سيناريو الانتخاب العقابي مثلما عمد إليه المواطنون بداية التسعينات وتقديم أصواتهم لصالح الفيس انتقاما من النظام القائم آنذاك، خاصة في ظل ارتفاع أسهم علي غديري على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرا أنها أعلى من أسهم كل من بن فليس الذي لم يعلن حزبه عن موقفه بعد، بالإضافة إلى مقري الذي دخل نطاق الضعف، خاصة في ظل تضارب مبادراته مؤخرا من التوافق وتأجيل الرئاسيات إلى التخبط حول تأكيد عدم تقديم حمس لمرشح في حالة ترشح بوتفليقة، ليبقى غديري أقوى الأوراق المطروحة حاليا، بداية من الصرامة التي تطبع الرجل العسكري مقارنة بالمدني وهو ما أشارت إليه عدة كتابات على رأسها عبد العزيز بوباكير “المقارنة بينه وبني بوتين”، وصولا للاهتمام على مستوى مواقع التواصل، والصورة التي يحاول طرحها بتأكيده أنه البديل للنظام الحالي وفرض القطيعة، وهي التصريحات التي من شأنها الدفع باتجاه انتخاب عقابي للسلطة لصالحه.
سارة بومعزة