الأولىالجزائر

55.69 % الاحتجاجات تأتي في وقتها

  • 37.67 % الاحتجاجات في غير وقتها
  • 6.65 % آراء أخرى 

 

في عدد هذا الأسبوع من سلسلة عمليات سبر الآراء التي تجريها “الوسط” تناولنا موضوع الاحتجاجات العمالية التي عرفت في الأسابيع الأخيرة تصعيدا مفاجئا حيث مست قطاعات مختلفة وعرفت نوعا من التشديد والتصلب في المطالب. وبهذا تكون الحركات الاحتجاجية قد عادت من بعيد بعد أن توقفت المطالب الاجتماعية لفترة طويلة لتفسح المجال للمطالب السياسية التي أتى بها الحراك. غير أن ثمة تساؤلات طفت على السطح حول توقيت هذه الحركات الاحتجاجية، هل هو مناسب أو غير مناسب وهل الظرف السياسي الحالي يسمح برفع الانشغالات الاجتماعية أم أن هناك تراكمات أوجبت على الجبهة الاجتماعية التحرك العاجل لتدارك ما فات من حكومة تعد أيامها الأخيرة قبل الانتخابات التشريعية المقبلة التي ينتظر أن تنبثق عنها حكومة جديدة. يضاف إلى هذا الجدل الشبهات التي صارت تحوم حول التحركات الأخيرة واتهام السلطة لها علنا بخدمة أجندات سياسية خارجية غايتها ضرب استقرار البلاد في الوقت الذي يحتاج إلى الهدوء والصبر لاستكمال البناء المؤسساتي والتفرغ من ثم لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة منذ سنوات طويلة. غير أن العينة التي استطلعتها الوسط رجعت الطابع الاستعجالي للمطالب المرفوعة من قبل الجبهة الاجتماعية بحيث أنها لا تحتمل الانتظار بما يعني أنها جاءت في وقتها خاصة وأن الطبقة السياسية تتأهب لخوض الحملة الانتخابية للتشريعيات مما يشكل بالنسبة للحركات الاحتجاجية فرصة لإسماع صوتها ليس للحكومة فقط بل لجميع الأطراف السياسية المتسابقة على مقاعد البرلمان. وفي المقابل رأت نسبة معتبرة أن الوقت الذي انطلقت فيه الاحتجاجات غير مناسب إذ من الممكن انتظار أشهر قليلة قبل تشكيل حكومة جديدة أكثر تمثيلا للإرادة الشعبية وأكثر قدرة بالتالي على التكفل بالمطالب الاجتماعية، فنتائج الحوار الذي ستباشره الحكومة الحالية قد لا تكون ملزمة للحكومة المقبلة.

 

كشف استطلاع الرأي الذي أجرته “الوسط” فيما يخص إشكالية مطروحة في الوقت الحالي حول التوقيت الذي انطلقت فيه الحركة الاحتجاجات التي عرفتها عدة قطاعات وامتدت على أسابيع وطرحنا سؤالا محددا حول ما إذا جات هذه الاحتجاجات في وقتها أم في غير وقتها بحيث قمنا بدراسة عينة صغيرة من الوسط الاجتماعي وصلت إلى 677 مستجوبا من مختلف الفئات العمرية كما اتصلت الوسط بمحللين ونقابيين لمعرفة رؤيتهم تجاه التوقيت. توزعت نتائج السبر فأعطت الاتجاه العام للرأي القائل بأن الاحتجاجات جاءت في وقتها  بنسبة 55.69 بالمائة بينما رات نسبة 37.67 بالمائة أنها لم تختر التوقيت المناسب. في حين توزعت الآراء الأخرى على نسبة 6.65 بالمائة. 

 

المكلف بالإعلام في الكنابيست مسعود بوديبة

من حق النقابات أن تحتج في أي وقت تراه مناسبا

أكد المكلف بالإعلام ب “الكنابست ” مسعود بوديبة في تصريح للوسط أن النقابات من حقها أن تعلن الاحتجاج وفق الصلاحيات المخولة لها ووفق استراتيجية تحدد على مستوى قواعدها وفي أي وقت تراه مهما يساعد على تحقيق مطالب العامل  مشيرا  أن شرعية الاضراب وأحقيته مكفولة دستوريا كما أنه لا يمكن  لأحد ان يحدد لها الوقت أو يملي عليها الفترة التي تليق بالإضراب مشددا أن الوقت مناسب لاتخاذ قرارات و إجراءات تسمح بالتقليل من الفوارق خصوصا فيما يتعلق بالأجور على مستوى مختلف القطاعات ووضع سياسات من شأنها حماية القدرة الشرائية والرفع من الحماية الاجتماعية وكذا تحسين الخدمات ووضع سياسات اقتصادية جالبة للثروة وجالبة للاستثمار 

 

انقشاع الضبابية حول الوضع الصحي عجل بانفجار الجبهة الاجتماعية

 

وذكر بوديبة أن أهم أسباب انفجار الجبهة الاجتماعية فشل الحكومات المتعاقبة في وضع سياسات اقتصادية جالبة للثروة وخلاقة لمناصب الشغل وتسمح بتحسين القدرة الشرائية مضيفا أن انقشاع الضبابية فيما يخص الوضع الصحي وتداعيات الأزمة الصحية التي أصابت فئة عريضة من المجتمع خاصة ذوي الدخل المتوسط نتج عنها تدهور الوضعية الاجتماعية ووصولها لأدنى مستوياتها مما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن وارتفاع محسوس للأسعار في السوق الوطنية يضيف المتحدث  كلها عوامل أسفر عن هذه الحركات الاحتجاجية .

 

الحوار وسيلة ضرورية لتوضيح الرؤية وحل المشاكل المطروحة

 

دعا مسعود بوديبة إلى أن يرتقي الحوار الى مستوى يعيد الثقة والطمأنينة للمواطن لا أن يضاف الى أرقام عدد جلسات الحوار دون أن يلامس حقيقة حل المشكلة وذلك من خلال إشراك النقابات المستقلة في وضع السياسات الاقتصادية والاجتماعية وتقديم مقترحات من شأنها تدارك التراكمات التي مست الوضعية الاجتماعية منذ سنوات وأردف في ذات السياق بأنه يجب ان تكون هنالك قراءة سليمة لواقع القدرة الشرائية والتفكير في استراتيجية التقليل من الفوارق و التقليل من أثر انخفاض القدرة الشرائية على المواطن .

س.يوبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى