
· يجب تشجيع الاستثمار في الصناعات التحويلية الخضراء
أكد المدير العام السابق للوكالة الوطنية للنفايات المهندس كريم ومان، في تصريح خص به يومية “الوسط”، بأن الإستراتيجية المقترحة لقطاع البيئة تشكل نهجًا متكاملًا يصنع جسراً بين ضرورة حماية البيئة وتحقيق الأهداف الاقتصادية، مبرزا في ذلك بأن هذه الرؤية الطموحة تسعى لتحويل النفايات إلى موارد قيمة ومصدر لخلق مؤسسات مختصة ،تسمح بوضع في السوق عروض عمل كبيرة ومتنوعة.
ضرورة تبني مبادئ الاقتصاد الدائري والفرز الانتقائي
وأشار ذات المتحدث ،في سياق متصل إلى أن جوهر هذه الإستراتيجية يكمن في تبني مبادئ الاقتصاد الدائري والفرز الانتقائي، مما يدل على الالتزام العملي بتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية واعدة، مشيرا إلى أن هذا النهج يستثمر الموارد المهدرة حاليًا ويعيد تدويرها، وبالتالي يقلل الاعتماد على الموارد الطبيعية، ويحد من التلوث ويفتح آفاقًا اقتصادية واستثمارية جديدة وواعدة.
توسيع نطاق قطاع إدارة النفايات أمر ضروري
وأوضح المهندس كريم ومان، بأن تعديل قانون النفايات، وإتباعه بنصوص تطبيقية محفزة، قد يشكلان خطوة مهمة نحو تمكين قطاع إدارة النفايات من التطور وتوسيع نطاقه ليشمل المحيط الاقتصادي والاجتماعي بطريقة فعالة ، وعليه فهذه النصوص تهدف إلى استقطاب الاستثمار الخاص وتشجيع مشاركة المواطنين الفعالة في هذه المقاربة الجديدة.
الدولة الجزائرية ملتزمة بتحديث وتطوير قطاع النفايات
وأضاف ومان، أحد أعلام النفايات في الوطن العربي ، بأن تحديد أهداف طموحة لرفع نسب التدوير مثل 30 بالمائة للنفايات المنزلية والخاصة، و50 بالمائة للنفايات الهامدة يعكس التزام الدولة الجزائرية بتحديث وتطوير قطاع النفايات. هذا التوجه الاستباقي يتماشى مع النموذج التنموي الجديد للبلاد، ويضع معايير واضحة وقابلة للقياس، وعليه فهذه الأهداف سالفة الذكر ليست رقمية فحسب، بل هي مؤشرات إستراتيجية لتحقيق منظومة متكاملة تشمل التوعية المجتمعية ، وتعزيز البنية التحتية، وتشجيع الاستثمار في الصناعات التحويلية الخضراء، مثل مشاريع التسميد العضوي للنفايات.
لابد من تطوير آليات متابعة وتقييم رقمية وعصرية
وأفاد ومان كريم، بأن تصريح وزيرة البيئة وجودة الحياة نجيبة جيلالي بتسجيل عمليات لدعم مشاريع الفرز الانتقائي للنفايات وتثمينها في إطار قانون المالية للسنة الجارية، يؤكد أهمية الاستثمار العمومي في المرحلة الأولية لتنفيذ الإستراتيجية مبرزة هذا الدعم الحكومي يمثل حافزًا أوليًا لتجربة النموذج التنموي الجديد للجزائر2035، والترويج له بين جميع الفاعلين. مع ذلك، واستناداً إلى التجارب السابقة يجب وضع آليات للوقوف على تنفيذها ونتائجها مع مرافقة البلديات لعصرنة نظرتهم لموضوع إدارة النفايات، ويبقى التحدي الرئيسي هو انخراط المواطنين والقطاع الخاص، وتطوير آليات متابعة وتقييم رقمية وعصرية لقياس التقدم المحرز وتحديث البرامج بشكل مستمر.
حكيم مالك