أقلام

وقوف على ملهم و مفكر قل أمثاله

عبد الحي لمام جولي

 

الحاضر نتاج الماضي وإفرازاته والمستقبل هو نظرتنا لأحداث ،و نتائج الماضي ،و إستشراق لما هو آت،التاريخ هوكتابة كل هذه السلسلة بعد مرورها بكل أمانة كما وقعت بآمالها و آلامها بنجاحاتها و إخفاقاتها ولىنها تاريخ فلا يمكن جعلها موضوعا انشائيا ولايجب أن تبقي كذلك فالبشر هو العنصر الأساسي ،والفاعل في التاريخ ،ويختلف في عطاءاته ،وتأثيره فيه من شخص لآخر وفق اختلاف النظرة ،والفعل ،و الاثنان معا يكونان قيمة الشخص أو الاشخاص او المجموعة في دورهم وفعلهم .

وتاريخ الشعوب لايمكن أن يكون مفتوحا لمن هب ودب ليكتب كل فيه إسمه وبالطريقة التي يريد و تلائمه هو لا بما قدم للمجتمع وهنا تأتي خديعة الشعوب لنفسها؛ فتصبح تخلط بين الحابل والنابل وبين الردئ و الشريف و تفقد الحياة والعمل الصالح قيمتهما وتكون الكارثة لأنك تفعل ماشئت ولن يكتب عنك إلا موضوع انشائي من التبجيل والشكر و أشياء لايتصورها العقل حتى اننا عندما لانكون قد سمعنا اسم الشخص نظن أن هذا يتحدث عن شخص لا نعرفه فإذا به ليس إلا صاحبنا الذي كان قبليا و زبونيا وكان يفرق في الشعب بأفعاله وتصرفاته والذي كان يستغل مكانته التي اعطيت له ليخدم العامة فاستغلها لبناء نفسه ،و قبيلته ،ومحيطه الزبوني الضيق والضعيف ،وكان بعيدا عن الوطنية ،وكان حملا على الشعب وقضيته بأفعاله المشينة و انتهازيته.

و عليه و في هذه الذكري المجيدة والتي هي ذكري استشهاد رجل بل نادرة لن تتكرر في مجتمعنا بل في قارتنا ان صح التعبير من الاستقامة والعدالة وحسن الخلق و بعد الرؤية والعطاء من اجل القضية والمجتمع إلا ،و هو الشهيد الولي مصطفي السيد والذي يجب حقيقة أن يكون يوم استشهاده رمز ،و تاريخ لإحياء يوم الشهداء جميعا فنحن شعبا قدم الكثير من الغليان ،وسيقدم المزيد حتى يحقق آماله وأهدافه في الحرية والاستقلال.

وعليه فإننا يجب أن نلتزم بإحياء يوم الشهداء فقط وليس اي يوم لاستشهاد اي شخص آخر نظرا لكثرة حساسيات مجتمعنا و لأننا لايمكن أن نحيي استشهادهم جميعا لكن علينا أن نجعل ذكرى الشهداء ذكرى حقيقة لهم جميعا فنعلق صورهم الى جانب الرمز و الظاهرة الشهيد الولي مصطفي السيد وهذا هو ما اقرته الندوات الوطنية التحضيرية سنة 85؛ للمؤتمر السادس للجبهة واقره الرئيس المرحوم محمد عبدالعزيز.

إن مطالبة البعض بجعل يوم استشهاد شخص آخر بعينه غير الشهيد الولي كرمز غير يوم الشهداء جميعا لمرفوض و إلا فإن المطالبة ستتم لإحياء أشخاص كانوا أكثر وطنية و، نظافة اتجاه الشعب ،والقضية ،و ستجعل اقلامنا تتجه لإظهار سيئات ،وعيوب أولئك الأشخاص القبليين والزبونيين والذين كانوا يقولون ولايفعلون .

فتحية لجميع الشهداء والذين لم تذكر اسمائهم يوما والذين كانت وحداتهم تعتبرهم اباءا و إخوة وقدوة وكانوا يؤثرون رفاقهم على أنفسهم.

فتحية و وقفة اجلال وإكبار لروح الشهيد الولي مصطفي السيد الذي كان رمزا في كل صفات الكمال والخلق والعزيمة فأنت هو المعيار ولن نعجب بأحد بعدك لأنك أصبحت مقياسا للإعجاب فهل من نظير يتقدم مثله .

فالشهيد الولي مقنعا؛ كان رحمه الله يركز على الشعب وارادة الشعب و يعمل على تقوية الثورة من خلال التوضيح للشعب وكان يقول فيفعل .

إن مانعاني منه هو أزمة ثقة وأزمة الثقة في بعض الإطارات بصفة خاصة و ذلك لانزلاقهم ودخولهم مجالات الانتهازية والقبلية والزبونية وابتعادهم من قواعدهم بل إن البعض أصبح يهتم بوثائقه في دولة أجنبية بدل من تسييره لمؤسسة وطنية أو ناحية عسكرية وعليه فإننا قد أصبحنا مطالبون أكثر من أي وقت مضى مطالبون بوضع قوانين ،وضوابط تحدد اخلاقيات وتصرفات إطاراتنا وحقوقهم وما عليهم من واجبات .

أعود فأقول ان تاريخنا يجب أن يكتب كما حدث و ليس كما يريد البعض؛ وهنا حادثة تحيرني وسأقصها عليكم ونرجو أن يرد صاحبها فبعد استشهاد الشهيد الولي بأزيد من عشرين يوما و أنا في الحادية عشرة من العمر اتذكر ذات يوم ونحن في السبطي الثاني وقفت سيارة صغيرة ونزل منها شخص وكنا نلعب فرأيناه وصحنا الولي الولي، هرولنا باتجاهه وخرج النساء يزغرتن وعندما اقتربنا منه أدركن أنه ليس الولي والذي كان رحمة الله يتردد علينا كثيرا لصداقته بعمي بابا ولد جولي فتقدم إلى الخيمة و سلم على والدتي العجلة منت بده و قال أن بابا أبلغهم بوجود بعض أمتعة الولي التي تركها لديها؛ فأعطته “صمصونيت” و “دبوس” و” دراعة “وقالت له إن الولي أوصاها أن تعطيها أي الدراعة للإمام ولد أبيه، و في عام ماضي سالت القائد نفسه بنفسي هل تتذكر الحادثة فقال لي أه لايتذكر…….!!!!!لماذا ننصت لما يقوله هذا النوع من البشر ،و هو يتنكر لأشياء الأمس القريب ،و يحدثوننا عن السبعين واثنين وسبعين .

أظن أن هناك عدم أمانة وللأسف في إيصال كل الحقيقة كما وقعت وليس كما نريد .

إن إحياء ذكرى الشهداء في هذا اليوم بالذات يجب أن لايكون بالكلام و التذكير ليوم واحد وإنما يجب أن يكون يوم للتزويد بخصائل و صفات أولئك الشهداء و التحلي بها و تجسيدها في ميادين النضال و العمل و الحفاظ على الطريق الذي رسموه بدمائهم و أرواحهم و قدموا فيه الفكر و التنظير الصائبين، فهو يوم للتزود فكريا وأخلاقيا و معنويا و للتأمل في صفاتهم و التحلي بكل ذلك للوصول للآمال التي كانو يطمحون لها. وعلينا ان نتذكر انه هو من قال وفعل:

إذا أرادت القدرة الخلود لامرئ سخرته لخدمة الجماهير …..

وعيب الدار علي من بقي في الدار…

ودمتم أوفياء لعهد الشهداء…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى