
· خط أنبوب جديد يربط بين صقلية الإيطالية بولاية الطارف
· الهياكل القاعدية في الجزائر تنمي التواصل مع الشريك الأوروبي
· البيوع الجزائرية للغاز مرتبطة بعقود آجلة
أكد الخبير الطاقوي الدكتور أحمد طرطار في تصريح خص به يومية “الوسط”، أن الغاز الجزائري قبل الحرب الأوكرانية ـ الروسية كان يلعب دورًا مهمًا في التدفق باتجاه أوروبا ،بحيث أن “القارة العجوز” تشكل في الحقيقة مصدرًا كبيرًا لاستهلاك الغاز الجزائري، وبمعية الغاز الروسي مع المصادر الأخرى للغاز.
وفي ذات السياق قال ذات المتحدث، إن الغاز الروسي لا يشكل تحديًا بقدر ما هو أمر عادي في سياق التعاطي مع سوق النفط والغاز الدولية، مستبعدا حدوث نوع من المنافسة في حالة توقف الحرب الأوكرانية الروسية ،وهو غير مطروح إطلاقا بحكم أن البيوع الجزائرية الغازية مرتبطة بعقود آجلة، وبالتالي هي متصلة بالزمن القادم وعندئذ فلا تغيير في هذه السياسات والاستراتيجيات بقدر ماهو استكمال للرؤى المختلفة ومحاولة أيضًا تغطية السوق بما يتطلبه، خاصة السوق الأوروبية، ولهذا فالغاز الروسي مهما كان لا يكفي وحده لتلبية كل احتياجات أوروبا، فهو يغطي فقط 40 بالمائة من احتياجاتها، والباقي يتم استيراده من الخارج.
وأوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة تبسة ،طرطار أحمد، أنه إمكانية تزويد آسيا، وبعض الدول مثل قطر وغيرها لأوروبا، لكنه بعيد كل البعد عن التغطية الكافية وبالتالي، تجد الجزائر نفسها أمام بوابة البحر المتوسط، مما يؤدي إلى الزيادة في القدرة الإنتاجية للغاز الجزائري ،مع إمداد أوروبا بما تحتاجه حسب مقتضيات الحاجة، مضيفا ذات المتحدث بأن الهياكل القاعدية الموجودة في الجزائر تنمي هذا التواصل مع الشريك الأوروبي، سواء ما ارتبط منها بالأنبوب القديم خط الأنابيب عبر المتوسط “ترونس ماد” العابر على الشقيقة تونس باتجاه إيطاليا ،أو الأنبوب “ميد غاز” الذي تم إنجازه في سنة 2021، والذي يتم من خلاله تدفق الغاز باتجاه أوروبا الغربية، لا سيما إسبانيا والبرتغال، وفيه إمكانية لبعث خط وأنبوب جديد يربط صقيلية الإيطالية بالطارف الجزائرية وهو قيد الإنجاز، وعليه فكل هذه الهياكل ستمكن الشريك الجزائري من التوصيل والتدفق السريع للغاز الجزائري باتجاه أوروبا، مما سيسمح بتلبية احتياجات أوروبا إن اقتضت الضرورة إلى ذلك ،وعليه لايوجد أي إشكال حتى وإن حطت الحرب الأوكرانية ـ الروسية أوزارها، حتى وإن استمرت الأوضاع الجيوسياسية، فالأمر عادي ، فقد يؤثر هذا على قضية أسعار المنتوجات الأحفورية بصفة عامة بحكم أنه سيكون تدفق كبير لمنتجات الأحفورية، سواء النفط أو الغاز، وفي المقابل يمكن أن يكون هناك رد فعل من حين لآخر فيما يرتبط بالطلب، لاسيما الطلب الفعال الذي يترجم إلى استهلاك ،وعندئذ فهذا الأمر لا يطرح إشكال على الإطلاق .
حكيم مالك