الأولىالجزائر

هواجس مشتركة في قلب المحادثات

  • أبو الفصل بهلولي: التحضير للقمة العربية ومناقشة ملفات إقليمية
  • محرز حمزة: الجزائر ترافع إلى خلق ديكليك دبلوماسي
  • علي زاوي: تحديات أمنية مشتركة  
  • إسحاق خرشي : فك العزلة وإنشاء مشاريع اقتصادية * 

 

حل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بالجزائر منذ أمس الاثنين في زيارة إلى الجزائر بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون ،و تهدف هذه الزيارة  إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لتضاف لسلسلة الزيارات الرفيعة إلى الجزائر من طرف رؤساء دول ورؤساء حكومات، على غرار رئيسي ايطاليا وفلسطين ورؤساء حكومات تونس وايطاليا.

و تدخل هذه الزيارة في مسعى تعزيز التعاون الثنائي وبحث أبرز القضايا المطروحة في المنطقة وفي مقدمتها نزاع الصحراء المغربية، إضافة إلى العديد من الملفات الإقليمية والدولية، بالإضافة قضية النزاع في إقليم الصحراء المغربية ومستقبل الاتحاد المغاربي والأزمة الليبية والقمة العربية المقررة في الجزائر نهاية مارس المقبل ستكون في قلب المحادثات بين تبون والغزواني.

 

أبو الفضل بهلولي

التحضير للقمة العربية 

 

أكد أستاذ القانون العام و العلاقات الدولية أبو الفضل بهلولي في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن  زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر تدخل في إطار العلاقات الدولية بين الجارتين، لافتا أن هناك عدة ملفات على طاولة التفاوض والمناقشات خاصة أن الزيارة سبقها إنشاء لجنة تنائيه مشتركة للحدود بين دولتين في جانفي الماضي بهدف تنمية المناطق الحدودية بين الجارتين لاسيما في مدينة تيرس زمور الموريتانية و تندوف الجزائرية و يسعي الطرفان إلى فك العزلة وإنشاء مشاريع اقتصادية وتنمية  الحدود، مشيرا أن  التحديات الأمنية للدولتين مشتركة باعتبارها مناطق ساحلية من جراء تنامي الإرهاب بظهور تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي  والمنظمات الإجرامية و تهريب البشر وانفلات السلاح.

يرى أستاذ القانون العام والعلاقات الدولية أبوالفضل بهلولي أن هناك تقارب كبير بين الرئيسين  الموريتاني والجزائري في إرساء الحكم الراشد بين الجارتين  ومكافحة الفساد وهذا ما ينعكس بالإيجاب على العلاقات الدولية بين الدولتين، بالإضافة أن مسار العلاقات بين الجارتين لم يعرف تباعد وتوتر بل يوجد استقرار،مشيرا إلى أن هذه الزيارة رفيعة المستوى ولها أكثر من دلالة،وأن رئيس دولة موريتانيا له شعبية كبيرة وهو يكل الآن رجل إجماع  خاصة من خلال الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي شرع فيها بالإضافة إلى عزم رئيس الموريتاني  في مكافحة الفساد.

أوضح بهلولي أن الجزائر ترغب في إعادة بعث مشروع دول الميدان من خلال المبادرة التي أطلقتها بإنشاء قيادة عسكرية مشتركة بين دول الميدان وتعتبر موريتانيا دولة عضو في هذا التحالف العسكري الذي عرف نوع من البطء لعدة أسباب مختلفة،  فالجزائر تحاول إعادة بعث هذا المشروع خاصة بعد فشل العديد من المقاربات العسكرية أخرها فشل العمليات العسكرية الفرنسية كما تسعي الجزائر إلى تكوين الجيوش في مجال مكافحة الإرهاب ، كما سيطغي على الزيارة تحضير للقمة العربية و الملف الفلسطيني والعديد من الملفات الإقليمية و القارية لا سيما توحيد التوجه في طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الإفريقي. على حد تعبيره

و في ذات الشأن، قال المتحدث:” كما يرتقب من الزيارة الرسمية تباحث حول سبل واليات الشراكة الاقتصادية بين الطرفين باعتبار أن موريتانيا قوة اقتصادية في استخراج المعادن لا سيما الحديد، إلا أنها بحاجة إلى تحويلها إلى صناعة حديد الخام وهنا يمكن لمركب الحجار بخبرته إلى دخول في شراكة وعقود دولية مع مؤسسة المعادن الموريتانية و المشاركة في تحويل حديد من خام الى حديد صلب ،في ذات السياق  يشكل نشاط الصيد والثروة السمكية مجال أخر للشراكة الاقتصادية بين بلدين وهذا مجال للتعاون في مجال الصيد البحري خاصة أن موريتانيا تبحث الآن عن الاقتصاد المنتج ،من جهة أخرى فالشراكة بين الطرفين تمتد إلى غاية مشاريع الطاقة لاسيما أن موريتانيا ستعمل على تصدير كميات من الغاز خلال سنتين القادمتين  وهذا المجال تعاون كبير، خاصة أن الجزائر تترأس منظمة تصدير الغاز ، بالإضافة إلى المساهمة الجزائر في تزويد دولة موريتانيا  إلى إنشاء محطات للكهرباء وهنا الجزائر عن طريق مؤسسات المختصة يمكن أن تساهم في تطوير شبكة الغاز في موريتانيا في

 

سمير محرز

إعادة خلق ديكليك دبلوماسي في المنطقة

 

اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية سمير محرز أن الجزائر ترافع لخلق محوراستراتيجي متين مع دول الجوار خاصة في ظل التحركات الأخيرة للمخزن المغربي وعلاقته مع الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن تحرك الجزائر عبر عدة اتجاهات يهدف إلى إعادة خلق ديكليك دبلوماسي في المنطقة وفق المنظور الجزائري الذي يرتكز على أسس الحوار السياسي والتنسيق الأمني و التعاون الاقتصادي.

توقع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية سمير محرز في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن الزيارة رسمية للرئيس الموريتاني هي من أجل التوقيع على عدة اتفاقيات سياسية أمنية واقتصادية تخدم البلدين والمنطقة بشكل خاصة، معتبرا أنه ستكون هناك اتفاقيات أمنية واقتصادية حسب الاستطلاعات المقدمة خاصة وأن الجزائر أولت اهتمام بالغ للتعاون الثنائي التجاري بين موريتانيا والجزائر، مضيفا في ذات الصدد:” نحن حاليا على مشارف نهاية سنة 2021 ولو نعود الوراء نرى بأن أول زيارة رسمية للجزائر مطلع هذه السنة كانت من قبل الوفد الموريتاني قادتها زيارة رئيس أركان الجيش الموريتاني الفريق محمد بمبه مطلع جانفي 2021 والتي جاءت في إطار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك، على ضوء تطور الوضع الأمني السائد بالمنطقة المغاربية والساحلية”.

و في السياق ذاته، قال المتحدث: «الزيارات التي تقوم بها الجزائر تندرج في إطار تمتين أواصر الأخوة والصداقة مع دول الجوار من خلال الزيارات الرسمية سواء كانت من طرف رئيس الجمهورية أو من الإطارات السامية للدولة، بدءا بزيارة الرئيس نحو جمهورية تونس و التي أخذت بعدا أمنيا واقتصاديا و زيارة قائد الأركان للجيش لجمهورية مصر العربية و لقائه مع وزير الدفاع المصري ومناقشة مستجدات المنطقة، و زيارة وزير الخارجية الأخيرة رمطان لعمامرة لدولة مالي وتعزيز المحادثات في ما يخص دول الساحل والميدان من أجل تعزيز الأمن في الساحل الإفريقي، و زيارة وفد رسمي جزائري أمني سياسي عالي المستوى لدولة ليبيا أفرزت تنصيب سفير جديد للجزائر بطرابلس ، وصولا اليوم لإعادة فتح علاقات إستراتيجية مع الجارة الجنوبية الشرقية موريتانيا من خلال زيارة الرئيس الموريتاني الأمس للجزائر”.

 

       علي زاوي

تحديات أمنية مشتركة 

اعتبر الخبير الأمني وعضو هيئة طلائع الجزائريين الدولية علي زاوي أن زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تدخل في إطار بعث التصورات و الاستطلاع حول الأوضاع الأمنية، مشيرا إلى أن التحديات الأمنية للدولتين مشتركة  باعتبارها مناطق ساحلية من جراء تنامي الإرهاب بظهور تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي والمنظمات الإجرامية و تهريب البشر وانفلات السلاح

يرى الخبير الأمني وعضو هيئة طلائع الجزائريين الدولية علي زاوي في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن الزيارات التي تقوم بها دول المغرب العربي تدخل في إطار التغيرات الإستراتيجية و التهديدات الإقليمية،مشيرا أن دولة موريطانيا لها موقع جد هام بين منطقة النزاع و المخزن و الساحل.

و حذرعلي زاوي من المخططات التي تحاك ضد الجزائر، مشيرا أن الجزائر مهددة أكثر من وقت مضى، خاصة بعد تواجد الكيان الصهيوني في منطقة الساحل المنطقة، مؤكدا أن التدخل الصهيوني بتواطؤ نظام المخزن سيغير المعادلة في المنطقة

 يتوقع علي زاوي أن يكون الملف الليبي حاضرا ر بقوة خلال هذا اللقاء، مشيرا أن المنتظر من الزيارة إيجاد حلول سريعة للنزاع في منطقة الساحل،قائلا:” أي تدخل أجنبي في منطقة الساحل يهدد المنطقة و يدخلها في نفق مظلم، و هناك مخططات لجر الجزائر إلى مستنقع اللأمن

 

       إسحاق خرشي

فك العزلة وإنشاء مشاريع اقتصادية وتنمية الحدود

قال الخبير الاقتصادي إسحاق خرشي أنه منذ اعتلاء الرئيس عبد المجيد تبون  سدة الحكم و نظيره الموريتاني برز اهتمام كبير بتطوير وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا أن ذلك توج بانعقاد أول دورة للجنة الثنائية الحدودية الجزائرية الموريطانية، التي تسعى إلى تعزيز فرص الاستثمارو إقامة مشاريع الشراكة في قطاع ذات أولوية  على مستوى المناطق الحدودية لترقية التبادلات التجارية و فك العزلة.

واعتبر الخبير الاقتصادي إسحاق خرشي في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن زيارة الرئيس الموريتاني جاءت نتيجة لسلسلة زيارات دبلوماسية ووزارية ببين البلدين، مشيرا أنه من المنتظر إبرام العديد من الاتفاقيات  

وأكد إسحاق خرشي أن الملف الاقتصادي سيكون حاضرا بقوة في هذه مشيرا أن المحرك الأساسي لأي مشروع أو شراكة هو الدبلوماسية الاقتصادية، من خلال تحديد مجالات التعاون وتعزيز الاستثمار.

و في السياق ذاته، أصاف المتحدث:” سيتم التطرق من خلال هذا اللقاء  الطريق الرابط  بين تندوف و ازويرات لدفع المبادلات بين البلدين ،في المركز الحدودي بلعيد وهو  معبر حدودي مهم،تندوف ولاية مجاورة  دولة موريتانيا حيث بلغت قيمة المبادلات التجارية  35 الى 40 مليون دولار في 2021، و هنا نؤكد على ضرورة  تطوير لقطاع النقل الجوي في المراكز الحدودية لخفض تكلفة النقل الجوي، توفير عدد المراكز الخاصة بالجمارك عبر هذا المعبر الحدودي ، استغلال لدخول السائقين الجزائريين الى موريطانيا ،إنشاء بنوك عند الحدود هدفها  المويل خلق شبكة علاقات مع رجال الأعمال،يجب أن يكون للجزائر طموح دبلوماسي  للوصول  إلى السوق الموريتاني و العبور إلى دول غرب إفريقيا المطل على المحيط الأطلسي، من جهتها  موريطانيا تستهدف  الجزائر الاستفادة من سوقها و تطوير المناطق الحدودية و زيادة الحركة التجارية.”.

 

إيمان لواس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى