اختار الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، أن يسير على نهج فلاديمير بوتين، في المرافعة لثبات المواقف الجزائرية وللاستشهاد بالجزائر كنموذج يحتذى به سواء في فعالية الشراكة الاقتصادية معها أو في مواقفها الثابتة من الصراع الصهيوني الفلسطيني، وقد ذكر أردوغان الجزائر في شهادته تلك تعليقا على زيارته الأخيرة والتي اجتمع فيها برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وتبادل فيها الطرفان مواقفهما الثابتة من التحولات الاقليمية الجارية ومن ضرورة توحيد ارادتي البلدين وتعاونهما في كافة المجالات الاقتصادية والاقليمية.
عودة أردوغان للكلام عما تمخضت عنه زيارته للجزائر، وذلك بعدما يقترب أسبوع منها، لم تأت من فراغ ولكنها جاءت في سياق سبقت فيه روسيا من خلال رئيسها بوتين شهادة أردوغان، وذلك بالتنويه بالمواقف الجزائرية المشرفة وثباتها، لتأتي بعد ذلك تصريحات الرئيس التركي في ذات المنوال المثمن لدور الجزائر حكومة وشعبا.
ما يستشف من هذا التهافت على الاستشهاد بالجزائر من طرف رؤساء دول كبرى، إذا دل على شيء فإنما يدل سوى على المكانة التي تحظى بها الجزائر في لعبة الكبار ولولا تلك القيمة الحقيقية ما تحولت الجزائر إلى مضرب للأمثال في المحافل الدولية، وهو يكشف أي خطوات قطعتها الدبلوماسية الجزائرية في تحسين صورة وحضور ودور قبلة الثوار، في عهدة الجزائر الجديدة، وذلك بعد سنوات من الفراغ والخواء والضعف الذين ألغوا كل مكانة لها بسبب ما سبق من ابتذال وتمييع.