
· قوجيل: 75 بالمائة من التزامات رئيس الجمهورية تجسدت
· بوغالي: الجزائر سيدة قرارها،وحرة في اختياراتها
افتتح البرلمان بغرفتيه دورته العادية الثالثة لسنة 2023/2024، وذلك طبقا للمادة 138 من الدستور الذي يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة وعملهما وكذا العلاقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة، و ينتظر المجلس أكثر من 40 مشروع قانون من أجل إثرائها ومناقشتها، منها ما تبقى من الدورة السابقة وعدده ثمانية مشاريع قوانين، وهي مشاريع مؤهلة للزيادة.
أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل أن ما نسبته 75 بالمائة من الالتزامات التي تعهّد بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد وجدت طريقها إلى التجسيد والترجمة في الميدان، على أمل أن تستكمل في هذه السنة، مشددا على ضرورة الفهم العميق لدستور الفاتح من نوفمبر 2020، والذي كان على رأس هاته الالتزامات، حيث أعطى المفهوم الحقيقي للممارسة الحقيقية وحرية التعبير الحقة، وليس “التهريج السياسي”، كما كرس للطابع الاجتماعي للدولة.
· تمسك الجزائر بعمقها الإفريقي
جدد المسؤول الأول في مجلس الأمة تمسك الجزائر بعمقها الإفريقي والمبادئ التي بعثت حركة عدم الانحياز والتي باتت مطالبة بالتأقلم مع وضع دولي جديد فرضته التغيرات الجيو استراتيجية الأخيرة التي خيمت على العالم، ونوه صالح قوجيل باتزان ورجاحة السياسة الخارجية للجزائر المبنية على نبذ التدخل العسكري والأجنبي، والجانحة إلى الحلول السلمية والدبلوماسية، مشددا على ضرورة تمتين الجبهة الداخلية للوقوف ضد أية محاولة تبغي ضرب الاستقرار الوطني.
وبخصوص انضمام الجزائر للمجموعة الاقتصادية “بريكس”، أكد المتحدث بأن علاقاتنا مع دول المجموعة على المستوى الثنائي تبقى قوية واستراتيجية، مثمنا عديد المشاريع الاستثمارية التي هي في طور الإنجاز والتي تقارب الـ 150 مشروعا ضخما، منوها أن اقتصادنا يتعافى ويُظهر مؤشرات إيجابية بدليل أن احتياطي الصرف قارب الـ 85 مليار دولار رغم ركود الاقتصاد العالمي وتعدد أزماته
وثمن قوجيل المواقف الثابتة والمتزنة للدبلوماسية الجزائرية، القائمة على الدعوة من أجل تبني الخيارات التفاوضية حين تسوية النزاعات، مشيرا إلى أن الجزائر بمواقفها هذه أضحت مبعث قلق لدول لم ترق لها ولم تهضم استقلالية قرارنا السياسي، مشيدا بالجهود الدبلوماسية للجزائر من أجل إيجاد حلول سلمية في قضية النيجر، دون اللجوء لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي، مؤكدا بأن العمق الجزائري هو إفريقيا التي يجب أن تكون في وضع مستقر.
و دعا المتحدث إلى المزيد من التنسيق بين مختلف مؤسسات الجمهورية، بدءا من داخل قبة البرلمان، وإلى تمتين الجبهة الداخلية ورص الصف الوطني ولم الشمل من أجل الوقوف في وجه كل من يتربص شرا بالجزائر، مشددا على التجند وبذل مزيد الجهد، كل من موقعه، لمواصلة بناء الجزائر الجديدة، خاصة استشراف المستقبل بإشراك الجميع لاسيما الشباب، الطاقة الخلاّقة للأمة وعماد المستقبل، منوها بالدور الذي يؤديه المجلس الأعلى للشباب بتوجيه من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون؛ وذلك بالاستلهام من ماضينا المجيد ومرجعيتنا النوفبرية الخالدة.
و قال قوجيل:” الحراك الشعبي تميز بالسلمية والديمقراطية والذي لم ترق فيه قطرة دم واحدة ولم يكن ذلك ليتأتى لولا تحلي المتظاهرين بالوعي الوطني والمسؤولية، ولولا الجهود الدؤوبة التي بذلها السليل بحق وجدارة لجيش التحرير الوطني، الجيش الوطني الشعبي، الذي حمى المتظاهرين وأمن المسيرات من بدايتها إلى نهايتها إلى المرور نحو تنظيم انتخابات رئاسية حرة وشفافة، أفرزت عن فوز الرئيس عبد المجيد تبون بمنصب رئيس الجمهورية ودخول البلاد عهد جديد لبناء الدولة، كانت بداياته الأولى دستور الفاتح نوفمبر 2020 وإصلاحات شاملة مست مختلف قطاعات ومؤسسات الدولة، دستور البلاد أدرج لأول مرة أحكاما تمنح المعارضة إمكانية تولي مهام رئاسة الحكومة في حالة تمكنها من الحصول على أغلبية برلمانية”.
.40 مشروع قانون على الطاولة
شدد رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي على أن الجزائر تمكنت من حشد عوامل الإقلاع، ومن استكمال مقومات النهضة في ظل مؤسسات دستورية تقوم بدورها كاملا وبكل سيادة وحرية قرار واختيار، وهو أهم عامل من عوامل الإقلاع والنهضة الوطنية الشاملة، مؤكدة على أن الجزائر اليوم سيدة قرارها، وحرة في اختياراتها، ولا تبعية لها إلا فيما تقتضيه مصالحها العليا، وهو أمر ليس متاحا لكثير من البلدان التي تفتقد لذلك نتيجة الولاءات والإملاءات، أو نتيجة ثقل المديونية والأوضاع الداخلية.
أكد المسؤول الأول في المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي أمس خلال إشرافه على افتتاح الدورة البرلمانية العادية لسنة 2023.2024 على أن إنطلاق هذه الدورة يتزامن مع ظروف خاصة ومتميزة سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن أكثر من أربعين مشروع قانون ينتظر المجلس للمناقشة والمصادقة، منها ما تبقى من الدورة السابقة وعدده ثمانية مشاريع قوانين، وهي مشاريع مؤهلة للزيادة.
و أبرز بوغالي أنه بالتنسيق مع مجلس الأمة وبالتعاون مع الطاقم الحكومي قعطنا شوطا كبيرا في تحيين الترسانة القانونية، داعيا نواب البرلمان أن يكونوا في مستوى هذا التحدي لتحقيق المأمول واستدراك الفائت من الدورة السابقة، خاصة وأن المجلس دأب على تكثيف النشاطات في مجال التكوين والرقابة، وكذا في مجال الدبلوماسية البرلمانية التي رافقت وواكبت الدبلوماسية الرسمية، بهدف تحيين للترسانة القانونية لتتلاءم والدستور، كما تتواءم والفلسفة الجديدة لفعل الإقلاع المنشود، والذي رسمته التزامات عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، وقطعت البلاد أشواطا كبيرة في تجسيده، رغم ما اعترى فعل التجسيد من معوقات لعل أهمها ما مرّ به العالم من وضعيات صحية وبيئية وأزمات وتوترات أثرت على بلادنا شأنها في ذلك شأن بقية البلدان.
و أكد المتحدث أن الجزائر المتلاحمة بكل مكوناتها استطاعت أن تحافظ على مواقعها ومواقفها في هذا العالم المضطرب قادرة بما هيأته من أسباب للإقلاع أن تخطو خطوات عملاقة إضافية، خاصة بعدما أصبحت بيئتها جاذبة للاستثمار، وهي اليوم أمام فرصة تاريخية بما توفر لديها من إرادة سياسية قوية، ولحمة وطنية واعية بجملة التحديات والرهانات، وما توضح لها من رؤية تستدعي ولوج عالم العصرنة بالتحكم في الأدوات والآليات المناسبة وعلى رأسها رقمنة القطاعات خاصة التي لها علاقة بالمالية لما لها من أهمية في تحصيلات الموارد، كل ذلك في إطار الاستثمار في العامل البشري، الذي يعد أساس أي بناء من أجل التقدم والتطور، وكفاءات الجزائر قادرة على رفع التحدي وكسب الرهان .
وأشار بوغالي إلى دور الجزائر الفعال في المحافل الدولية، وجعل منها دولة محورية لها تأثيرها إقليميا ودوليا في ظل استراتيجية التوازنات الكبرى في العالم، هذا العالم الذي يتحرك في اتجاه إنهاء عهد الهيمنة والاستغلال لمقدرات الشعوب المستضعفة، ومما رسخ دور الجزائر هو ثباتها على المواقف الأمر الذي جعل منها شريكا موثوقا به في مختلف الهيئات والتنظيمات وحتى في العلاقات الثنائية.
و ثمن إبراهيم بوغالي الإرادات الحسنة الرامية إلى رص الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية، وتلاحم الشعب مع جيشه، والذي يسهر على تأمين البلاد والمرابط على الحدود خاصة في هذا الوقت أين تتفاقم الاضطرابات، وتتضاعف الأزمات، وفي هذا الصدد أشاد بالمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية فيما يخص دولة النيجر والتي تصب في عقيدة الجزائر الثابتة المبنية على الحلول السلمية عن طريق الحوار وخلق ظروف التوافق الوطني الداخلي للبلدان بعيدا عن التدخلات والضغوط الخارجية، كما حيي كل المبادرات التي تسعى إلى استتباب الأمن والسلم في دول الجوار وفي كل العالم .
وفيما يتعلق بالدخول الاجتماعي المرتقب، دعا المتحدث الجميع إلى مضاعفة الجهود، والعزم على رفع التحدي، والانخراط في المساعي الكبرى للدولة الجزائرية من أجل تجسيد البرامج الطموحة المسطرة، ولن يكون ذلك إلا بتثمين قيمتي العلم والعمل كمرتكزين أساسيين نعول عليهما في وثبة حضارية جادة تليق بعظمة الجزائر وتاريخها المشرف.
تغطية: ايمان لواس