
تعيش الجزائر اليوم عرسا انتخابيا؛ يتجاوز مفهوم المنافسة السياسية إلى مفهوم التأسيس لدولة المؤسسات التي تكتب مستقبلها عن طريق إرادة شعب هي الصندوق؛ حيث بين أوراق تصويت ذلك الصندوق؛ تكمن “المُواطَنَة” الحقة وماهية المواطن المسؤول والحامي لمؤسسات دولته..
الانتخابات الرئاسية التي تجري أطوارها اليوم؛ ليست فقط محطة انتخابية؛ سيقرر فيها الشعب رئيسه؛ ولكنها رهان شعب صنع الاستثناء على كافة محطات وجوده وها هو اليوم في محطة تاريخية أخرى؛ يؤكد للعالم؛ أن جزائر المؤسسات ليست شعارات استهلاكية ولكنها مؤسسات شعبية يختارها المواطن بنفسه؛ ومن المجالس المحلية إلى البرلمان وصولا لمنصب الرئيس فإنها الجزائر من صوتها شعب ومن شعبها صوت لا يحيد عن واجبه الانتخابي..
بعيدا عن الفائز بمنصب الرئيس وبعيدا على أم الحملة الانتخابية والتفاف الشعب حول المرشح تبون كخيار قادم؛ بعيدا عن كل ما سبق فإن الفائز الأكبر في رئاسيات 2024 هي الجزائر من خلال ترسيخها أن الفعل الديمقراطي في البلاد؛ أمر ثابت وأن الشعب الجزائري هو سيد القرار أولا وأخيرا؛ فمبارك للجزائر عرسها السياسي فإن الفوز في نهاية الأمر وطن ومؤسسات دولة وصوت شعب.