الجزائر

هنا تنتهي الحياة و تبدأ رحلة المعاناة

يعاني المواطنين القاطنين بمنطقة عين زقة و التي تبعد حوالي 40 كلم عن بلدية الرويسات التابعة لولاية ورقلة ، و التي تتوفر على أزيد من 200 نسمة جملة من النقائص التي نغصت حياتهم وجعلتهم يعيشون حياة بدائية بعيدا عن الوسائل التكنولوجية المتطورة التي غزت دول العالم و حولته إلى قرية صغيرة ، حيث يتخبط هؤلاء المواطنين في ظروف اجتماعية قاسية و التي يشتكون منها منذ حوالي ربع قرن من الزمن ، جراء إقصاءهم من المشاريع التنموية التي أقرتها الحكومة وحث عليها الوزير الأول عبد العزيز جراد  في وقت سابق للتقليل من معاناة السكان  .

وهو ما أثار حفيظتهم و أخرجهم من دائرة العيش في كنف الحياة المريحة باستخدام التقنيات المتطورة ، و الحصول على كافة المشاريع التي تحقق لهم الحياة السعيدة ، حيث يعاني هؤلاء رزمة من النقائص المتراكمة التي نغصت حياتهم وأرقتهم منها تماطل الجهات المعنية في ربط أحياءهم بشبكة  قنوات الصرف الصحي ، و هو المشروع الذي خصصت له الحكومة مبالغ مالية ضخمة ، فضلا عن عدم تخصيص سور للمقبرة المتواجدة بذات القرية وغيرها من النقائص ، يأتي هذا في الوقت الذي استفاد من العملية المناطق المجاورة ،  وقد دفعت المعضلة القائمة المواطنين إلى الاستعانة بحفر الآبار لتصريف المياه المستعملة ، الأمر الذي أدى إلى تكاثر الحشرات السامة على غرار البعوض والعقارب التي تتكاثر بشكل كبير في فصل الصيف ، وهو ما  تسبب في وفاة عدد منهم باللسع العقربي ،  بالإضافة إلى تهديدهم بالإصابة بمختلف الأمراض و الأوبئة التي تكون الحشرات السامة السبب في نقلها عن طريق للسع على غرار داء الملاريا  .

 

توفير غاز المدينة مطلب سكان قرية عين زقة

كما عبر سكان القرية المذكورة عن استياءهم وتذمرهم الشديدين  بسبب الحياة الصعبة التي يتخبطون فيها منذ سنوات والتي جعلتهم يعانون في صمت بسبب التراكمات الحاصلة وإتباع مبدأ الأفضلية في تمرير المشاريع التنمية من طرف المنتخبين المحليين ، حيث يعاني هؤلاء السكان من مشكلة التماطل في ربط أحيائهم بشبكة الغاز الطبيعي ، ما جعلهم ممتعضون و يعانون في صمت خاصة و أن المنطقة معروفة بانخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء ، الأمر الذي أجبرهم على الاستنجاد بالحطب الذي يجلبونه من غابات نخيلهم و استعماله للطهي والتدفئة في حال عدم التمكن من الحصول على قارورة غاز البوتان التي يتم جلبها من نقاط البيع بذات البلدية ، وهو ما نغص حياتهم في ظل نقص وسائل النقل بذات الجهة التي تبقى بعيدة عن أعين المسؤولين و منسية يأمل قاطنيها بمبادرة من طرف والي الولاية و تخصيصه زيارة إلى تجمعاتهم السكنية للوقوف على حجم المعاناة التي يعيشونها في صمت.

التدعيم بابتدائية حلم يراود السكان والتلاميذ

 

 وما زاد من امتعاضهم عدم تخصيص مشروع تدعيم المنطقة ذاتها بابتدائية ، وهو ما زاد من عدد الأمية في أوساط السكان خاصة فئة الإناث الذين حرموا من الدراسة خارج تراب المنطقة ذاتها نظرا لطبيعة المنطقة المحافظة ، يأتي هذا رغم تعليمات الوزارة الوصية بتدعيم كافة المناطق بالمؤسسات التربوية للتقليل من الأمية التي أصبحت تتلاشى نتيجة توفر بعدد من المناطق مراكز لتعليم الكبار  .

انعدام مرافق صحية يحول مرضى القرية لفئران تجارب

و ما زاد من امتعاض و استياء سكان قرية عين زقة  انعدام عيادة جوارية بمنطقتهم ، الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد من المرضى خاصة الذين يتعرضون لدغة العقارب التي تكثر بجهتهم نتيجة احتوائها على غابات النخيل و الذي تعد عقاربه من أخطر العقارب و أكثرها تسمما ، الأمر الذي دفعهم إلى الاستنجاد بالطب البديل لمعالجة مختلف الأمراض التي تصيبهم ، واقعا مزري يعيشونه هؤلاء السكان ، الذين  لا يزالون يقبعون في كنف المعاناة التي فرضها عليهم المسؤولين الذين لم يزورا المنطقة من قبل ، ما جعل المواطنين بذات الجهة يعيشون حياة البدائية و التي حرمتهم من استعمال التكنولوجيا المتطورة التي غزت دول العالم و حولته إلى قرية صغيرة .

 

انعدام الكهرباء الريفية والمسالك الفلاحية يؤرق الفلاحين

 

كما يشتكي فلاحو الجهة ، من معضلة انعدام الكهرباء و المسالك  الفلاحية ، وهو ما أرق هؤلاء وجعلهم يستنجدون بالطرق التقليدية في سقي مستصلحات الزراعية منها الاعتماد على المضخات التي تشتغل بالوقود لتأمين المياه إلى مزارعهم و حمايتها من الموت عطشا ، فضلا عن توفر لقمة العيش لعائلاتهم ، و قد اعتمد ذات الفلاحين على الدواب لنقل منتجاتهم جراء الرمال التي تحاصر غاباتهم .

وعليه ناشد هؤلاء المواطنين السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية أبوبكر الصديق بوستة  بالتدخل العاجل وإخراجهم من دائرة المعاناة المفروضة عليهم منذ ربع قرن ، من خلال منحهم رصيدهم من المشاريع التنموية لتحسين ظروفهم المعيشية ، وكذا العمل على إعطاء أهمية لتجمعهم السكني الذي بقى بعيدا عن أعين المسؤولين الذين يتعمدون إقصاءه من المشاريع الإنمائية التي حث الوزير الأول عبد العزيز جراد  على ضرورة منحها لكافة أنحاء المعمورة ، و ذلك من خلال رصد زيارة ميدانية إلى جهتهم للوقوف على الوضع الكارثي الذي يتخبطون فيه و الحياة البدائية التي فرضتها عليهم المسؤولين الذين أخرجوها من حساب المناطق المستفيدة من المشاريع الإنمائية  .

 

نجاة ،ح 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى