الأولىثقافة

واقع الصراع الدولي في ضوء استبصارات نظرية صدام الحضارات

صدر حديثا عن دار ميم للنشر بالجزائر كتاب جديد تحت عنوان ” واقع الصراع الدولي في ضوء استبصارات نظرية صدام الحضارات ” للدكتور في العلوم السياسية والعلاقات الدولية مصطفى بخوش صاحب الخبرة في مجال التخطيط الاستراتيجي.

صراع ثقافي بين الحضارات والإسلام تحديدا

وفي هذه السنة يكون قد مر أكثر من ربع قرن ( 27 عاما بالضبط )  منذ طرح “صامويل هنتنغتون” نظرية ” صدام الحضارات ” التي حاجج فيها بشأن تغيير طبيعة الصراع الدولي، وانتقاله من كونه صراعا أيديولوجيا مصلحيا بين الدول، إلى صراع ثقافي بين الحضارات، وبالتحديد بين الإسلام( الذي يمكن أن يتحالف مع الكونفشيوسية ) من جهة  والغرب من جهة أخرى .ليعبر بذلك عن حالة الاضطراب التي سادت النظام الدولي منذ سقوط جدار برلين( نوفمبر 1989 ) وتفكك الاتحاد السوفياتي (ديسمبر 1991) . وفي سنة 2017 أصبح دونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية (بالضبط في 20 جانفي 2017). ويبدو أنه الرجل الذي جاء ليحقق نبوءة هنتنغتون حول صدام الحضارات، ففي خطابه الذي ألقاه في العاصمة البولندية ” وارسو” في جوان 2017، تعهد الرئيس ترامب بالانتصار على الإرهاب وأكد أن الغرب لن ينكسر أبدا وأن قيمه ستنتصر. وتحدث الرئيس الأمريكي في اليوم الثاني والأخير لزيارته إلى بولندا، عن وجود ” تهديد خطير لأمننا وأسلوب حياتنا” يتمثل في إيديولوجية تسعى إلى تصدير الإرهاب إلى العالم.

نحو إعادة بناء نظام عالمي جديد

 وأكد بخوش ،أن اللحظة التي يجري فيها البحث عن إعادة بناء نظام عالمي جديد، وفقا لعلاقات قوة جديدة، تعوض فيها بشكل واضح المنافسة الاقتصادية والمواجهة العسكرية خصوصا بين القوة الصاعدة والقوة المهيمنة، تتراجع فيها أدوار الدول لمصلحة شبكات من الفواعل الجدد، وفي ظروف لا تدفع فيها الاحتكاكات بين الدول إلى الحروب العسكرية المباشرة إلا فيما ندر، لم يعد من الضروري لأية دولة أن تدخل في رهان قوة مع باقي الدول للاحتفاظ بتفوقها.

الشكل الذي ستأخذه العلاقات الدولية في المستقبل

 وانطلق صاحب هذا الكتاب القيم من: هل يتميز عالم اليوم بالصراعات أم بالتهدئة، بالفوضى أم بالاستقرار، بالتقسيم أم بالوحدة؟ ما هو الشكل الذي ستأخذه العلاقات الدولية في المستقبل؟ بمعنى آخر، من هم الفاعلون الأساسيون في العلاقات الدولية في المستقبل؟ وكيف ستكون العلاقات بينهم؟ وأين ستفجر الصراعات الرئيسية؟ وكيف سيكون شكلها؟ وماهي رهانها الحقيقية؟ وماهي الأدوات التي ستستخدم فيها؟ وماهي الظروف التي ستتطور فيها؟ فهذه هي أبرز التساؤلات التي طرحها الدكتور مصطفى بخوش.

دراسة دور وسائل الإعلام في البيئة الدولية الجديدة

 

 كما أن مجال اهتمامات الدكتور مصطفى  بخوش البحثية الأساسي هو الدراسات الأمنية المرتبطة بالتحول في مفهوم الأمن الذي ترتب عن نهاية الحرب الباردة وانعكاساته على الترتيبات الجغرافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شكل إعادة هندسة جيوسياسية شاملة لها، كما يهتم أيضًا بالدراسات الاستراتيجية خصوصًا في بُعدها النظري من خلال البحث في مستويات التحليل ومحاولة الوقوف على التقاطعات المشتركة بين الفكر الاستراتيجي في مستواه الكلي وفي مستواه الجزئي للتعرف على دور الفواعل الجدد من دون الدول في العلاقات الدولية. الدكتور مصطفى مهتم كذلك بدراسة دور وسائل الإعلام في البيئة الدولية الجديدة. وفي الشق الأكاديمي اهتم الدكتور مصطفى بمجالات الجودة والاعتماد الأكاديمي، حيث راكم خبرته بفضل عمله في لجان مختلفة للاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي ومشاركته في دورات وورش في هذا المجال.

الدكتور مصطفى بخوش في سطور …

الدكتور مصطفى بخوش، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة الجزائر سنة 2005، عمل أستاذًا مساعدًا بجامعة بسكرة بالجزائر، ثم أستاذًا مشاركًا بجامعة الملك فيصل بالسعودية، قبل أن يلتحق بالجامعة السعودية الإلكترونية في سبتمبر 2013. ليعود بعدها إلى جامعته ببسكرة سنة 2015 ويترقى فيها في جانفي 2018 إلى رتبة أستاذ التعليم العالي. والدكتور مصطفى عضو بالجمعية العربية للعلوم السياسية، وهو يملك خبرة في مجال التخطيط الاستراتيجي اكتسبها من عضوية ورئاسة لجان إعداد خطط استراتيجية لجهات متعددة، شارك في العديد من المؤتمرات الدولية، وله العديد من المساهمات المنشورة في مجلات دولية متخصصة ومحكمة، كما صدر له كتاب بعنوان: “حوض البحر الأبيض المتوسط بعد نهاية الحرب الباردة، دراسة في الرهانات والأهداف”.

حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى