إفتتاحية

و للإهمال ضحاياه ومواسمه!

 في حصيلة لحوادث سببها انفجارات غاز ، تم تسجيل يون أمس 3 حوادث مأساوية متفرقة أودت بحياة البعض وجرح آخرين كما خلفت خسائر مادية معتبرة، وذلك في كل من منطقة بابور بسطيف وبوفاريك بالبليدة وكذا بالمنيعة والقاسم المشترك بين تلك الحوادث المتفرقة ليس فقط في الخسائر المادية والبشرية ولكن في أن السبب المباشر سيرسو في نهاية الأمر على “الإهمال” كعامل أساسي، حيث وبعيدا على أن كل شيء كان مقدرا إلا أن التعامل مع الحقائق ببراغماتية سيقودنا إلى أن الإهمال البشري هو علة العجز الذي يؤدي بنا دوما إلى الكوارث.
مجلس قضاء سطيف، باشر بفتح تحقيق في حادث دائرة البابور وذلك لتحديد المسؤوليات دون محاولة تمييعها بوضعها في خانة القدر، وخاصة أن الانفجار تسبب في وفاة ضحية وسقوط بناية كبيرة ناهيك عن الجرحى، وفي الضفة الأخرى ببوفاريك فإن ما خلفه انفجار الغاز في العمارة التي شهدت الحادث يدفع إلى فتح تحقيق، كون الأخطاء البشرية الناتجة عن الإهمال وكذا التسيب عواقبهما وخيمة ما لم يكن هنالك رادع قانوني يخرج مثل هكذا مآسي من عادة اتهام القدر بما “غدرت” به أيادي الإهمال.
مجمل القول وبعد الترحم على ضحايا تلك الحوادث فإن زيارة وزير الصحة للمصابين في حادث المنيعة كما أن زيارة والي سطيف لمنطقة البابور بالإضافة لتحرك سلطات البليدة، كلها مواقف جميلة لمواساة الضحايا، لكن المواساة الحقيقية أن تتم محاسبة المسؤولين عن حوادث الإهمال التي تتجدد كل موسم لندفن الضحايا ونتهم القدر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى