
· مشروع مخطط إستراتيجي 2023-2027
أشرف أمس وزير الصناعة أحمد زغدا على افتتاح أشغال الندوة الدولية السنوية في طبعتها الثانية حول” الذكاء الاقتصادي” تحت شعار:” التحديات العالمية الجديدة والسيادة الاقتصادية :الذكاء الاقتصادي كرافعة للإنعاش الصناعي بمقر المدرسة الوطنية للإدارة بالعاصمة والتي ستدوم لمدة يومين كاملين وعرف هذا اللقاء حضور كل من مستشار رئيس الجمهورية ، ووزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب ، ووزير الصناعة الصيدلانية علي عون ، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور كمال بداري ، ووزير البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية كريم بيبي تريكي، والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة عبد العزيز مجاهد ،وإطارات الدولة لمختلف القطاعات ممثلي القطاعات العمومية والخاصة و ممثلي المجمعات الصناعية والهيئات تحت الوصاية، والخبراء وأساتذة وطلبة جامعيين.
أكد وزير الصناعة أحمد زغدار، خلال افتتاحه للندوة الدولية السنوية الثانية حول “الذكاء الاقتصادي “، بأن هذه التظاهرة تعتبر فرصة سانحة لجميع الفاعلين الاقتصاديين لدراسة ومناقشة أفضل الأساليب والممارسات في أنظمة الذكاء الاقتصادي ووضعها في خدمة عملية اتخاذ القرار على مستوى المؤسسات الاقتصادية والإدارات العمومية.
وفي ذات السياق كشف ذات المتحدث، بأن هذا الحدث يندرج في إطار إثراء خطة عمل تطوير الإستراتيجية الصناعية للقطاع الهادفة إلى تسريع زيادة مستوى مساهمة القطاع الصناعي في الناتج الداخلي الخام من خلال العمل على دعم المؤسسات الصناعية لتحسين قدراتها التنافسية، ووفق ما تضمنته إستراتيجية قطاع الصناعة ضمن برنامج السيد رئيس الجمهورية وما جاء في مخطط عمل الحكومة بعنوان ” من أجل إنعاش وتجديد اقتصاديين “، كما أن الغرض من عقد هذه الندوة المنظمة في هذا الوقت بالذات، يرجع إلى أهمية التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي بصفة عامة والاقتصاد الوطني بصفة خاصة، في ظل التطورات الجيوسياسية والجيواقتصادية التي يشهدها العالم باعتبار أنّ للذكاء الاقتصادي دورا مهما في توجيه القرارات الإستراتيجية وبناء التصوّر المناسب الذي يخدم اتخاذ القرارات المناسبة وإتباع الحلول الأكثر نجاعة، كما يهدف هذا اللقاء إلى تحديد السبل التي من شأنها أن تساهم في دمج الذكاء الاقتصادي ضمن مهام المؤسسات الاقتصادية الإنتاجية لتقوية قدراتها على الصمود، وكذا إضفاء الطابع المهني على ممارسي هذه الوظيفة من خلال التدريب المتواصل وتبادل الخبرات فيما بينهم بإشراك الجالية العلمية المتواجدة في الخارج، وبالتالي لقد أدركنا في السنوات الأخيرة، أهمية صعوبة الوصول إلى المعلومة المهمّة والصحيحة منها، خاصة التي تعتبر عاملا مهما في تقوية وجود المؤسسات الاقتصادية وديمومتها، لذا بات من الضروري أن تنتهج هذه المؤسسات كل السبل التي تسمح باتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الوضع الحالي الذي يتصف بالتنافسية الشرسة، مما يستدعي الاعتماد على الاستعلام الاقتصادي المرتكز على اليقظة الإستراتيجية الفعّالة والحفاظ على المعلومات وتطبيق التأثير في صنع القرار ،وعليه فإنّ تطبيق نظام الذكاء الاقتصادي، يقتضي على المؤسسات أن تتوفر لديها أنظمة يقظة مدعومة بنظام معلومات فعال يسمح لها بتحديد الفرص والتهديدات من أجل إتخاذ القرار المناسب في حينه.
· الكتاب الأبيض للذكاء الاقتصادي
أفاد أحمد زغدار ،أن قطاع الصناعة قد أعد ثلاثة إصدارات مهمة تهدف إلى ترقية ممارسة نظام الذكاء الاقتصادي على مستوى المؤسسات وجميع المنظمات والقطاعات الاقتصادية التي يتفاعلون معها، وهي: الكتاب الأبيض للذكاء الاقتصادي الذي يحدد إستراتيجية القطاع خلال الخمس سنوات القادمة، دليل إرساء الذكاء الاقتصادي الذي يسمح بمرافقة المؤسسات والمنظمات لإنشاء هياكلها الخاصة، دليل التكوين في الذكاء الاقتصادي الذي يسمح للمستخدمين من اكتساب مهارات ومؤهلات أولية تتطلبها الأنشطة المختلفة للذكاء الاقتصادي. وعليه فإنّ هذه الإصدارات التي نراها لبنة إضافية لمختلف العمليات التي عكف قطاعنا على التكفّل بها، ستوزع اليوم على مختلف المشاركين في هذه الندوة كما توضع تحت تصرف كل المهتمين عبر الموقع الإلكتروني للوزارة لتعمّ الفائدة، وتأتي العملية بثمارها كاملة مشيرا بالقول إلى أن قطاع الصناعة قد بادر في وضع آليات في هذا المجال حيث تمّ تشكيل مجموعة عمل تتألف من إطارات مركزية وأخرى تابعة لبعض المجمعات الصناعية العمومية للإشراف على عمليات إنشاء خلايا اليقظة الإستراتيجية على مستوى المجمعات، وذلك بإنشاء فعلي لخلايا على مستوى المجمعين “أغروديف” و”جيكا” علما أن الخليتين في مرحلة متقدمة من النشاط على أن تعمم هذه التجربة على مستوى كل المجمعات كمرحلة أولى ثمّ على مستوى كل المؤسسات والهيئات. ومن أجل تعزيز القدرات المهنية للعنصر البشري في هذا المجال فقد تم على مستوى القطاع تكوين أكثر من 200 إطار من المجمعات الصناعية، الهيئات تحت الوصاية والإدارة المركزية.
إعادة تأهيل المؤسسات للرفع من قدراتها الإنتاجية
قال وزير الصناعة ،إن بلادنا انتهجت سياسة التنويع الاقتصادي، التي ألح عليها رئيس الجمهورية في العديد من المرات ، خاصة خلال الندوة الوطنية للإنعاش الصناعي، والتي تهدف إلى زيادة مساهمة الصناعة، خارج المحروقات، في الناتج الداخلي الخام، من خلال عمليات التحويل وإعادة تأهيل المؤسسات للرفع من قدراتها الإنتاجية، لذا، فإن تنفيذ هذه الإستراتيجية يتطلب توفير مستوى عال من الكفاءات والقدرات بغية التحكم في طريقة الحصول على المعلومات الاقتصادية الدقيقة والصحيحة وكيفية معالجتها لاستخدامها في صالح المؤسسة.
تطرقت الجلسة الأولى لهذه الندوة إلى الذكاء الاقتصادي والسياق الجيوسياسي، أين قدم المدير العام للصناعة بوزارة الصناعة،بشير كشرود، قراءة حول الفرص الجيوسياسية المشفرة بالذكاء الاقتصادي،وسلط أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور مصطفى صايج الضوء على الوضعية الجيوسياسية والآفاق الاقتصادية ،بينما سلط الأستاذ حشماوي محمد، الضوء على ” السيادة الاقتصادية” في حين تم تقديم مداخلة حول السياق الجيوسياسي والفرص الاقتصادية للجزائر من طرف مسعودي عبد المجيد،وقدم فاتح أوزاني عرض حول “الذكاء الاقتصادي والمزايا العملياتية للجزائر،وسجل جيفلات عبد القادر مشاركته بمحاضرة بواسطة التحاضر عن بعد موسومة بـ ” الذكاء الاقتصادي واقتصاد المعرفة “.
خريطة مهن الذكاء الاقتصادي
ستشهد الجلسة الثالثة حول الذكاء الاقتصادي والكفاءة التي ستنظم اليوم والتي ستعرف مشاركة عبد الرحمان عبدو بمداخلة حول ” حرب المواهب”، وسيفي غريب بـ ” خريطة مهن الذكاء الاقتصادي ، أداة لرصد المهارات،وستتحدث خرباشي صونيا عن ” المهارات في قطاع الرقمنة والذكاء الاصطناعي ، مهن جديدة ، وستشارك هند ديب بالتحاضر عن بعد بالمهارات السلوكية : المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: أعمدة الذكاء الاقتصادي”، وسيقدم إسماعيل إدير مداخلة حول ” تشبيك، مساهمة الجالية العلمية في البحث وفي تعبئة المواهب”.
الخبرات الجزائرية والذكاء الاقتصادي
وتم إبراز دور الخبرات الجزائرية في الذكاء الاقتصادي من طرف رئيس الجلسة الرابعة الدكتور مصطفى بوروبي ،أين تحدث هذا الخبير في الذكاء الاقتصادي عن ” مسار الذكاء الاقتصادي في القطاع الصناعي الجزائري ، وشارك أنيس خلاف بالتحاضر عن بعد بمداخلة حول الذكاء الاقتصادي : رافعة للقوة الإستراتيجية للاقتصاد”، كما تم عرض خبرات في مجال الذكاء الاقتصادي كمجمع الصناعات الغذائية “أغروديف” بواسطة محمد سعيد شرفاوي ، وقدم المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر “جيكا” نسيم ملبوسي، وتولى تقديم مجمع ” سفيتال” أمين زكري، وتحدث محمد دميش عن مجمع ” بومار كومباني” .
تغطية :حكيم مالك